المقصد الرابع فی العامّ والخاصّ

مختار المحقّق العراقی قدس ‏سره ونقده

کد : 148703 | تاریخ : 04/02/1394

مختار المحقّق العراقی قدس سره ونقده

‏ویظهر من المحقّق العراقی ‏‏قدس سره‏‏ وجه آخر لعدم جواز التمسّک بأصالة العموم فی‏‎ ‎‏المقام‏ ‏، وجعله مراد اُستاذه المحقّق الخراسانی ‏‏قدس سره‏‏ وحاصله : أنّ أصالة العموم وأصالة‏‎ ‎‏الصحّة فی عمل الغیر وإن کانتا أمارتین علی الواقع‏ ‏، ولکن لیس کلّ أمارة تکون‏‎ ‎‏مثبتاتها ولوازمها حجّة‏ ‏، بل کلّما کان المولی بصدد إفادة ذلک اللازم وکان ناظراً إلیه‏‎ ‎‏یکون حجّة‏ ‏، وإلاّ فلا‏ ‏، ولم یکن نظر المولی فیما نحن فیه إلاّ فی بیان الکبری وإثباتها‏ ‏،‏‎ ‎‏وأمّا تعیین الصغری وتعیین مصادیقها نفیاً وإثباتاً‏ ‏، فلا یکون منظوراً فیهما‏ ‏، ولذلک‏‎ ‎‏قلنا بعدم جواز التمسّک بالعامّ فی الشبهة المصداقیة‏ ‏، ومبنی کلتا المسألتین واحد‏ ‏؛ وإن‏‎ ‎‏کان بینهما فرق من جهة أنّ المقصود من أصالة العموم هناک‏ ‏، إدخال المشکوک فیه فی‏‎ ‎‏العامّ‏ ‏، وهنا إخراج المشکوک فیه عن العامّ مصداقاً بعد الجزم بخروجه حکماً‏ ‏، فکون‏‎ ‎‏عکس النقیض لازماً للکبری الکلّیة وإن کان فی غایة المتانة‏ ‏، إلاّ أنّ المهمّ فی أصالتی‏‎ ‎‏العموم والإطلاق وغیرهما من القضایا التعبّدیة‏ ‏، ملاحظة مقدار التعبّد والبناء‏ ‏، ولم‏‎ ‎‏یثبت لنا بناء من العرف والعقلاء علی إثبات تلک الاُمور‏ ‏، فلا مجال للتشبّث بقاعدة‏‎ ‎‏منطقیة مفادها حجّیة عکس نقیض القضیة الموجبة الکلّیة عقلاً‏ . . ‏. إلی أن قال :‏‎ ‎‏«فتدبّر فی المقام‏ ‏، کی لا تغشّک القواعد المنطقیة العقلیة»‏‎[1]‎ .


‎[[page 428]]‎وفیه‏ : أنّا قد أشرنا إلی أنّ مراد المحقّق الخراسانی ‏‏قدس سره‏‏ هو الذی ذکرناه‏ ‏، لا ما‏‎ ‎‏ذکره هذا المحقّق ‏‏قدس سره‏‏ والأمر سهل‏‎[2]‎ .

وکیفما کان‏ : مسألة کون عکس النقیض لازم الکبری الکلّیة‏ ‏، غیر مربوطة‏‎ ‎‏بکشف حال الفرد وعدمه‏ ‏؛ لأنّه إن ثبت وجوب إکرام کلّ فرد من العلماء وتطابق‏‎ ‎‏الجدّ مع الاستعمال‏ ‏، فلا یعقل الشکّ بعد ذلک فی فرد عالم أنّه غیر واجب الإکرام‏ ‏، فمن‏‎ ‎‏لم یجب إکرامه لا یکون عالماً‏ ‏، فبعد تسلیم جریان أصالة العموم وتطابق الجدّ مع‏‎ ‎‏الاستعمال فی المقام وأنّها من الأمارات بالنسبة إلی لوازمها‏ ‏، فلا مجال لإنکار حجّیتها‏‎ ‎‏بالنسبة إلی عکس نقیضها اللازم لها غیر المنفکّ عنها‏ .

‏وبالجملة : القول بأصالة العموم یلازم القول بعکس النقیض‏ ‏، ولکن لا یرتبط‏‎ ‎‏ذلک بتشخیص المولی حال الفرد وعدمه‏ .

‏نعم‏ ‏، الذی یسهّل الخطب ـ کما ذکرنا ـ عدم جریان أصالة العموم فی المقام‏ ‏؛ لما‏‎ ‎‏أشرنا من أنّها من الاُصول المرادیة‏ ‏، ومجراها الشکّ فی المراد‏ ‏، لا مثل المقام الذی‏‎ ‎‏یکون المراد معلوماً والشکّ من جهة اُخری‏ .

وأمّا‏ وجه عدم جواز التمسّک بالعامّ فی الشبهة المصداقیة‏ ‏، فقد أشرنا إلی أنّه‏‎ ‎‏لیس لأجل عدم لحاظ المولی ذلک‏ ‏، بل لأجل محالیة تعرّض الکبری الکلّیة لتعیین‏
‎[[page 429]]‎‏الصغری وتشخیص الفرد‏ ‏؛ سواء کان ممّا لاحظه المولی‏ ‏، أم لا‏ .

‏والحاصل : أنّ لوازم الأمارة غیر مرهونة بلحاظ المتکلّم ونظره‏ ‏، ولذا تری فی‏‎ ‎‏الإخبارات‏ ‏، أنّه لو أخبر بشیء یحتجّ علیه بلازمه‏ ‏؛ وإن کان المتکلّم غافلاً عنه‏‎[3]‎ .التنبیه الرابع

‎ ‎

‎[[page 430]]‎

  • )) مقالات الاُصول 1 : 450 .
  • )) قلت : لعلّ المتراءی فی النظر من کلام المحقّق الخراسانی قدس سره صدراً وذیلاً ، هو الذی استفاده تلمیذه المحقّق العراقی قدس سره لا ما ذکره سماحة الاُستاذ ـ دام ظلّه ـ وإلیک نصّ کلامه ، فلاحظه واقض بالوفاق أو الخلاف ، قال قدس سره : یحتمل اختصاص حجّیتها بما إذا شکّ فی کون فرد العامّ محکوماً بحکمه ، کما هو قضیة عمومه ، والمثبت من الاُصول اللفظیة وإن کان حجّة ، إلاّ أنّه لابدّ من الاقتصار علی ما یساعد علیه الدلیل ، ولادلیل هنا إلاّ السیرة وبناء العقلاء ، ولم یعلم استقرار بنائهم علی ذلک ، فلا تغفل ، انتهی . [ المقرّر حفظه الله ]
  • )) قلت : کذا استفدنا من سماحة الاُستاذ ـ دام ظلّه ـ ولکن لا یوجد فی عبارة المحقّق العراقی قدس سره هنا ما یدلّ علی دخالة لحاظ المولی فی حجّیة اللازم ، بل الذی نصّ علیه هو عدم نظر العموم إلی تعیین الصغری نفیاً وإثباتاً ، وهذا عبارة اُخری عمّا ذکره سماحة الاُستاذ من أنّ الکبری الکلّیة لا تعرّض لها لتعیین الصغری فتدبّر . [ المقرّر حفظه الله ]

انتهای پیام /*