ا‏لجهـة ا‏لأولیٰ‏: فی تعریف ا‏لإجماع

کد : 144240 | تاریخ : 30/11/1394

الجهـة الأولیٰ : فی تعریف الإجماع

‏ ‏

‏إنّ الإجماع عند العامّـة حجّـة بنفسـه فی مقابل سائر الأدلّـة ، وقد عرّفوه‏‎ ‎‏بتعاریف :‏

منها‏ : ما عن الغزالی : «أنّـه عبارة عن اتفاق اُمّـة محمّد ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ علی أمر من‏‎ ‎‏الاُمور الدینیـة»‏‎[1]‎‏ .‏

منها‏ : ما عن الرازی من تفسیره «بأنّـه اتفاق أهل الحلّ والعقد من اُمّـة‏‎ ‎‏محمّد ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ علی أمر من الاُمور»‏‎[2]‎‏ .‏

منها‏ : ما عن الحاجبی من تعریفـه «بأنّـه اتفاق المجتهدین من هذه الاُمّـة‏
‎[[page 451]]‎‏علی أمر من الاُمور»‏‎[3]‎‏ .‏

والظاهر‏ : أنّ استنادهم فی حجّیـة الإجماع إلی ما رووه عن النبیّ ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‎ ‎‏أنّـه قال : ‏«لا تجتمع اُمّتی علی الضلالـة أو الخطأ»‎[4]‎‏ هذا ، ولایخفی : أنّ ظاهر‏‎ ‎‏هذه الروایـة مطابق لتعریف الغزالی ، ولکن الغزالی وغیره لمّا رأوا أنّ ذلک ینافی‏‎ ‎‏مع ثبوت الخلافـة لأبی بکر ومن بعده من مشایخهم أعرضوا عن هذا التعریف ، مع‏‎ ‎‏أنّ تعریفهم أیضاً لایثبت مقصودهم ؛ ضرورة عدم تحقّق الاتفاق من جمیع أهل‏‎ ‎‏الحلّ والعقد ، وکذا من جمیع المجتهدین ، کما هو واضح .‏

‏هذا ، وأمّا الإجماع عند الإمامیـة فلیس دلیلاً مستقلاًّ برأسـه ، بل حجّیتـه‏‎ ‎‏إنّما هو لکشف ذلک عن رأی المعصوم ‏‏علیه السلام‏‏ فهو الحجّـة ، والإجماع کاشف عنها ،‏‎ ‎‏إمّا من باب اللطف أو الحدس أو غیرهما من الوجوه التی ستجیء ، ولایکون‏‎ ‎‏لمجرّد الاتفاق فی نظرهم استقلال بالدلیلیـة ، کما لایخفی .‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 452]]‎

  • )) المستصفیٰ 1 : 173 .
  • )) المحصول فی علم الاُصول 2 : 3 .
  • )) شرح العضدی 1 : 122 .
  • )) بحار الأنوار 2 : 225 / 3 و 28 : 104 / 3 .

انتهای پیام /*