حول کلام ا‏لمحقّق ا‏لخراسانی وا‏لعلاّمـة ا‏لحائری

کد : 145431 | تاریخ : 15/12/1394

‏ ‏

حول کلام المحقّق الخراسانی والعلاّمـة الحائری

‏ ‏

‏ویظهـر المخـالفـة فیمـا ذکـرنـا مـن المحقّقین العلمیـن الخـراسانـی‏‎ ‎‏والحائریفی کتابی الکفایـة والدرر .‏

قال فی الأوّل‏ ـ بعد توجیـه قول المشهور بما یرجع إلی ما ذکرنا ـ : ویشکل‏‎ ‎
‎[[page 333]]‎‏بأنّ مساعدة العرف علی الجمع والتوفیق وارتکازه فی أذهانهم علی وجـه وثیق‏‎ ‎‏لا یوجب اختصاص السؤالات بغیر موارد الجمع ، لصحّـة السؤال بملاحظـة‏‎ ‎‏التحیّر فی الحال ، لأجل ما یتراءی من المعارضـة وإن کان یزول عرفاً بحسب‏‎ ‎‏المآل ، أو للتحیّر فی الحکم واقعاً وإن لم یتحیّر فیـه ظاهراً ، وهو کاف فی صحّتـه‏‎ ‎‏قطعاً ، مع إمکان أن یکون لاحتمال الردع شرعاً عن هذه الطریقـة المتعارفـة بین‏‎ ‎‏أبناء المحـاورة ، وجـلّ العناویـن المأخـوذة فـی الأسئلـة لـولا کلّها یعمّها ،‏‎ ‎‏کمالایخفی‏‎[1]‎‏ .‏

وقال فی الثانی‏ ما یقرب من ذلک ، حیث ذکر : أنّ المرتکزات العرفیّـة لا‏‎ ‎‏یلزم أن تکون مشروحـة ومفصّلـة عند کلّ أحد حتّی یری السائل فی هذه الأخبار‏‎ ‎‏عدم احتیاجـه إلی السؤال عن حکم العامّ والخاصّ المنفصل وأمثالـه ، إذ ربّ‏‎ ‎‏نزاع بین العلماء یقع فی الأحکام العرفیّـة ، مع أنّهم من أهل العرف ، سلّمنا التفات‏‎ ‎‏کلّ الناس إلی هذا الحکم حتّی لا یحتمل عدم التفات السائلین فی تلک الأخبار ،‏‎ ‎‏فمن الممکن السؤال أیضاً ، لاحتمال عدم إمضاء الشارع هذه الطریقـة ، وعلی هذا‏‎ ‎‏یجب أن یؤخذ بإطلاق الأخبار .‏

‏وقد أ یّد ما أفاده بروایتین :‏

‏إحداهما : ما ورد فی روایـة الحمیری عن الحجّـة ـ صلوات اللّٰه وسلامـه‏‎ ‎‏علیـه ـ من قولـه ‏‏علیه السلام‏‏ فی جواب مکاتبتـه : « ‏فی ذلک حدیثان‏ ‏، أمّا أحدهما‏ ‏: فإذا‎ ‎انتقل من حالـة إلی اُخری فعلیـه التکبیر‏ ‏، وأمّا الآخر‏ ‏: فإنّـه روی أنّـه إذا رفع‎ ‎رأسـه من السجدة الثانیـة وکبّر ثمّ جلس ثمّ قام فلیس علیـه فی القیام بعد‎ ‎


‎[[page 334]]‎القعود تکبیر‏ ‏، وکذلک التشهّد الأوّل یجری هذا المجری‏ ‏، وبأ‏ ‏یّهما أخذت من باب‎ ‎التسلیم کان صواباً‏ »‏‎[2]‎‏ ، فإنّـه ‏‏علیه السلام‏‏ أمر بجواز الأخذ بکلّ من الخبرین ، مع أنّ‏‎ ‎‏الثانی أخصّ مطلقاً من الأوّل .‏

‏ثانیتهما : روایـة علی بن مهزیار قال : قرأت فی کتاب لعبد اللّٰه بن محمّد إلی‏‎ ‎‏أبی الحسن ‏‏علیه السلام‏‏ : اختلف أصحابنا فی روایاتهم عن أبی عبداللّٰه ‏‏علیه السلام‏‏ فی رکعتی‏‎ ‎‏الفجر فی السفر ، فروی بعضهم : صلّها فی المحمل . وروی بعضهم : لا تصلّها إلاّ‏‎ ‎‏علی الأرض ؟‏

‏فوقّع ‏‏علیه السلام‏‏ : « ‏موسّع علیک بأ‏ ‏یّـة عملت‏ »‏‎[3]‎‏ . فإنّـه ‏‏علیه السلام‏‏ أمر بجواز الأخذ‏‎ ‎‏لکلّ من الخبرین ، مع أنّهما من قبیل النصّ والظاهر ، لأنّ الاُولی نصّ فی الجواز ،‏‎ ‎‏والثانیـة ظاهرة فی عدمـه ، لإمکان حملها علی أنّ إیقاعها علی الأرض أفضل ، مع‏‎ ‎‏أنّـه ‏‏علیه السلام‏‏ أمر بالتخیـیر‏‎[4]‎‏ ، انتهی .‏

ویرد علیهما‏ : أنّ التحیّر الابتدائی الزائـل بمجرّد التأمّل والتوجّـه الثانوی‏‎ ‎‏لا یوجب السؤال عن حکم العامّ والخاصِّ، خصوصاً بعد عدم کون السؤال عن‏‎ ‎‏خصوص مورد تکون النسبـة فیـه بین الدلیلین الواردین فیـه العموم والخصوص ،‏‎ ‎‏بل کان السؤال عن مطلق الخبرین المتعارضین المنصرف هذا العنوان إلی ما‏‎ ‎‏یکون متعارضاً عند عامّـة الناس وعرف أهل السوق .‏


