المقصد الخامس فی المطلق والمقیّد

الأمر الثانی‏: فی اختصاص حمل المطلق علی المقیّد بصورة التنافی

کد : 148622 | تاریخ : 03/02/1394

الأمر الثانی : فی اختصاص حمل المطلق علی المقیّد بصورة التنافی

‏إنّ حمل المطلق علی المقیّد إنّما هو فی صورة تحقّق التنافی بینهما‏ ‏؛ من غیر فرق فی‏‎ ‎‏ذلک بین کونهما مثبتین‏ ‏، أو متنافیین‏ ‏، أو مختلفین‏ ‏، فمثلاً قد یکون کلّ من المطلق‏‎ ‎‏والمقیّد‏ ‏، مستنداً إلی سبب غیر الآخر‏ ‏، کقوله : «إن ظاهرت أعتق رقبة» و«إن أفطرت‏‎ ‎‏أعتق رقبة مؤمنة» فحیث إنّه لا تنافی بینهما‏ ‏، لا وجه لحمل المطلق علی المقیّد‏ .

ولیعلم‏ : أنّ مسألة حمل المطلق علی المقیّد‏ ‏، مسألة عقلائیة‏ ‏، فلابدّ من تحلیل‏
‎[[page 552]]‎‏المسألة تحلیلاً عقلائیاً‏ ‏، لاعقلیاً دقیقاً‏ ‏، بخلاف مسألة اجتماع الأمر والنهی‏ ‏، فإنّها‏‎ ‎‏مسألة عقلیة محضة‏ ‏، فلابدّ فیها من تدقیق النظر بأقصی ما یمکن‏ ‏، ولذا لم یتمسّکوا‏‎ ‎‏فیها بفهم العرف والعقلاء‏ ‏، بل استدلّوا فیها بوجوه عقلیة‏ ‏، بخلاف مسألتنا هذه‏ ‏، فإنّها‏‎ ‎‏عقلائیة‏ ‏، فلابدّ وأن تعرض علی فهم العرف والعقلاء‏ ‏، فما اقتضاه فهمهم فهو المتبع‏ ‏،‏‎ ‎‏دون غیره وإن کان ذلک الغیر ممّا یحکم به العقل‏ ‏، مثلاً إذا ورد «أعتق رقبة» ثمّ ورد فی‏‎ ‎‏کلام منفصل «أعتق رقبة مؤمنة» فمقتضی الفهم العقلائی هوحمل المطلق علی المقیّد‏ ‏؛‏‎ ‎‏وأنّ المراد الواقعی للمولی هو عتق المؤمنة‏ ‏، ولا یصحّ أن یجمع بینهما بحمل الأمر فی‏‎ ‎‏المقیّد علی الاستحباب‏ ‏؛ وکونه أفضل الأفراد‏ ‏، وذلک لأنّ الجمع بینهما کذلک وإن کان‏‎ ‎‏ممکناً عقلاً‏ ‏، وترتفع به غائلة التنافی‏ ‏، ولکنّه غیر مقبول عند العقلاء‏ .

‏وبالجملة : المتبع فی أمثال المقام‏ ‏، هو الفهم العرفی العقلائی‏ ‏، لا الحکم العقلی‏‎ ‎‏الدقیق‏ ‏، فتدبّر‏ .

‎ ‎

‎[[page 553]]‎

انتهای پیام /*