الأمر الثانی : فی أنّ المفهوم هل هو من صفات الدلالة أو المدلول؟
لایبعد أن یکون المفهوم وصفاً لکلّ من الدلالة أو المدلول بالاعتبار والإضافة.
فإن اعتبر أنّ الدلالة قد تکون فی محلّ النطق وقد لا تکون کذلک ، فالدلالة علی المعنی المطابقی دلالة منطوقیة ، کما أنّ الدلالة علی المعنی الالتزامی دلالة مفهومیة .
وإن اعتبر أنّ المدلول قد یکون من محلّ النطق واُخری لا من محلّ النطق ، فیکون المفهوم من مدالیل اللفظ ، وهو الذی یفهم لا من محلّ النطق .
وبالجملـة : إنّ المدلول إمّا منطوق یفهم مـن محلّ النطق ، أو مفهوم یفهـم لا من محلّ النطق .
وکیفما کان : فلا تترتّب علیه ثمرة ، فالبحث حوله غیر مهمّ ؛ وإن کان الأنسب بالاعتبار کونه صفة للمدلول ، کما لا یخفی .
[[page 205]]