الأمر الرابع عشر فـی المشتـق

الجهة الرابعة فی خروج أسماء الزمان عن حریم البحث

کد : 148347 | تاریخ : 29/01/1394

الجهة الرابعة فی خروج أسماء الزمان عن حریم البحث

‏ ‏

‏ولیعلم : أنّ محطّ البحث فی المشتقّ لابدّ وأن یکون فیما تکون الذات هناک باقیة‏‎ ‎‏ومحفوظة ، ولکن انقضیٰ عنه المبدأ .‏

‏ولا یتصوّر ذلک فی اسم الزمان ؛ لأنّ جوهر ذاته وحقیقته متصرّمة متقضیة ،‏‎ ‎‏لایتصوّر فیه بقاء الذات مع انقضاء المبدأ ـ حتّیٰ فی الواهمة ـ ولا معنی لحفظ ذاته مع‏‎ ‎‏تصرّمه وتقضّیه بالذات ؛ فلا یتصوّر له مصداق ـ لا فی الخارج ولا فی الذهن ـ حتّیٰ‏‎ ‎‏یوضع له هیئة اسم الزمان‏‎[1]‎‏ .‏

‏نعم ، غایة ما یمکن أن یقال فیه : هو إمکان وضع اللفظ للمعنی الأعمّ عقلاً ،‏‎ ‎‏وإن لم یکن عقلائیاً ؛ لعدم ترتّب ثمرة علیه ؛ فلم ینفع البحث فیه للاُصولی من حیث‏‎ ‎‏هو اُصولی الباحث عن مسائل تنفعها فی الفقه ، ولو ارتکازاً وتصوّراً .‏

إن قلت : ‏ما الفرق بین اسم الزمان وبین لفظی الممکن والموجود ونحوهما ؟‏‎ ‎‏حیث قلتم بدخولها فی حریم النزاع ، مع کون الإمکان صفة لازمة للماهیات الممکنة‏‎ ‎‏لا یکاد یفارقها ، وصفة الموجود ملازم لجمیع الأفراد غیر منفکّ عنها .‏


‎[[page 42]]‎قلت :‏ قد أنبهناک علی أنّ النزاع فی الأوزان وهیئات المشتقّات ، لا فی الموادّ‏‎ ‎‏ولا فی الهیئات المقرونة بالموادّ ؛ ولذا قلنا بدخول الممکن والموجود ونحوهما فی محطّ‏‎ ‎‏البحث ؛ لأنّ وجه توهّم خروجهما عنه هو ملاحظة مادّتهما لا زنتهما وهیئتهما .‏

‏وهذا بخلاف اسم الزمان ؛ فإنّ له زنة وهیئة خاصّة ، ولا بقاء للزمان حتّیٰ‏‎ ‎‏یتصوّر له الانقضاء ، فلا یمکن إدخال زنة اسم الزمان فی محطّ النزاع .‏

‏وبهذا یظهر الضعف فیما أفاده العلاّمة القوچانی ‏‏قدس سره‏‏ فی «تعلیقته علی الکفایة» ؛‏‎ ‎‏حیث قال : إنّ النزاع فیما نحن فیه لم یقع فی خصوص اسم الزمان ، بل فی مطلق‏‎ ‎‏المشتقّات . فلا بأس بانحصار بعض مصادیقها فی الفرد‏‎[2]‎‏ ، انتهی .‏

‏توضیح الضعف : هو أنّ النزاع لیس فی مفهوم المشتقّ ، الصادق علی زنة‏‎ ‎‏الفاعل والمفعول واسم الزمان وغیرها ؛ حتّیٰ یتمّ ما أفاده ، بل فی زنة کلّ واحد من‏‎ ‎‏المشتقّات ؛ من زنة الفاعل وزنة المفعول وزنة اسم الآلة وهکذا . وواضح : أنّه‏‎ ‎‏لایتصوّر لزنة اسم الزمان مصداق تکون الذات فیه باقیة وانقضیٰ عنه المبدأ .‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 43]]‎

  • )) قلت : وبعبارة اُخری : محطّ النزاع فی الشیء إنّما هو بعد تصویر النزاع فیه ؛ حتّی یمکن ذهاب أحد إلی طرفٍ والآخر إلی طرفٍ آخر ، ولا یتصوّر ذلک فی اسم الزمان ؛ لأنّ الذات المأخوذة فیه هو الزمان نفسه ، وهو متصرّم ، لا دوام ولا بقاء له مـع انقضاء المبدأ حتّی یصـحّ أن یقال : إنّ الذات المتّصفة بالمبدأ حقیقة فـی خصوص المتلبّس بالحال ، أو فیما یعمّه وما انقضیٰ عنه . وما هذا شأنه لا یصحّ النزاع فیه [المقرّر حفظه الله ] .
  • )) حاشیة کفایة الاُصول ، العلاّمة القوچانی 1 : 34 / التعلیقة 67 .

انتهای پیام /*