الأوّل‏: فی معنی التعبّدیة و التوصّلیة

کد : 147373 | تاریخ : 20/01/1394

الأوّل : فی معنی التعبّدیة والتوصّلیة

‏ ‏

‏ربّما یقال فی تعریف الاُولی بأنّها عبارة عن الوظیفة التی شرعت لأجل أن‏‎ ‎‏یتعبّد بها العبد لربّه ویظهر عبودیته ، وهی المعبّر عنها فی الفارسیة بـ «پرستش» ،‏‎ ‎‏ویقابلها التوصّلیة ؛ وهی مالم یکن تشریعه لأجل إظهار العبودیة‏‎[1]‎‏ .‏

قلت :‏ یظهر ما فیه من الخلل ـ وکذا فی غیره من التعاریف ـ بتوضیح أقسام‏‎ ‎‏الواجبات ، فنقول :‏

‏منها : ما یکون الغرض من البعث إلیه صرف وجوده ؛ بأیّ نحو حصل ،‏‎ ‎‏وکیفما تحقّق ، کستر العورة وإنقاذ الغریق .‏

‏ومنها : ما لایحصل الغایة منها إلاّ بقصد عنوانه ، وإن لم یکن بداعی التعبّد‏‎ ‎‏والتقرّب ، کردّ السلام والنکاح والبیع .‏

‏ومنها : ما لایحصل الغرض بقصد عنوانه ، بل یحتاج إلی خصوصیة زائدة من‏‎ ‎‏الإتیان به متقرّباً إلی الله تعالی ، وهذا علی قسمین : أحدهما ما ینطبق علیه عنوان‏‎ ‎‏العبودیة لله تعالی ؛ بحیث یعدّ العمل منه للربّ عبودیة له ، ویعبّر عنه فی لغة الفرس‏
‎[[page 206]]‎‏بـ «پرستش» ، کالصلاة والاعتکاف والحجّ ، وثانیهما : ما لایعدّ نفس العمل تعبّداً أو‏‎ ‎‏عبودیة ، وإن کان قربیاً لایسقط أمره إلاّ بقصد الطاعة ، کالزکاة والخمس .‏

‏وهذان الأخیران وإن کان یعتبر فیهما قصد التقرّب لکن لایلزم أن یکونا‏‎ ‎‏عبادة بالمعنی المساوق بـ «پرستش» ؛ إذ کلّ فعل قربی لاینطبق علیه عنوان‏‎ ‎‏العبودیة . فإطاعة الولد لوالده والرعایا للملک لاتعدّ عبودیة لهما بل طاعة ، کما أنّ‏‎ ‎‏ستر العورة بقصد امتثال الأمر وإنقاذ الغریق کذلک لیسا عبودیة له تعالی ، بل طاعة‏‎ ‎‏لأمره وبعثه .‏

‏وحینئذٍ یستبدل التقسیم الثنائی إلی الثلاثی ، فیقال : الواجب إمّا توصّلی أو‏‎ ‎‏تقرّبی ، والأخیر إمّا تعبّدی أو غیر تعبّدی .‏

‏التعبّدی ما یؤتی به لأجل عبودیة الله تعالی والثناء علیه بالعبودیة ، کالصلاة‏‎ ‎‏وأشباهها ، ولأجل ذلک لایجوز الإتیان بعمل بعنوان التعبّد لغیره تعالی ؛ إذ لا معبود‏‎ ‎‏سواه ، لکن یجوز إطاعة الغیر متقرّباً إلیه .‏

‏وغیر التعبّدی من التقرّبی ما یؤتی به إطاعة له تعالی ، لاثناءً علیه‏‎ ‎‏بالمعبودیة ؛ فإذن یکون المراد من التعبّدی فی المقام هو الواجب التقرّبی بالمعنی‏‎ ‎‏الأعمّ الشامل لکلا القسمین ؛ إذ مدار البحث ما یحتاج سقوط أمره إلی قصد‏‎ ‎‏الطاعة ؛ سواء أتی به بقصد التقرّب متعبّداً به لربّه ، أم بعزم التقرّب فقط .‏

فالأولی‏ ـ دفعاً للالتباس ـ حذف عنوان التعبّدیة وإقامة التقرّب موضعها .‏

فظهر :‏ أنّ الذی یقابل التوصّلی هو التقرّبی ؛ أعنی مالایسقط الغرض بالإتیان‏‎ ‎‏به إلاّ بوجه مرتبط إلی الله تعالی لا التعبّدی ، بل هو قسم من التقرّبی ، کما ظهر‏‎ ‎‏الخلل فیما تقدّم من التعریف وغیره ، فاغتنم .‏

‎ ‎

‎[[page 207]]‎

  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 1 : 137 ـ 138 .

انتهای پیام /*