المقدّمة الاُولی : فی تحریر محطّ النزاع
إنّ محطّ النزاع فی مسألة تداخل الأسباب والمسبّبات ، إنّما هو بعد الفراغ عن إحراز سببیة کلّ من الشروط المتعدّدة مستقلاًّ فی البعث نحو الجزاء لو انفرد ، فیبحث عن أنّه عند اجتماع الشروط المتعدّدة ، هل یقتضی کلّ واحد منها فی حال الاجتماع أیضاً أثره المترتّب علیه ؛ حتّی تجب أغسال متعدّدة عند الجنابة ، والحیض ، والنفاس مثلاً ، أو یتداخل بعضها فی بعض ، فیجب عند ذلک المجموع منها ، أو الجامع ، فیکفی غسل واحد عند الجنابة والحیض والنفاس؟
وأمّا البحث قبل الفراغ عن إحراز سببیة کلّ من الشروط المتعدّدة ـ بأن احتمل أنّ الشروط المتعدّدة ترجع إلی شرط واحد ؛ ویکون کلّ واحد منها جزءً للسبب ـ فلیس محطّ البحث فی تداخل الأسباب والمسبّبات .
[[page 242]]