المقصد الثانی فی النواهی

ذهاب المحقّق النائینی إلی أنّ الصلاة فی الدار المغصوبة مرکّب انضمامی

کد : 148965 | تاریخ : 04/02/1394

ذهاب المحقّق النائینی إلی أنّ الصلاة فی الدار المغصوبة مرکّب انضمامی

‏وربما یظهر من بعضهم ـ کالمحقّق النائینی ‏‏قدس سره‏‏ ـ ابتناء جواز الاجتماع وعدمه‏‎ ‎‏علی کون الترکیب انضمامیاً أو اتحادیاً‏ ‏؛ فإن کان الترکیب انضمامیاً یصحّ القول بالجواز‏ ‏،‏‎ ‎‏وإلاّ فلا‏ ‏، ورتّب صحّة الصلاة فی الدار المغصوبة وفسادها علی ذلک‏ ‏. وقد مهّد ‏‏قدس سره‏‎ ‎‏مقدّمة طویلة الذیل لإثبات ذلک‏ ‏؛ وأنّ الترکیب بینهما انضمامی‏ .

‏ونحن لا نرید الآن بیان أنّ المبعّد کیف یکون مقرّباً‏ ‏، ولا إثبات عدم ابتناء‏‎ ‎‏الجواز وعدمه علی اختلاف نحوی الترکیب من حیث الانضمامیة والاتحادیة‏ ‏،‏‎ ‎‏وسیوافیک حالهما إن شاء الله ‏ ‏، بل الذی یکون مقصوداً بالبحث هنا هو استعراض ما‏‎ ‎‏اختاره المحقّق النائینی ‏‏قدس سره‏‏ من جعله المثال المعروف ـ وهو الصلاة فی الدار المغصوبة ـ‏‎ ‎‏من الترکیب الانضمامی‏ ‏، وقد ذکر فی هذا المقام مقالاً مفصّلاً‏ .

وحاصل ما أفاده :‏ هو أنّه لا إشکال فی کون المقولات العشر‏ ‏، متباینات بحسب‏‎ ‎‏الذات والحقیقة‏ ‏؛ أی أنّها اعتبرت بشرط لا بالنسبة إلی نفسها وإن کانت بالنسبة إلی‏‎ ‎‏موضوعها یمکن لحاظها لا بشرط‏ ‏، وأنّ المقولات بأجمعها ـ حتّی النسبیة منها ـ‏‎ ‎‏بسائط خارجیة، فیکون ما به الاشتراک فیها عین ما به الامتیاز‏ ‏، وأنّ الحرکة فی کلّ‏‎ ‎‏مقولة عین تلک المقولة‏ ‏، ولیست الحرکة بمنزلة الجنس للمقولات‏ ‏؛ لاستلزامه الترکیب‏‎ ‎‏فی الأعراض مع کونها بسائط‏ ‏، ولا هی عرض آخر غیر المقولات‏ ‏؛ لاستلزامه قیام‏‎ ‎‏العرض بالعرض‏ ‏، وهو محال‏ .

‏ثمّ إنّ الصلاة من مقولة الوضع‏ ‏، کما فی أحد تقریری بحثه‏‎[1]‎ ‏، أو إنّ أفعال‏‎ ‎‏الصلاة من مقولة الوضع‏ ‏؛ سواء قلنا بأنّ المأمور به فی مثل الرکوع والسجود هو‏‎ ‎
‎[[page 53]]‎‏الهیئة‏ ‏، کما هو مختار صاحب «الجواهر»‏‎[2]‎ ‏، أو الفعل‏ ‏، کما هو المختار‏ ‏، فیکون‏‎ ‎‏الانحناء إلی الرکوع أوضاعاً متلاصقة متصلة‏ ‏، کما فی التقریر الآخر‏‎[3]‎ ‏، وأمّا‏‎ ‎‏الغصب فهو من مقولة الأین‏ ‏؛ لأنّه عبارة عن شاغلیة الشخص للمکان‏ ‏، فکما أنّ‏‎ ‎‏الصلاة والغصب متغایران بحسب الهویة والحقیقة‏ ‏، فکذلک الحرکة الصلاتیة مغایرة‏‎ ‎‏للحرکة الغصبیة بعین مغایرة الصلاة للغصب‏ ‏، ویکون فی المجمع حرکتان : حرکة‏‎ ‎‏صلاتیة‏ ‏، وحرکة غصبیة‏ .

