تنبیهات: المعاطاة

الأوّل: اعتبار شروط البیع فی المعاطاة

کد : 145237 | تاریخ : 12/12/1395

الأوّل:

 

اعتبار شروط البیع فی المعاطاة

‏إنّ المعاطاة بحسب التصوّر علی أنحاء:‏

‏أوّلها: حصول الأخذ والإعطاء بقصد الإباحة المطلقة حتّی فیما یتوقّف علی‏‎ ‎‏الملک. ویحتمل فی هذه الصورة اعتبار الملکیة؛ إذ کما لا اعتبار بها فیما لا‏‎ ‎‏یجوز التصرّف فیه، فکذا تعتبر الملکیة فیما یجوز فیه مطلق التصرّفات حتّی‏‎ ‎‏المتوقّفة علی الملک. ویحتمل عدم اعتبارها وحصول الملکیة آناًمّا قبل التصرّف‏‎ ‎‏المتوقّف علیه.‏

‏ثانیها: الإباحة فی الجملة، وهی دائرة مدار قصد المتعاملین سعةً وضیقاً.‏

‏ثالثها: التعاطی بقصد التملیک والبیع، فیکون بیعاً صحیحاً لازماً.‏

‏رابعها: حصول الملک المتزلزل فی هذه الصورة.‏

‏خامسها: عدم حصول الملک والحکم بالفساد، مع حصول الإباحة الشرعیة؛‏‎ ‎‏بحیث یکون فعل المتبائعین موضوعاً للإباحة الشرعیة، فیترتّب علیه غیر ما‏‎ ‎‏قصداه.‏


‎[[page 259]]‎‏سادسها: الصورة بحالها مع الإباحة المالکیة التی یکشف عن المراضاة‏‎ ‎‏الکائنة فی البین.‏

‏سابعها: الحکم بفساده مطلقاً من دون إباحة.‏

البحث فی مقامات ثلاثة

‏وینبغی البحث فی مقامات ثلاثة: ‏

‏الأوّل: أنّ الممکن اعتباره من شرائط الإیجاب والقبول فی الصور، هل یکون‏‎ ‎‏فی جمیعها، أو بعضها؟‏

‏الثانی: فی أنّ شرائط الثمن والمثمن وما یعتبر فی قسم خاصّ من البیع معتبر‏‎ ‎‏فیها، أو لا؟‏

‏الثالث: فی الأحکام المترتّبة علی البیع بالصیغة واللواحق الطارئة علیه،‏‎ ‎‏کالخیارات وأمثالها.‏

فنقول: ‏قد یکون الفرض هنا البحث فیما یتداول بین الناس من أنحاء‏‎ ‎‏المعاطاة، أو ما هو أوسع منه، فإن کان الأوّل فهو قسم خاصّ واحد؛ وهو البیع‏‎ ‎‏اللازم، وإن کان الثانی فلابدّ من البحث فی جمیع الصور.‏

حکم المعاطاة التی قصد بها الإباحة

‏ولنقدّم البحث فی صورة وقوعه بقصد الإباحة؛ سواء کان مطلقاً، أو فی‏‎ ‎‏الجملة، لا نقول بأنّ ما یقع فی الخارج هو هذا القسم بل المراد أ نّه لو وقع بین‏‎ ‎‏شخصین فحکمه ماذا، وشرطه ماذا؟‏

قد یقال:‏ بأنّ إباحة جمیع التصرّفات مستلزمة لاعتبار الملکیة، کما یستلزم‏‎ ‎
‎[[page 260]]‎‏سلب المنافع والتصرّفات عدم اعتبارها عند العقلاء، فإذا أباح له جمیع‏‎ ‎‏التصرّفات والانتفاعات بأنحائها فالعقلاء یعتبرون الملک، فیجیء التناقض بین‏‎ ‎‏قصد عدمها وإباحة مطلق التصرّفات؛ فإنّها عبارة اُخری عن الملکیة.‏

