الفصل الرابع فی مقدّمة الواجب

ومنها‏: تقسیمها إلی المقدّمة المقارنة والمتأخّرة والمتقدّمة

کد : 148546 | تاریخ : 02/02/1394

ومنها : تقسیمها إلی المقدّمة المقارنة والمتأخّرة والمتقدّمة

‏ ‏

‏قد قسّموا المقدّمة إلی المقدّمة المقارنة مع وجود ذیها فی الوجود‏‏ ‏‏، والمقدّمة‏‎ ‎‏المتقدّمة علیه‏‏ ‏‏، والمقدّمة المتأخّرة عنه کذلک‏‏ .‏

‏وقد وقع الاستشکال فی تصویر المقدّمة المتأخّرة وإمکانها‏‏ ‏‏، بلحاظ أنّ المقدّمة‏‎ ‎‏من أجزاء العلّة‏‏ ‏‏، فلا معنی لتأخّرها عنه بحسب الوجود‏‏ ‏‏. بل وقع الاستشکال فی‏‎ ‎‏المقدّمة المتقدّمة بلحاظ امتناع انفکاک المعلول عن علّته‏‏ .‏

‏وبالجملة‏‏ ‏‏: قد استشکل فی مقدّمیة المقدّمة السابقة علی ذیها والمتأخّرة عنه‏‏ ‏‏،‏‎ ‎‏بلحاظ امتناع انفکاک المعلول عن علّته‏‏ ‏‏، وامتناع تقدّم المعلول علی علّته‏‏ ‏‏، وانحصروا‏‎ ‎‏المقدّمیة فی المقدّمة المقارنة‏‏ .‏

‏ولعلّ منشأ عنوان هـذا البحث بلحاظ وقـوع مسائل فی الفقه أوهم تأخّر‏‎ ‎‏الشـرط عـن مشروطـه‏‏ ‏‏، فعنونوا البحث للدفاع عـن حریم المسائـل المطروحـة‏‎ ‎‏فـی الفقـه‏‏ .‏

‏وما توهم تأخّر الشرط عن مشروطه‏‏ ‏‏، فتارة یکون فی شرائط المکلّف به‏‏ ‏‏،‏‎ ‎
‎[[page 39]]‎‏کأغسال اللیلة المستقبلة بالنسبة إلی صوم المستحاضة‏‏ ‏‏، حیث قال بعضهم بأنّه‏‎ ‎‏یشترط فی صحّة صوم المستحاضة غسل اللیلة الآتیة‏‏ ‏‏؛ فإنّ ظاهره یعطی بأنّ صحّة‏‎ ‎‏الصوم الماضی مشروط بغسل اللیلة الآتیة‏‏ ‏‏، مع أنّه متأخّر عنه‏‏ .‏

واُخری ‏فی شرائط الحکم الوضعی کالإجارة فی بیع الفضولی‏‏ ‏‏، علی القول‏‎ ‎‏بکون الإجازة کاشفاً حقیقیاً بالنسبة إلی الأحکام الوضعیة المترتّبة علی العقد‏‎ ‎‏الفضولی من حین وجوده‏‏ ‏‏، فصحّة العقد وترتّب الآثار مشروطة بالإجازة المتأخّرة‏‏ .‏

وثالثة‏ فی شرائط نفس التکلیف‏‏ ‏‏، کالقدرة المتأخّرة عن المکلّف بالنسبة إلی‏‎ ‎‏التکلیف المتقدّم الصادر من المولی‏‏ ‏‏؛ فإنّهم یرون أنّ القدرة شرط لصحّة التکلیف‏‏ ‏‏، فإذا‏‎ ‎‏کلّف المولی عبده بشیء یصحّ منه ذلک وإن لم یکن العبد قادراً عند ذلک‏‏ ‏‏، ولکن یقدر‏‎ ‎‏علیه فی المستقبل‏‏ ‏‏؛ فیصحّ للمولی أن یکلّف عبده بشرط یکون متأخّراً‏‏ .‏

‏فهذه المسائل أوقعهم فی حیص وبیص‏‏ ‏‏؛ لأنّ ظاهرها مخالفة للقاعدة العقلیة‏‏ ‏‏،‏‎ ‎‏من غیر فرق بین کون الشرط شرطاً للمکلّف به‏‏ ‏‏، أو للوضع‏‏ ‏‏، أو للتکلیف‏‏ ‏‏؛ فقد‏‎ ‎‏تصدّوا لتوجیهها بوجه‏‏ :‏

‏فمنهم‏‏ ‏‏: من وجّه إمکان الشرط المتقدّم أو المتأخّر مطلقاً‏‏ ‏‏؛ فی التکوینیات أو‏‎ ‎‏التشریعیات‏‏ .‏

‏ومنهم‏‏ ‏‏: من أنکر ذلک مطلقاً‏‏ ‏‏، ولکن تصدّی لتصحیح ما یترائی خلاف ذلک فی‏‎ ‎‏الشریعة بوجه‏‏ .‏

‏ومنهم‏‏ ‏‏: من فصّل بین التکوینیات وبین التشریعیّات‏‏ ‏‏؛ لعدم الإمکان فی الأوّل‏‏ ‏‏،‏‎ ‎‏وجوازه فی الثانی‏‏ .‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 40]]‎

انتهای پیام /*