المبحث الثانی حول بعض الألفاظ التی یطلق علیها المطلق
لا یخفی : أنّه بعد ما اتضح أنّ وصفی الإطلاق والتقیید ، غیر مندرجین تحت مدالیل الألفاظ ، وأنّ معنی الإطلاق : هو الإرسال وخلوّ المعنی من التعلّق بشیء آخر وإن کان المعنی جزئیاً ، وأنّ الإطلاق والتقیید وصفان إضافیان ، وأنّ الإطلاق فی جمیع الموارد بهذا المعنی ، فالبحث عمّا وضع له اسم الجنس وعلم الجنس والمفرد المحلّی باللام ونحوها ، غیر مرتبط بباب الإطلاق ، کما أنّ البحث عن الماهیة اللا بشرط المقسمی والقسمی واعتبارات الماهیة ـ إلی غیر ذلک من المباحث ـ خارج عن حریم المطلق .
فظهر : أنّ توهّم أنّ المطلق عند الاُصولی هو الذی یعبّر عنه باسم الجنس ، وعلم الجنس ، والمفرد المحلّی باللاّم وغیرها ، غیر صحیح ؛ لأنّ هذه الاُمور اُمور لفظیة ، والمطلق لیس منها ، فلیس المطلق عند الاُصولی هو اسم الجنس ، أو علم الجنس ، ونحوهما عند الأدیب والنحوی ؛ حتّی لا یکون بینهما فرق إلاّ مجرّد الاصطلاح ، فتدبّر حتّی لا یختلط علیک الأمر ، کما اختلط علی بعضهم .
وعلیه فالتعرض لها هنا غیر مهمّ ، إلاّ أنّ المشایخ وأساطین الفنّ تصدّوا لبیان
[[page 519]]تلک المفاهیم ، ومیّزوا بعضها عن بعض ، فلا بأس بالتأسّی بهم والتعرّض لها إجمالاً ؛ لئلاّ یفوت عنّا ما تعرّضوا له ، مع أنّ التعرّض لها والبحث حولها فی حدّ نفسه ، لا یخلو من فائدة .
[[page 520]]