‏ولیس المراد من «الحرکة» رفع الید ووضعها‏ ‏، ولا حرکة الرأس والرجل‏‎ ‎‏ووضعهما‏ ‏؛ فإنّ ذلک لا دخل له فی المقام حتّی یبحث عن أنّها واحدة أو متعدّدة‏ ‏،‏‎ ‎‏بل المراد مـن «الحرکـة» الحرکة الصلاتیة‏ ‏، والحرکة الغصبیـة‏ ‏، وهما متعدّدتان‏‎ ‎‏لا محالة‏ ‏، فعلی هذا لا یتحد متعلّق الأمر والنهی‏ ‏، ولا یکون متعلّق أحدهما عین ما‏‎ ‎‏تعلّق به الآخر‏ .

وممّا یشهد ‏علی أنّ الحرکة فی کلّ مقولة غیر الحرکة فی الاُخری‏ ‏، هو أنّ نسبة‏‎ ‎‏المکان إلی المکین والإضافة الحاصلة بین المکین والمکان‏ ‏، لا یعقل أن تختلف بین أن‏‎ ‎‏یکون المکین من مقولة الجواهر‏ ‏، أو من مقولة الأعراض‏ ‏، فکما لا یعقل الترکیب‏‎ ‎‏الاتحادی بین الجوهر والإضافة فی قولک : «زید فی الدار» فکذلک لا یعقل الترکیب‏‎ ‎‏الاتحادی بین الضرب والإضافة فی قولک : «ضرب زید فی الدار» أو الصلاة والإضافة‏‎ ‎‏فی قولک : «صلاة زید فی الدار» وکما لا یکون زید غصباً‏ ‏، کذلک لا تکون الصلاة‏‎ ‎‏غصباً‏ ‏، أو الضرب غصباً‏ .

‏وبالجملة : قولک : «صلاة زید فی الدار» له إضافة واحدة ونسبة فاردة‏ ‏، فلابدّ‏‎ ‎
‎[[page 54]]‎‏وأن لا تختلف بین أن یکون طرف الإضافة من مقولة الجواهر‏ ‏، أو الأعراض‏ ‏، فکما‏‎ ‎‏لا یکون زید غصباً‏ ‏، فکذلک لا تکون الصلاة غصباً‏ .

‏فتحصّل : أنّ الترکیب بین الصلاة والغصب انضمامی‏ ‏، فلا شبهة فی جواز‏‎ ‎‏اجتماع الأمـر والنهـی وعـدم لزوم تعلّق الأمر بعین ما تعلّق بـه النهی‏‎[4]‎ ‏، انتهی‏‎ ‎‏کلامه محرّراً‏ .

وفیما ذکره مواقع للنظر نذکر ما هو المهمّ منها :

‏فأوّلاً :‏‏ قوله ‏‏قدس سره‏‏ : «إنّ الصلاة» أو «أفعال الصلاة من مقولة الوضع» ممنوع‏ ‏؛‏‎ ‎‏لأنّه لیست الصلاة ولا أجزاؤها من مقولة الوضع‏ ‏، فإنّ الصلاة ماهیة اعتباریة‏‎ ‎‏اختراعیة‏ ‏؛ أوّلها التکبیر‏ ‏، وآخرها التسلیم‏ ‏، ولم یکن للهیئة الترکیبیة والهیئة‏‎ ‎‏الاجتماعیة‏ ‏، تحقّق فی الخارج غیر ما یکون لأجزائها من التکبیر‏ ‏، والقراءة‏ ‏،‏‎ ‎‏والرکوع‏ ‏، والسجود‏ ‏، وغیرها‏ ‏، کما یکون للماهیات الأصلیة تحقّق فیه‏ ‏، فلم تندرج‏‎ ‎‏الصلاة تحت مقولة‏ ‏؛ بداهة أنّ المقولات ـ حتّی الأعراض النسبیة منها ـ من‏‎ ‎‏الحقائق الخارجیة‏ .

وثانیاً :‏ لو سلّمنا أنّ للماهیة الاعتباریة الاختراعیة تحقّقاً فی الخارج‏ ‏، وأنّه‏‎ ‎‏یمکن أن تندرج تحت مقولة‏ ‏، لکنّ الصلاة لم تکن بهذه المثابة‏ ‏؛ لأنّها مرکّبة من عدّة‏‎ ‎‏مقولات واُمور اعتباریة‏ ‏، وذلک لأنّ الرکوع مثلاً ـ کما اعترف ‏‏قدس سره‏‏ به ـ هو الحرکة من‏‎ ‎‏الانتصاب إلی الانحناء تعظیماً‏ ‏، والحرکة من الانتصاب إلی الانحناء تشبه أن تکون من‏‎ ‎‏مقولة الوضع‏ ‏، والقراءة تشبه أن تکون من مقولة الکیف‏ . . ‏. إلی غیر ذلک‏ ‏، فلا یمکن‏‎ ‎‏أن یقال : إنّ الصلاة من مقولة الوضع‏ ‏. هذا کلّه علی تقدیر أن یکون مراده أنّ الصلاة‏‎ ‎‏من مقولة الوضع‏ ‏، کما فی أحد تقریری بحثه‏ .


