المقصد السابع فی الاُصول العملیة

تنبیه فی عدم تقیید الأدلّة الواقعیة بجواز الترخیص فی أطراف العلم الإجمالی

کد : 147962 | تاریخ : 27/01/1394

تنبیه فی عدم تقیید الأدلّة الواقعیة بجواز الترخیص فی أطراف العلم الإجمالی

‏ ‏

‏اعلم : أنّه لو قلنا بجواز الترخیص فی أطراف العلم الإجمالی لا یوجب ذلک‏‎ ‎‏تقییداً فی الأدلّة الواقعیة بوجه ، بل یکون حالها حال قیام الأمارات علی خلافها ،‏‎ ‎‏وحال جریان الاُصول فی الشبهات البدویة إذا کانت مخالفة للواقع ، فکما أنّ الواقع‏‎ ‎‏لم یتقیّد بمؤدّیات الأمارات ولا بحال العلم ، فکذلک فی المقام .‏

‏والفرق : أنّ هاهنا ترخیص فی مخالفة الأمارة ، ویحتمل انطباق الأمارة علی‏‎ ‎‏الواقع ، وهناک ترخیص فی العمل بها مع إمکان تخلّفها عنه ، وفی الشبهات البدویة‏‎ ‎‏ترخیص مع احتمال تحقّق الواقع .‏

وبالجملة :‏ أنّ البحث فـی المقام کالبحث فی الأمارات والاُصول فی‏‎ ‎‏الشبهات البدویة إذا خالفت الواقع ، فکما أنّ فی الأمر بالعمل بالأمارات أو إمضاء‏‎ ‎‏الطرق العقلائیة احتمال تفویت الواقع ، والمصالح والأغراض بما أنّ تلک الطرق‏‎ ‎‏والاُصول ربّما تؤدّی المکلّف إلی خلاف المطلوب ، فهکذا الأمـر فی العمل‏
‎[[page 181]]‎‏بالاُصول وفی جعل الترخیص فیما إذا قامت الحجّة علی وجـوب الشیء أو‏‎ ‎‏حرمته ، وتردّد بین أمرین .‏

‏وکما أنّ المجوّز لهذا التفویت لیس إلاّ التحفّظ علی الغرض الأهمّ ؛ من حفظ‏‎ ‎‏نظام العباد وصیانتهم عن الإعراض عن الدین ورغبتهم عن الشریعة ـ کما مرّ‏‎ ‎‏توضیحه فی بابه‏‎[1]‎‏ ـ فهکذا لو فرض فی جعل الترخیص مصلحة أولی وأهمّ من‏‎ ‎‏التحفّظ علی الواقع لا یکون ضیر فی المقام فی جعله وتشریعه .‏

‏فالمولی الحکیم لوقوفه علی الأغراض الهامّة وغیرها یقدّم بعضها علی‏‎ ‎‏بعض ، ویعرض عن بعض ویرفع الید عنه ؛ للتحفّظ بما هو أولی وأقدم .‏

وإن شئت قلت :‏ إنّ التخصیص والتقیید فی الأدلّة الواقعیة لقصور الاقتضاء ،‏‎ ‎‏وفی المقام ـ أی إمضاء الطرق العقلائیة ، والترخیص فی أطراف العلم الإجمالی ـ لا‏‎ ‎‏یکون الاقتضاء قاصراً ؛ ولهذا یجب العلم بالتکالیف فی الشبهات الحکمیة ، ویجب‏‎ ‎‏تتبّع الأحکام ونشرها .‏

‏ولکن الجهات الاُخر لمّا کانت أهمّ من مراعاة الواقع صارت تلک الأهمّیة‏‎ ‎‏سبباً للترخیص فی الشبهات البدویة ، ولتنفیذ الأمارات وإیجاب العمل علی طبقها ،‏‎ ‎‏وفی المقام أیضاً علی فرض إمکانه ، فلا تکون الواقعیات مخصّصة ولا مقیّدة بشیء‏‎ ‎‏من تلک الموارد ، بل متروکة مع کمال مطلوبیتها لأجل أغراض أهمّ .‏

‎ ‎

‎[[page 182]]‎

  • )) تقدّم فی الجزء الثانی : 378 .

انتهای پیام /*