المشکاة الثانیة

مطلع 9

کد : 140628 | تاریخ : 28/06/1395

مطلع            9

‏ ‏

إنّ الحقیقة العقلیّة التامّة المجرّدة حاکمة علی ما سواها، من الحقائق العقلیّة و النفوس الکلیّة و الجزئیّة الملکوتیّة و البدعیّات و الکائنات الملکیّة الناسوتیّة،  ترشدها إلی طرق الهدایة و الإستقامة و الکمال، و تسوقها إلی بارئها المتعال، و تقودها إلی فناء الربّ ذی الجلال؛ و لولاها لما عُبد الله و ما وُحّد و ما أطیع و ما سجد. فالعقل هو الّذی أرسله الله إلی سکّان جمیع العوالم، لیهدیها السواء الصراط. فقال له: أقبل إلی المسجونین فی ظلمات العوالم الخلقیة من عالمک الأمری؛ فأرشد هم إلی دار السرور و عالم یغلو فیه النور علی نور. فظهر فی کلّ حقیقة بقدر الإستعداد إطاعة لأمر ربّ العباد؛ فهداهم إلی عالم الأسرار و دعاهم إلی محفل الأنس و دار القرار. ثمّ بعدالإرشاد و الهدایة، أمره بالرجوع بجمیع مظاهره من عالم الدنیا إلی الغایة القصوی و الرفیق الأعلی؛ فقال له: أَدبِر فَأدَبَر. و هذه الحقیقة هی الّتی أعطاها الله تعالی الجنود[1] فی بعض المظاهر المناسبة من عالم القدس، لتقاوم جنود الشیطان و تغلب علیها، و تقودالخلق إلی حزب الرحمن؛ و أودعت فیها من حقائق عالم الغیب الإلهی، لیجذب من هو لائق الجذبة الرحمانیّة. 

 

[[page 70]]

  • ـ «الاصول» من الکافی، ج 1، ص 20، «کتاب العقل و الجهل»، الحدیث 14.

انتهای پیام /*