‎[[page 55]]‎‏وإن أراد أنّ أفعال الصلاة من مقولة الوضع کما فی تقریره الآخر‏ ‏، فهو وإن کان‏‎ ‎‏أقلّ محذوراً من سابقه‏ ‏، ولکن یتوجّه علیه : أنّه اعترف ـ کما هو الحقّ أیضاً ـ بأنّ‏‎ ‎‏الرکوع هو الحرکة من الاستقامة إلی الانحناء تعظیماً‏ ‏، ومن الواضح أنّ الحرکة الکذائیة‏‎ ‎‏بقصد التعظیم‏ ‏، لا تکون من المقولة فی شیء‏ .

‏نعم‏ ‏، لو قطع النظر عن التعظیم ـ أی لوحظ مطلق الهویّ ـ تکون من المقولة‏ ‏،‏‎ ‎‏ولکن لا من مقولة الوضع‏ ‏، بل تشبه أن تکون من مقولة الحرکة فی الأین‏ .

‏والعجب منه ‏‏قدس سره‏‏ حیث عدّ هذه الحرکة أوضاعاً متلاصقة‏ ‏؛ ضرورة أنّه لو‏‎ ‎‏قلنا : إنّ الحرکة فی کلّ مقولة عینها‏ ‏، فما یصدر من المکلّف هو الحرکة فی الأین‏ ‏،‏‎ ‎‏فیکون جزء الرکوع من مقولة الأین‏ ‏، نعم لهذه الحرکة فی کلّ آن وجود‏ ‏، وتتحقّق‏‎ ‎‏هیئة ووضع‏ ‏، فتنتزع من الهیئات الحاصلة أوضاع متعدّدة‏ ‏، ولکن لیس شیء منها من‏‎ ‎‏الرکوع‏ ‏، فتدبّر‏ .

‏فظهر أنّ جزءً من الرکوع الذی هو فعل المکلّف‏ ‏، من مقولة الأین‏ ‏؛ وهو الهوی‏‎ ‎‏من الاستقامة إلی الانحناء‏ ‏، وحیث إنّه تکون له هیئة‏ ‏، فیشبه أن یکون جزءٌ من‏‎ ‎‏أفعال الصلاة من مقولة الأین‏ ‏، نعم ینتزع من الهیئة الحاصلة لهذا الجزء وضع‏ ‏، لکنّها‏‎ ‎‏لم تکن من أفعال الصلاة‏ .

‏مضافاً إلی أنّ فی الأوضاع المتلاصقة إشکالاً عقلیاً مذکوراً فی محلّه‏ ‏. هذا کلّه‏‎ ‎‏فی الرکوع‏ .

‏وأمّا السجدة‏ ‏، فهی الهیئة الحاصلة من وضع المواضع السبعة علی ما یصحّ‏‎ ‎‏السجود علیه تعظیماً لله تعالی‏ ‏، ومن المعلوم عدم اعتباره فی المقولة‏ ‏، کما عرفته فی‏‎ ‎‏الرکوع‏ ‏، فیکون جزء السجدة من مقولة الوضع‏ .

‏وأمّا القراءة فتشبه أن تکون من مقولة الکیف المحسوس‏ .


‎[[page 56]]‎‏فظهر أنّ القول بأنّ أفعال الصلاة من مقولة الوضع وکذا القول بأنّ الصلاة من‏‎ ‎‏مقولة الوضع‏ ‏، لیس بسدید‏ .

وثالثاً :‏ قوله : «إنّ الغصب من مقولة الأین» ممنوع‏ ‏؛ لأنّ الغصب هو الاستبداد‏‎ ‎‏والاستیلاء علی مال الغیر عدواناً‏ ‏، فمن أخرج صاحب الدار عنها واستولی علیها‏ ‏،‏‎ ‎‏یعدّ غاصباً‏ ‏، فهو من الاُمور الاعتباریة‏ ‏، کما أنّ استیلاء الشخص علی مال نفسه المعبّر‏‎ ‎‏عنه بـ‏ ‏«المالکیة» أمر اعتباری‏ ‏، فلا یندرج الغصب فی المقولات التی هی من الحقائق‏‎ ‎‏الخارجیة‏ .

