الأمر الأوّل فی حال العلوم و موضوعها و وحدتها و مسائلها و تمیّز بعضها عن بعض وغیرها

کد : 147473 | تاریخ : 20/01/1394

الأمر الأوّل فی حال العلوم وموضوعها ووحدتها ومسائلها وتمیّز بعضها عن بعض وغیرها

‏ ‏

‏فنقول : إنّک إذا تفحّصت العلوم المدوّنة الدائرة بین أبناء عصرنا ـ من علمیة‏‎ ‎‏وعملیة ، وحقیقیة واعتباریة ـ یتّضح لک تکامل العلوم فی عصرٍ بعد عصر ، من‏‎ ‎‏مرتبةٍ ناقصة إلی مرتبةٍ کاملة ؛ بحیث کانت فی أوّل یومها الذی دوّنت وانتشرت‏‎ ‎‏عدّة مسائل متشتّة ، تجمعها خصوصیة کامنة فی نفس المسائل ، بها امتازت عن‏‎ ‎‏سائر العلوم ، وبها عدّت علماً واحداً ، فجاء الخَلف بعد السلف فی القرون الغابرة ،‏‎ ‎‏وقد أضافوا إلیها ما تمکّنوا عنه وما طار إلیه فکرتهم ؛ حتّی بلغ ما بلغ ؛ بحیث تعدّ‏‎ ‎‏بآلاف من المباحث ، بعد ما کانت أوّل نشوئها بالغاً عدد الأصابع .‏

‏وینبّئک عن هذا ما نقله الشیخ الرئیس فی تدوین المنطق عن المعلّم الأوّل :‏‎ ‎‏من أنّا ما ورثنا عمّن تقدّمنا فی الأقیسة إلاّ ضوابط غیر مفصّلة ، وأمّا تفصیلها‏‎ ‎‏وإفراد کلّ قیاس بشروطه فهو أمر قد کددنا فیه أنفسنا‏‎[1]‎‏ .‏


‎[[page 11]]‎‏وأمامک علم الطبّ ؛ فقد تشعّب وانقسم عدّة شعبات من کثرة المباحث‏‎ ‎‏وغزارة المسائل ، حتّی أنّ الرجل لایتمکّن الیوم من الإحاطة بکلّ مسائله أو جلّها ،‏‎ ‎‏بل یتخصّص فی بعض نواحیه ، بعد ما کان جمیع مسائله مجتمعاً فی کتابٍ ، وکان‏‎ ‎‏من المرسوم الدائر قیام الرجل الواحد بمداواة جمیع الأمراض والعلل . وهذا هو‏‎ ‎‏الفقه ؛ فانظر تطوّره وتکامله من زمن الصدوقین إلی عصورنا الحاضرة .‏

‎ ‎

‎[[page 12]]‎

  • )) اُنظر شرح المنظومة ، قسم المنطق : 6 ـ 7 ، الشفاء ، قسم المنطق 4 : 113 .

انتهای پیام /*