منها‏: علم ا‏لجنس

کد : 144285 | تاریخ : 02/12/1395

منها : علم الجنس

‏ ‏

‏وهی کاسامـة ، والمشهور بین أهل العربیـة أ نّـه موضوع للطبیعـة بما هی‏‎ ‎‏متعیّنـة ، ولذا یعامل معـه معاملـة المعرفـة .‏

‏ولکن ذهب فی الکفایـة إلی أ نّـه موضوع لصرف المعنیٰ ونفس الطبیعـة ،‏‎ ‎‏کاسم الجنس ، والتعریف لفظی ، کما فی التأنیث اللفظی ؛ نظراً إلی أ نّـه لو لم یکن‏‎ ‎‏کذلک لما صحّ حملـه علی الأفراد بلا تصرّف وتأویل ؛ لأنّـه علی المشهور أمر‏‎ ‎‏ذهنی ، وهو لایصدق علی الخارج إلاّ مع التجرید ، مع صحّـة حملـه علیها بدونـه .‏

‏مضافاً إلی أنّ وضعـه لما یحتاج إلی التجرید فی مقام الاستعمال لایصدر‏‎ ‎‏عن الواضع الحکیم‏‎[1]‎‏ .‏

ولکنّـه تنظّر فیـه فی کتاب الدّرر حیث قال‏ : وفیما أفاده نظر ؛ لإمکان دخل‏‎ ‎‏الوجود الذهنی علیٰ نحو المرآتیّـة فی نظر اللاّحظ ، کما أ نّـه ینتزع الکلّیـة عن‏‎ ‎‏المفاهیم الموجودة فی الذهن لکن لا علیٰ نحو یکون الوجود الذهنی ملحوظاً‏‎ ‎‏للمتصوّر بالمعنی الاسمی ؛ إذ هی بهذه الملاحظـة مباینـة مع الخارج ، ولا تنطبق‏‎ ‎‏علی شیء ، ولا معنی لکلّیـة شیء لاینطبق علی الخارج أصلاً .‏

‏إذا عرفت هذا ، فنقول : إنّ لفظ «اسامـة» موضوع للأسد بشرط تعیّنـه فی‏‎ ‎‏الذهن علیٰ نحو الحکایـة عن الخارج ، ویکون استعمال ذلک اللّفظ فی معناه‏‎ ‎‏بملاحظـة القید المذکور ، کاستعمال الألفاظ الدالّـة علی المعانی الحرفیّـة ، فافهم‏‎ ‎‏وتدبّر‏‎[2]‎‏ . انتهیٰ .‏


‎[[page 346]]‎أقول‏ : أخذ اللحاظ ولو کان بالمعنی الحرفی فی المعنی الموضوع لـه معناه‏‎ ‎‏کونـه متقوّماً بـه ، وإلاّ فیصیر الموضوع لـه مجرّد المعنیٰ من دون مدخلیـة شیء ،‏‎ ‎‏ولم یبق فرق بین علم الجنس واسمـه ، ومع تقوّم معنی الأوّل بـه یرد علیـه ما‏‎ ‎‏أفاده فی الکفایـة‏‎[3]‎‏ ، کما لایخفیٰ .‏

والتحقیق أن یقال‏ : إنّ الفرق بین المعرفـة والنکرة واتّصاف شیء بالأوّل‏‎ ‎‏وشیء آخر بالثانی أمر واقعی ، فإنّ المعرفـة هو ما کان فی الواقع متعیّناً غیر قابل‏‎ ‎‏للتردّد والإبهام ، مثل الأعلام الشخصیـة ، فإنّ لفظ «زید» موضوعـة لشخص‏‎ ‎‏متعیّن فی الواقع ، بخلاف النکرة ، فإنّ معنی الرجل المنکّر هو الفرد المردّد من‏‎ ‎‏طبیعـة الرجل والمبهم فی نفس الأمر ، فالامتیاز والتفاوت إنّما هو بحسب الواقع ،‏‎ ‎‏وحینئذٍ فنقول : الموضوع لـه فی باب اسم الجنس هی نفس الطبیعـة بما هی هی ،‏‎ ‎‏والطبیعـة فی هذه المرتبـة التی هی مرتبـة ذات الطبیعـة لا تکون معرفـة ولا‏‎ ‎‏نکرة ، ولذا یکون عروض التعریف والتنکیر بسبب أمر آخر ، مثل الألف واللاّم‏‎ ‎‏المفیدة لتعریف الجنس ، وتنوین التنکیر المفیدة لنکارتـه ، فلو کان معنیٰ «رجل»‏‎ ‎‏الذی هو اسم الجنس معرّفاً ، لم یحتج فی تعریفـه إلی إلحاق الألف واللاّم بـه‏‎ ‎‏ویستحیل تنکیره من غیر تجرید کما لایخفیٰ ، کما أ نّـه لو کان منکّراً ، لم یحتج إلی‏‎ ‎‏التنوین ، ولم یصحّ تعریفـه من غیر تجرید ، ولیس ذلک إلاّ لکون نفس الطبیعـة‏‎ ‎‏الموضوع لها اسم الجنس لایکون معرفـة ولا نکرة ، ولذا لایستعمل کذلک .‏

‏وأمّا علم الجنس فهو موضوع لنفس الطبیعـة الممتازة عن سائر الطبائع ،‏‎ ‎‏فإنّ کلّ طبیعـة إذا لوحظت بالإضافـة إلیٰ سائر الطبائع تکون ممتازة عنها ومتعیّنـة‏‎ ‎‏بذاتها فی عالم الواقع ونفس الأمر ، ولیس ذلک التعیّن دائراً مدار الاعتبار ، بل هو‏
‎[[page 347]]‎‏أمر واقعی ، کالتعریف فی غیره من الموارد ، وحینئذٍ فاللّحاظ لیس مأخوذاً فی‏‎ ‎‏المعنیٰ حتّیٰ یستحیل انطباقـه علی الخارج ، بل المعنیٰ هی الطبیعـة الممتازة‏‎ ‎‏بذاتها واقعاً ، وهو قابل للاتّحاد مع الخارج .‏

‏وبالجملـة ، فمفاد علم الجنس والمعرّف بلام الجنس واحد غایـة الأمر‏‎ ‎‏تعدّد الدالّ فی الثانی دون الأوّل ، کما لایخفیٰ .‏

‎ ‎

‎[[page 348]]‎

  • )) کفایـة الاُصول : 283 .
  • )) درر الفوائد ، المحقّق الحائری : 232 .
  • )) کفایـة الاُصول : 283 .

انتهای پیام /*