المقصد السابع فی الاُصول العملیة

استدلال عقلی آخر للأخباری (أصالة الحظر)

کد : 147995 | تاریخ : 27/01/1394

استدلال عقلی آخر للأخباری (أصالة الحظر)

‏ ‏

‏وهو مسألة کون الأصل فی الأشیاء الحظر ، وأنّ العالَم کلّه ـ من سمائه‏‎ ‎‏وأرضه ـ مملوک لله ، کما أنّ المکلّف عبد له تعالی ، فلابدّ أن یکون عامّة أفعاله ـ من‏‎ ‎‏حرکة وسکون ـ برضیً منه ودستور صادر عنه . ولیس لأحد أن یتصرّف فی العالم‏‎ ‎‏بغیر إذنه ؛ لکون المتصرّف ـ بالکسر ـ والمتصرَّف مملوکین لله .‏

وفیه :‏ أنّه إن اُرید من کون المکلّف والعالم مملوکین لله بالملکیة الاعتباریة‏‎ ‎‏الدائرة فی سوق العقلاء فلا نسلّمه ، بل لا وجه لاعتبار ملکیة اعتباریة لله عزّوجلّ ؛‏‎ ‎‏فإنّ اعتبارها لابدّ وأن یکون لأغراض حتّی یقوم به المعیشة الاجتماعیة ، وهو‏‎ ‎‏سبحانه أعزّ وأعلی منه .‏

‏وإن اُرید منه المالکیة التکوینیة ؛ بمعنی أنّ الموجودات والکائنات ـ صغیرها‏‎ ‎‏وکبیرها ، أثیریها وفلکیها ـ کلّها قائمة بإرادته ، مخلوقة بمشیّته ، واقعة تحت قبضته‏‎ ‎‏تکویناً ، فلا یمکن للعبد أن یتصرّف فی شیء إلاّ بإذنه التکوینی وإرادته ، وأنّ العالم‏‎ ‎‏تحت قدرته ؛ قبضاً وبسطاً تصرّفاً ووجوداً فهو غیر مربوط بالمقام ، ولا یفید‏‎ ‎‏الأخباری شیئاً .‏

‏علی أنّ الآیات والسنّة کافٍ فی ردّ تلک المزعمة ؛ حیث یدلّ علی وجود‏‎ ‎‏الإذن من الله بالنسبة إلی تصرّفات عبیده ، قال عزّ من قائل : ‏‏«‏خَلَقَ لَکُمْ ما فِی‎ ‎الأَرْضِ جَمِیعاً‏»‏‎[1]‎‏ ، ‏‏«‏وَالأَرْضَ وَضَعَها لِلأَنامِ‏»‏‎[2]‎‏ إلی غیر ذلک .‏

‏هذا آخر ما أردنا إیراده فی المقام . ‏وینبغی التنبیه علی اُمور :


[[page 123]]

‎ ‎

‎[[page 124]]‎

  • )) البقرة (2) : 29 .
  • )) الرحمن (55) : 10 .

انتهای پیام /*