تنبیهان
الأوّل: یظهر من خلال کلام المحقّق النائینی قدس سره، بل صریح کلامه: أنّ الصحیح عنده عبارة عمّا قام الدلیل علی اعتباره.
وبعبارة اُخری: الصحیح هو ما اُحرز صحّته، مع أنّ الصحیح أمر واقعیّ یُحرز بالدلیل، فتدبّر.
الثانی: یظهر من المحقّق العراقی قدس سره، بل صریح کلامه أیضاً: أنّ الصحیحی والأعمّی یشترکان فی أنّ متعلّق الطلب هی الحصّة المقارنة للصحّة؛ من دون دخالة للصحّة فی متعلّق الطلب قیداً وتقییداً؛ لاستحالة الأمر بالفاسد، واستحالة الإهمال فی متعلّق الطلب، ولکن یختصّ الصحیحی بکون الموضوع له عنده خصوص الحصّة المقارنة للصحّة، والأعمّی لا یری کون الموضوع له خصوص ذلک، وقال: إنّ مثل هذا الفرق لا أثر له فی جواز التمسّک بالإطلاق وعدمه.
وفیه: أنـّه إن أراد قدس سره أنّ متعلّق الطلب والإرادة الحصّة المقارنة لمفهوم الصحّة فلا نسلّمه.
وإن أراد تعلّق الطلب والإرادة بواقع الصحّة فنسلّمه، ومعناه: أنّ ما یکون دخیلاً فی غرضه ومحصّلاً إیّاه یکون مُراده.
فحینئذٍ نقول: إنّ الصحیحی لا یمکنه إحراز ما یکون دخیلاً فی غرضه إلاّ
[[page 325]]بإتیان ما یشکّ فی اعتباره، بخلاف الأعمّی، فحیث إنّه أحرز الموضوع فینفی الزائد بالأصل، فتدبّر.
[[page 326]]