لکنّ التدبّر‏ یعطی الفرق بین سلب الانتفاع والتصرّف عن شیء، وبین إباحته‏‎ ‎‏فیه فی اعتبار الملکیة وعدمها؛ لأنّ اعتبار الملکیة وجوداً دائر مدار الانتفاع‏‎ ‎‏وقابلیة التصرّف، فما لیس فیه قابلیة التصرّف لا یعتبر فیه الملکیة، والزوجیة،‏‎ ‎‏وأمثالها من الاعتبارات العقلائیة، وأمّا إباحة التصرّفات والانتفاعات فقد یلازم‏‎ ‎‏سلبها عن نفسه؛ فتقع بحیث یسلب الاختیار عن نفس المبیح، فهو أیضاً یفید‏‎ ‎‏الملک باعتبار سلبها عن نفسه وإثباتها للغیر، وأمّا إذا کان لنفسه أیضاً اختیار،‏‎ ‎‏فیتصرّف فیه کیفما شاء، ویحلّ إباحته متی أراد، کما هو مورد البحث، فلا یعتبر‏‎ ‎‏فیه الملکیة، ولذا یجوز له إباحة جمیع التصرّفات لأشخاص متعدّدین، مع عدم‏‎ ‎‏معقولیة أملاک متعدّدة فی شیء واحد.‏

وکیف کان‏ فقد قال الشیخ ‏‏رحمه الله‏‏ فی المقام: «لابدّ عند الشکّ فی اعتبار شرط‏‎ ‎‏فیها من الرجوع إلی الأدلّة الدالّة علی صحّة الإباحة العوضیة من خصوص أو‏‎ ‎‏عموم، وحیث إنّ المناسب لهذا القول التمسّک فی مشروعیته بعموم ‏«الناس‎ ‎مسلّطون علی أموالهم»‎[1]‎‏ کان مقتضی القاعدة هو نفی شرطیة غیر ما ثبتت‏‎ ‎‏شرطیته، کما أ نّه لو تمسّک لها بالسیرة کان مقتضی القاعدة العکس.‏

‏والحاصل: أنّ المرجع علی هذا عند الشکّ فی شروطها، هی أدلّة هذه‏‎ ‎‏المعاملة؛ سواء اعتبرت فی البیع، أم لا»‏‎[2]‎‏ انتهی.‏


‎[[page 261]]‎أقول:‏ أمّا دلیل السلطنة فقد قدّمنا‏‎[3]‎‏ ما فیه، وقلنا بأ نّه لیس دلیلاً تعبّدیاً زائداً‏‎ ‎‏علی ما عند العرف والعقلاء، بل هو قاعدة عقلائیة عرفیة، ولکن لا إشکال فی‏‎ ‎‏أنّ العقلاء کمایرون أنفسهم مسلّطین علی الأموال، یرونها محکومةً للقوانین‏‎ ‎‏والمقرّرات العقلائیة، فکما یرون البالغ العاقل الحرّ مسلّطاً علی ماله، فکذلک‏‎ ‎‏یرونه مقهوراً للقوانین المتداولة فیما بینهم فی الأموال وغیرها، ولا یرونه مسلّطاً‏‎ ‎‏علی تلک المقرّرات.‏

‏وبالجملة: حیثیة المالیة ملحوظة فی السلطنة علیه عندهم، وعلیه فإذا شکّ‏‎ ‎‏فی شیء فی کیفیة نقل المال أو إباحته إلی غیره، فلا مورد للتمسّک به؛ إذ هو‏‎ ‎‏خارج عنه.‏

‎ ‎

‎[[page 262]]‎

  • ـ الخلاف 3: 176؛ عوالی اللآلی 1: 222 / 99؛ بحار الأنوار 2: 272 / 7 .
  • ـ المکاسب، ضمن تراث الشیخ الأعظم 16: 67.
  • ـ تقدّم فی الصفحة 138 .

انتهای پیام /*