المبحث الثانی: فی أقسام البیع بحسب الأسباب

الدلیل الأوّل: استصحاب الملکیة بعد الفسخ

کد : 145198 | تاریخ : 12/12/1395

الدلیل الأوّل: استصحاب الملکیة بعد الفسخ

‏ویقع البحث فیه من جهة نفس الاستصحاب وأ نّه کلّی أو شخصی، وعلی‏‎ ‎‏فرض الکلّیة فی جریانه وعدمه، ومن جهة تعارضه مع استصحاب آخر أو لا،‏‎ ‎‏وعلی فرض التعارض الترجیح مع أیّهما.‏

‏أمّا الأوّل: فقد ذکر الشیخ ‏‏رحمه الله‏‏ تقریب الکلّی، وأمر فیه بالتأمّل‏‎[1]‎‏، واستقرب‏‎ ‎‏کونه شخصیاً:‏

أمّا‏ تقریب الکلّی فبیانه: أن المشکوک لیس فرداً خاصّاً، بل الشکّ فی أنّ‏‎ ‎‏الملکیة الحادثة هل هی فرد مستقرّ مستمرّ طویل لا یزول بالفسخ، أو فرد‏‎ ‎‏متزلزل قصیر یزول بالفسخ؟ والمتیقّن منه هو القدر المشترک، وأمّا خصوص‏‎ ‎‏الفردین فلیس متیقّن الحدوث.‏

‏وبالجملة: العلم الإجمالی قائم بحدوث أحد الفردین، ولازمه کون الکلّی‏‎ ‎
‎[[page 158]]‎‏معلوماً بالإجمال، واستصحاب الکلّی ـ أعنی الجامع بین الفردین المتیقّن‏‎ ‎‏حدوثه المشکوک بقاؤه ـ لا إشکال فیه.‏

ولکنّ‏ الظاهر عدم جریانه مع قطع النظر عن إشکالات القسم الثانی من‏‎ ‎‏الاستصحاب؛ وذلک لأنّ الجامع إن کان حکماً شرعیاً أو موضوعاً لحکم‏‎ ‎‏شرعی، فاستصحابه لا إشکال فیه، وأمّا لو کان الحکم علی خصوص الفردین لا‏‎ ‎‏علی الکلّی والجامع بینهما، فلا مجال لاستصحاب الکلّی، مثلاً إذا أنفذ الشارع‏‎ ‎‏السبب الخاصّ المملّک لکذا وأمضی سبباً آخر، فلا مجال لاستصحاب الجامع‏‎ ‎‏المنتزع منهما، فاعتبار الملکیة عند العقلاء والشرع إمّا یکون متزلزلاً، أو مستقرّاً‏‎ ‎‏ومستمرّاً، وأمّا الملکیة المطلقة الجامعة بین الفردین، فلیس لها اعتبار شرعی‏‎ ‎‏ولا عقلائی، وعلیه فلا مجال لاستصحابه؛ إذ لیس حکماً شرعیاً، ولا موضوعاً‏‎ ‎‏لحکم شرعی. ویعتبر فی الاستصحاب أمران: کون المستصحب حکماً شرعیاً أو‏‎ ‎‏موضوعاً ذی أثر شرعی واتّحاد القضیة المتیقّنة مع المشکوکة.‏

‎ ‎

‎[[page 159]]‎

  • ـ المکاسب، ضمن تراث الشیخ الأعظم 16: 51.

انتهای پیام /*