الجهة السادسة فی هیئات الجمل الناقصة
قد عرفت أنّ الجمل الخبریّة علی قسمین:
قسم منها وضعت للدلالة علی الهوهویّة التصدیقیّه.
والقسم الآخر ـ وهوالذیتخلّلت فیه الأداة ـ یحکی عن تحقّق الإضافة والنسبة.
فینبغی التنبیه علی أنّ الجمل الناقصة أیضاً علی وزان الجمل التامّة، تنقسم إلی قسمین:
فقسم منها: یحکی عن الهوهویّة التصوّریّة، کجملة الموصوف والصفة کـ «زید العالم»، ولذا یصلح حمل الصفة علی موصوفها بدون تخلل الحرف.
والقسم الآخر: یحکی عن الانتساب والإضافة، کجملة المضاف والمضاف إلیه کـ «غلام زید»، ولذا لا یصلح الحمل فیها، ولا تصیر القضیّة فیها قضیّة إلاّ بتخلّل الحرف؛ بأن یقال: «زید له غلام».
[[page 151]]ولکن لا ینبغی الإشکال فی أنّ الجمل الناقصة بقسمیها فی حکم المفردات لاتحکی إلاّ حکایة تصوّریّة، ولذا لا تتّصف بالصدق والکذب ولا تحتملهما.
فإذاً الفرق بین هیئة الجملة التامّة وبین هیئة الجملة الناقصة: هو أنّ الهیئة فی التامّة وضعت لتحکی عن ثبوت النسبة أو لاثبوتها حکایةً تصدیقیّة، علی اختلاف فی متعلّقها من الهوهویّة أو ثبوت النسبة والإضافة؛ وأمّا هیئة الجملة الناقصة فتدلّ علی الهوهویّة التصوریّة ونفس الربط والإضافة، لا علی ثبوتها وتحقّقها فی الخارج، والشاهد علی جمیع ما ذکرنا هو التبادر، وهو الدلیل الوحید فی أمثال هذه المباحث، ولا یُصغی إلی المطالب العقلیّة والبراهین الفلسفیّة.
[[page 152]]