التحقیق فی دفع الإشکالات
والـذی یقتضیه النظر : أنّ الإشکالات تندفع بحـذافیرها بمراجعـة بناء العـرف والعقـلاء ؛ فإنّـهم لا یفـرّقـون فـی الأخبار بیـن ذی الـواسطـة وعـدمـه ، وسیمـرّ علیک : أنّ الدلیل الوحید هو البناء القطعی مـن العقلاء علی العمل بخبر الثقة .
وأمّا أنّ عدم کون محکی قول الشیخ ذا أثر فمدفوع بأنّه لا یلزم فی صحّة التعبّد أن یکون له أثر عملی ، بل الملاک فی صحّته عدم لزوم اللغویة فی إعمال التعبّد أو إمضاء بناء العقلاء ، کما فی المقام ؛ فإنّ جعل الحجّیة لکلّ واحد من الوسائط أو إمضاء بناء العقلاء لیس أمراً لغواً .
ولعلّ السرّ فی عدم تفریقهم بین ذی الواسطة وعدمه ، وعدّهم الخبر المعنعن المسلسل خبراً واحداً لا أخباراً لأنّ نظرهم إلی الوسائط طریقی لا موضوعی ، ولیس هاهنا إخبارات عدیدة ، ولکن لا یترتّب الأثر العملی إلاّ بواحد منها ـ أعنی خبر الصفّار ـ بل إخبار واحد وعمل فارد .
ویشهد علی ذلک : انصراف ما یدلّ علی احتیاج الموضوعات إلی البیّنة عن المقام ؛ أعنی أقوال الوسائط مع کونها موضوعات .
نعم لو کان لبعض الوسائط أثر خاصّ لا یمکن إثباته إلاّ بالبیّنة ، کما لا یخفی .
[[page 462]]