المقصد الثالث فی المفهوم

إیقاظ‏: فی الفرق بین التأکید فی المقام وسائر الموارد

کد : 148798 | تاریخ : 04/02/1394

إیقاظ : فی الفرق بین التأکید فی المقام وسائر الموارد

‏ولیعلم : أنّ حمل الأمر الثانی فی المقام علی التأکید‏ ‏، غیر التأکید المبحوث عنه‏‎ ‎‏فی سائر الموارد‏ ‏؛ وذلک لأنّه ربما یکرّر البعث لأهمّیة فی الموضوع لئلاّ یغفل المأمور‏‎ ‎‏ویتقاعد عن إتیانه‏ ‏، فالبعث الثانی صادر عن مبدأ البعث الأوّل‏ ‏، بل ربما یصدر بعث‏‎ ‎‏ثالث‏ ‏، ولکنّ البعثین صادران عن مبدأ صدر منه البعث الأوّل‏ ‏، فیعتبر وینتزع من‏‎ ‎‏البعث الثانی أو الثالث أنّه تأکید للبعث الأوّل‏ ‏، ولیس لهذه البعوث إلاّ ملاک واحد‏‎ ‎‏مهمّ‏ .

ولکن‏ لیس المقام کذلک‏ ‏، لأنّ تکرّر البعث فی المقام‏ ‏، لیس لدفع الغفلة‏‎ ‎‏والتساهل والتقاعد عن إتیانه‏ ‏، بل لتکرار المناط والسبب‏ ‏؛ بداهة أنّ إیجاب الوضوء‏
‎[[page 171]]‎‏فی إحدی القضیتین مسبّب عن النوم، وفی الاُخری مسبّب عن البول، والبعث المتعلّق‏‎ ‎‏بالوضوء بسببیة النوم‏ ‏، غیر البعث المتعلّق به بسببیة البول‏ ‏، ولکلّ منهما مناط یخصه‏ .

‏نعم‏ ‏، حیث إنّ المسبّب من کلّ منهما ماهیة واحدة‏ ‏، فتتأکّد إرادة الأمر بالنسبة‏‎ ‎‏إلی إیجابها‏ ‏. وبعبارة اُخری : إذا کان متعلّق الجزاء ماهیة قابلة للتکرار‏ ‏، فإن اقتضی‏‎ ‎‏مناطٌ تعلّق البعث بماهیة‏ ‏، واقتضی مناط آخر تعلّق بعث آخر بنفس الماهیة‏ ‏، فمقتضی‏‎ ‎‏أصالة الإطلاق فی ناحیتی الشرط والجزاء‏ ‏، هو کون کلّ من المناطین مستقلاًّ وتامّاً فی‏‎ ‎‏إیجاب الماهیة القابلة للتکرار‏ ‏، فلو أحرزنا وحدة المتعلّق فیجتمع فیه المناطان‏ ‏،‏‎ ‎‏ویستکشف أنّ الإرادة هناک أتمّ وأکمل‏ ‏؛ لوضوح أقوائیة اجتماع المناطین وأکملیته فی‏‎ ‎‏مورد من صدق مناط واحد هناک‏ .

‏فظهر : أنّ التأکید فی المقام غیر التأکید فی سائر المقامات ، فلا یکون البعث‏‎ ‎‏الثانی صادراً عن مناط ما صدر عنه البعث الأوّل بلحاظ أهمّیته‏ ‏، ولدفع الغفلة‏‎ ‎‏والنسیان والتقاعد عنه‏ ‏، کما هو الشأن فی غیره‏ ‏، بل لکلّ منهما ملاک ومناط یخصّه‏ ‏،‏‎ ‎‏فلم یکن التأکید فی المقام مثل التکرار فی سائر الموارد‏ ‏، فإذن لا یکون البعث الثانی‏‎ ‎‏بداعی التأکید‏ ‏، فتدبّر‏ .

‎ ‎

‎[[page 172]]‎

انتهای پیام /*