‎[[page 335]]‎‏وبالجملـة : لا یکون مورد السؤال هو خصوص مصداق من مصادیق العامّ‏‎ ‎‏والخاصّ حتّی یوجّـه بأنّ المرتکزات العرفیّـة لا یلزم أن تکون مشروحـة‏‎ ‎‏ومفصّلـة عند کل أحد . . . إلی آخره ، بل مورده هو کلّ مورد یصدق علیـه عنوان‏‎ ‎‏المتعارضین أو المختلفین ، ولابدّ من حمل ذلک علی ما یراه العرف کذلک . ومن‏‎ ‎‏المعلوم کما اعترفا بـه أنّ العامّ والخاصّ لا یکون عند العرف کذلک .‏

‏وأمّا السؤال بملاحظـة التحیّر فی الحکم الواقعی فهو وإن کان أمراً معقولاً ،‏‎ ‎‏إلاّ أنّـه إنّما یمکن فیما إذا کان مورد السؤال هو خصوص مورد یکون تعارض‏‎ ‎‏دلیلیـه من هذا القبیل .‏

‏وأمّا السؤال عن الحکم الواقعی فی جمیع الموارد التی تکون کذلک فلا‏‎ ‎‏وجـه لـه ، کما أنّـه لا یمکن الجواب عنـه بما فی الروایات العلاجیّـة ، کما هو‏‎ ‎‏واضح ، لأنّـه لا یعقل بیان الحکم الواقعی فی جمیع الموارد بمثل ذلک .‏

‏وأمّا السؤال عن ذلک لاحتمال ردع الشارع عن الطریقـة المستمرّة بین‏‎ ‎‏العقلاء الثابتـة عندهم ، فهو وإن کان سؤالاً تامّاً ، إلاّ أنّـه یغایر السؤال الواقع فی‏‎ ‎‏تلک الروایات ، فإنّـه لیس فی شیء منها الإشعار فضلاً عن الدلالـة بأنّ المسؤول‏‎ ‎‏عنـه هو الردع أو عدمـه ، کما أنّ الروایتین اللتین أ یّد بهما المحقّق الحائری ما‏‎ ‎‏أفاده لا ارتباط لهما بالمقام .‏

‏أمّا الروایـة الاُولی ، فمضافاً إلی ضعف سندها ، لأنّـه لم یثبت لنا إلی‏‎ ‎‏الحال حال مکاتبات الحمیری ، نقول : لو کان موردها من مصادیق المتعارضین‏‎ ‎‏لما کان الجواب بأنّ کلاًّ منهما صواب ، بصواب ؛ فإنّـه لا یعقل أن یکون کلّ من‏‎ ‎‏المتعارضین مطابقاً للواقع ومنطبقاً علیـه عنوان الصواب ، فالحکم بجواز الأخذ‏‎ ‎‏بکلّ منهما الراجع إلی أنّ المکلّف مختار فی الفعل والترک إنّما هو لأجل عدم‏‎ ‎


‎[[page 336]]‎‏وجوب التکبیر عند القیام بعد القعود من السجدة الثانیـة ، وکذلک التشهّد الأوّل ،‏‎ ‎‏فمرجعـه إلی ترجیح الخاصّ علی العامِّ، فلیس فیها دلالـة علی التخیـیر بین‏‎ ‎‏العامّ والخاصّ لأجل کونهما من مصادیق المتعارضین .‏

‏وأمّا الروایـة الثانیـة فهی أیضاً لا تؤیّد ما رامـه ، لأنّ الحکم بالتوسعـة فی‏‎ ‎‏العمل بأ یّـتهما ، مرجعـه إلی التخیـیر فی مقام العمل بین صلاة الرکعتین فی‏‎ ‎‏المحمل وبینها علی الأرض ، والتخیـیر فی مقام العمل معناه نفی لزوم صلاتهما‏‎ ‎‏علی الأرض ، وهو یرجع إلی ترجیح النصّ علی الظاهر ، فلا دلالـة فیها علی‏‎ ‎‏التخیـیر بین العامّ والخاصّ لأجل کونهما من المتعارضین .‏

‏هذا مضافاً إلی أنّ الروایتین موهونتان من جهـة أنّ السؤال عن الحکم‏‎ ‎‏الواقعی لا یلائمـه الجواب بمثل ما ذکر فیهما ، لأنّـه لا یکون مورد السؤال هو‏‎ ‎‏مطلق الخبرین المتعارضین حتّی یلائمـه الجواب بالتخیـیر ، کما لایخفی .‏

‏فانقدح من جمیع ما ذکرنا عدم کون العامّ والخاصّ مشمولاً لأخبار العلاج‏‎ ‎‏وفاقاً للمشهور .‏

‎ ‎

‎[[page 337]]‎

  • )) کفایـة الاُصول : 511 .
  • )) الاحتجاج 2 : 596 ، وسائل الشیعـة 27 : 121 ، کتاب القضاء ، أبواب صفات القاضی ، الباب 9 ، الحدیث 39 .
  • )) تهذیب الأحکام : 3 : 228 / 583 ، وسائل الشیعـة 27 : 122 ، کتاب القضاء ، أبواب صفات القاضی ، الباب 9 ، الحدیث 44 .
  • )) درر الفوائد ، المحقّق الحائری : 679 ـ 680 .

انتهای پیام /*