الأوّل‏: اختلاف کلمات العلماء فی عقد البحث

کد : 147432 | تاریخ : 20/01/1394

الأوّل : اختلاف کلمات العلماء فی عقد البحث

‏ ‏

‏الظاهر أنّ التعبیر الدائر بین القوم فی عنوان هذا البحث من «أنّ ألفاظ‏‎ ‎‏العبادات أو المعاملات هل هی موضوعة للصحیح أو الأعمّ ، أو هی أسامٍ للصحیح‏‎ ‎‏أو الأعمّ» إنّما هو لأجل سهولة التعبیر ، وإلاّ فلا یخلو من قصور ؛ لکونه غیر جامع‏‎ ‎‏للآراء ؛ لأنّ استعمال ألفاظ العبادات والمعاملات فی المعانی المصطلحة کما یحتمل‏‎ ‎‏أن یکون من باب الوضع التعیینی یحتمل أن یکون من باب الوضع التعیّنی ، بل‏‎ ‎‏یحتمل کونه من باب المجاز ، وقد مرّ أنّ الوضع التعیّنی لیس بوضع حقیقة‏‎[1]‎‏ .‏

‏فعلی التعبیر الأوّل یخرج کلا الرأیین ـ أعنی کونه من باب الوضع التعیّنی أو‏‎ ‎‏من باب المجاز ـ عن محلّ البحث ، وعلی التعبیر الثانی یخرج المجاز فقط ،‏‎ ‎‏کما لا یخفی .‏

‏والأولی : أن یعنون البحث هکذا : «إنّ الأصل فی استعمالات الشارع لألفاظ‏
‎[[page 93]]‎‏العبادات والمعاملات ماذا ؟» فیدخل فیه الجمیع ـ حتّی المجاز ـ سیّما علی ما‏‎ ‎‏قوّیناه من کونه عبارة عن الاستعمال فیما وضع له ، مع ادّعاء انطباقه علی المصداق‏‎ ‎‏المجازی‏‎[2]‎‏ ، فیقال : إنّ الأصل هو الادّعاء بالنسبة إلی المصداق الصحیح أو الأعمّ .‏

‏فما قد یقال من لغویة البحث بناءً علیه‏‎[3]‎‏ لیس بشیء ، بل یمکن القول‏‎ ‎‏بجریان البحث المثمر ؛ حتّی علی مذهب الباقلانی‏‎[4]‎‏ ، من دون ورود ما أورده علیه‏‎ ‎‏بعض أعاظم العصر ؛ حیث قال : إنّ القرینة إن دلّت علی جمیع ما یعتبر فی‏‎ ‎‏المأمور به فلا شکّ لیتمسّک بالإطلاق حینئذٍ ، وإن دلّت علی اعتبارها بنحو الإجمال‏‎ ‎‏فلیس هناک إطلاق لفظی ، وأمّا الإطلاق المقامی فهو جارٍ علی کلا القولین‏‎[5]‎‏ .‏

‏وجه الإشکال : أنّه یمکن أن یقال ـ بناءً علی هذا القول ـ هل الأصل فی‏‎ ‎‏القرینة الدالّة علی الأجزاء والشرائط هو إقامة القرینة المجملة علی ما ینطبق علی‏‎ ‎‏الصحیحة لکی لایجوز التمسّک بالإطلاق ، أو علی ما ینطبق علی الأعمّ حتّی‏‎ ‎‏یجوز ؟ وبالجملة : لا فرق بین هذا القول وبین القول بالمجاز ، والأمر سهل .‏

‎ ‎

‎[[page 94]]‎

  • )) تقدّم فی الصفحة 23 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 62 .
  • )) بدائع الأفکار (تقریرات المحقّق العراقی) الآملی 1 : 109 .
  • )) شرح العضدی علی مختصر ابن الحاجب : 51 و52 .
  • )) بدائع الأفکار (تقریرات المحقّق العراقی) الآملی 1 : 110 .

انتهای پیام /*