المبحث الثانی: فی أقسام البیع بحسب الأسباب

الدلیل الثامن: قوله تعالی: «أحَلَّ اللّه‏ُ الْبَیْعَ»

کد : 145231 | تاریخ : 12/12/1395

الدلیل الثامن: قوله تعالی: «أحَلَّ اللّه ُ الْبَیْعَ»[1]

‏قد تقدّم أنّ فیه احتمالین:‏‎[2]‎

الأوّل:‏ کون المراد بـ ‏‏«‏الْبَیْعَ‏»‏‏ الزیادة الحاصلة به بقرینة الصدر والذیل؛‏‎ ‎‏حیث کان فی مقابل من سوّی بین البیع والربا، فکأ نّه سوّی بین الزیادة الحاصلة‏‎ ‎‏بالبیع والزیادة الحاصلة بالربا، والآیة فی مقام نفی هذه التسویة؛ بأنّ ما یحصل‏‎ ‎‏بالبیع من الزیادة حلال یجوز التصرّف فیه، دون ما یحصل بالربا، ویستلزمه‏‎ ‎‏حلّیة البیع؛ أعنی نفوذه وصحّته، إذ الحلّیة لیست حلّیة مستقلّة، بل هی ناشئة من‏‎ ‎‏صحّة البیع ونفوذه، وعلی هذا الاحتمال فتمام الموضوع لحلّیة التصرّف ما‏‎ ‎‏حصل بالبیع من غیر تقیّد فیه، فهو بعد الفسخ أیضاً باق علی هذه الحلّیة.‏‎ ‎‏والشبهة المصداقیة هنا ـ من حیث بقاء البیع وعدمه بعد الفسخ ـ نظیر الشبهة فی‏‎ ‎‏«‏أوْفُوا بِالْعُقُودِ‏»‏‎[3]‎‏ والجواب هو الجواب.‏


‎[[page 240]]‎والثانی:‏ أن تکون التسویة بین البیع والربا لا ألفاظهما، بل الأسباب بما‏‎ ‎‏یترتّب علیها من المبادلة، فکأ نّه یقال: «ما الفرق بین البیع والربا من حیث‏‎ ‎‏حصول المبادلة والنقل؟! فالربا أیضاً مثل البیع» وعلی هذا فالآیة بصدد بیان‏‎ ‎‏الفرق بینهما بأ نّه حلال دون الربا، ومعلوم أنّ الحلّیة والحرمة هنا أیضاً باعتبار‏‎ ‎‏حصول النتیجة من المبادلة والنقل، ومعناه جواز التصرّف فیما حصل به، وهو‏‎ ‎‏تمام الموضوع له ولو بعد الفسخ.‏

‏وبالجملة: کما یستفاد منه النفوذ فی المعاملة المعاطاتیة، کذلک یستفاد‏‎ ‎‏لزومها.‏

‎ ‎

‎[[page 241]]‎

  • ـ البقرة (2): 275.
  • ـ تقدّم فی الصفحة 114 .
  • ـ المائدة (5): 1.

انتهای پیام /*