المقصد الرابع فی العامّ والخاصّ

المورد الأوّل‏: فی تحدید مصبّ النزاع

کد : 148690 | تاریخ : 04/02/1394

المورد الأوّل : فی تحدید مصبّ النزاع

‏ظاهر عبارات القوم فی عنوان البحث‏ ‏، یشعر بکون محطّ البحث فی الخطابات‏‎ ‎‏الشفاهیة ـ نحو قوله تعالی : ‏‏«‏یَاأیُّهَاالَّذِیْنَ آمَنُوا‏»‏‏ و‏‏«‏یَاأیُّهَاالنَّاسُ‏»‏‏وغیرهما ـ فی‏‎ ‎‏أنّه هل تختصّ تلک الخطابات بالحاضرین مجلس الخطاب‏ ‏، أو تعم غیرهم من‏‎ ‎‏الغائبین والمعدومین؟ مع أنّ البحث کذلک غیر مناسب لمبحث العامّ‏ ‏؛ لأنّ إمکان‏‎ ‎‏مخاطبتهما وعدمه غیر مرتبط به‏ ‏، وواضح البطلان فی نفسه‏ ‏؛ لاستحالة توجّه الخطاب‏‎ ‎‏للغائب والمعدوم‏ ‏، لأنّ المعدوم لا یکون شیئاً حتّی یصحّ مخاطبته‏ .

‏وبالجملة : ظاهر عنوان البحث ـ کظاهر بعض استدلالاتهم ـ یشعر بأنّ النزاع‏‎ ‎‏عندهم فی جواز مخاطبة المعدوم والغائب‏ ‏، ویکون النزاع عقلیاً فی إمکانه وعدمه‏ ‏،‏‎ ‎‏وهوـ مع عدم مناسبته لمبحث العام یکون أحد طرفی المسألة واضح البطلان‏ ‏؛‏‎ ‎‏لاستحالة مخاطبة المعدوم والغائب‏ ‏، فلا ینبغی إسناده إلی قائل‏ .


‎[[page 446]]‎نعم ‏، لا یبعد ذلک عن مثل بعض الحنفیة‏ ‏، حیث جعل محطّ البحث ما ذکرناه‏ ‏،‏‎ ‎‏وذهب إلی جوازه مستدلاًّ بقوله تعالی : ‏‏«‏إنَّمَا أمْرُهُ إذَا أرَادَ شَیْئَاً أنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ‎ ‎فَیَکُونُ‏»‏‎[1]‎‏ بتوهّم أنّ أمره وإرادته تعالی‏ ‏، لا یمکن أن یتعلّقا بالموجود‏ ‏؛ لأنّه تحصیل‏‎ ‎‏للحاصل‏ ‏، فلابدّ وأن یتعلّقا بالمعدوم بأن یوجد‏ .

فینبغی‏ طرح محطّ البحث بنحو عقلی معقول‏ ‏؛ بأن یقال : إنّ العنوان الذی یلی‏‎ ‎‏تلک الأداة الخطابیة‏ ‏، هل یعمّ غیر الحاضرین ویمکن استفادة أحکامهم من تلک‏‎ ‎‏الخطابات، أم لا؟ لأنّه علی هذا یمکن أن یکون لکلّ من القولین وجه ومستند، فمستند‏‎ ‎‏القائل بالمنع هو أنّ تعمیم ألفاظ العموم لغیر الحاضرین یستلزم شمول الخطاب لهم‏ ‏،‏‎ ‎‏وهو باطل‏ ‏، ومستند القائل بالجواز هو عدم استلزام التعمیم ذلک‏ ‏، فتری أنّ طرح‏‎ ‎‏محطّ النزاع علی ما ذکرنا، لم یکن واضحاً وبیّن الفساد؛ وإن کان القول به غیر صحیح.‏

‏وبعبارة اُخری : یکون البحث صغرویاً‏ ‏؛ وفی استلزام التعمیم للغائبین‏‎ ‎‏والمعدومین الأمر المستحیل عقلاً‏ ‏، لاکبرویاً‏ ‏. ومع ذلک کلّه فلیس هذا المبحث بمهمّ‏ .

‎ ‎

‎[[page 447]]‎

  • )) یس (36) : 82 .

انتهای پیام /*