‏وأمّا من دخل داراً بدون رضا صاحبها واستطرقها من دون أن یکون مستولیاً‏‎ ‎‏ومستبدّاً بها‏ ‏، فلا یکون غاصباً‏ ‏، نعم متصرّفاً فی مال الغیر بدون رضاه‏ ‏، وهو حرام‏‎ ‎‏بنفسه‏ ‏؛ حرم الغصب أم لا‏ .

‏فظهر أنّ مجرّد الکون فی المکان من غیر رضا صاحبه والصلاة فیه‏ ‏، لا یعدّ‏‎ ‎‏غصباً‏ .

ورابعاً :‏ لو سلّم ذلک وقلنا : إنّ مجرّد الکون فی المکان غصب‏ ‏، ولکن لا یصیر‏‎ ‎‏ذلک من المقولة‏ ‏؛ لأنّ مقولة الأین هی الهیئة الحاصلة من الکون فی المکان‏ ‏، لا نفس‏‎ ‎‏الکون فی المکان الذی فرضنا کونه غصباً‏ .

وخامساً :‏ لو سلّم ذلک أیضاً وأنّ مطلق الکون فی المکان مقولة‏ ‏، نقول : قد اُخذ‏‎ ‎‏فی مفهوم الغصب کون الاستیلاء والتصرّف عدوانیاً‏ ‏، ومن الواضح أنّه غیر مأخوذ فی‏‎ ‎‏حقیقة مقولة الأین‏ ‏، فغایة ما یقتضیه التسلّم الباطل هی کون ماهیة الغصب من مقولة‏‎ ‎‏الأین‏ ‏، فتدبّر‏ .

وسادساً :‏ أنّ بطلان الصلاة فی الدار المغصوبة‏ ‏، لیس لأجل الغصبیة‏ ‏، کما هو‏‎ ‎‏المعروف بینهم‏ ‏، ومنهم هذا المحقّق‏ ‏، بل لأجل التصرّف فی مال الغیر بغیر إذنه ورضاه‏ ‏،‏‎ ‎
‎[[page 57]]‎‏وهو عنوان غیر عنوان الغصبیة‏ ‏، وهما قد یجتمعان فی مورد‏ ‏، کما قد یفترق کلّ منهما‏‎ ‎‏عن الآخر‏ ‏؛ وذلک لأنّه قد یکون الشخص متصرّفاً فی مال الغیر مع استقلال یده‏‎ ‎‏والاستیلاء علیه‏ ‏، وقد یکون متصرّفاً فیه بلا استیلاء واستقلال یده علیه‏ ‏، کما أنّه قد‏‎ ‎‏یکون مستولیاً علی مال الغیر مع التصرّف فیه‏ ‏، وبطلان الصلاة فی الدار الغصبیة‏‎ ‎‏ـ عند القائل بامتناع الاجتماع ـ لأجل أنّ الحرکة الرکوعیة والسجودیة عین التصرّف‏‎ ‎‏فی مال الغیر‏ ‏، وهی حرام‏ .

‏نعم‏ ‏، لو کانت هناک حرکتان : حرکة صلاتیة‏ ‏، وحرکة غصبیة‏ ‏، کما یراه هذا‏‎ ‎‏المحقّق‏ ‏، وقد صرّح ‏‏قدس سره‏‏ فی کلا تقریری بحثه‏‎[5]‎‏ : «بأنّ الحرکة الغصبیة غیر الحرکة‏‎ ‎‏الصلاتیة‏ ‏، وأنّ الحرکة فی کلّ مقولة عینها» فیمکن تصویر صحّة الصلاة. لکنّ‏‎ ‎‏الشأن فی صحّة ذلک‏ ‏؛ بداهة أنّه لیس فی الرکوع ـ الذی هو عبارة عن الحرکة من‏‎ ‎‏الانتصاب إلی الانحناء ـ إلاّ حرکة واحدة‏ ‏، لا حرکتان أو حرکات‏ ‏، والوجدان‏‎ ‎‏أصدق شاهد علی ذلک‏ .

‏والعجب من هذا المحقّق‏ ‏، حیث تعدّی عن ذلک ورأی أنّ فی الخارج حرکات‏‎ ‎‏ثلاثاً : الحرکة الصلاتیة‏ ‏، الحرکة الغصبیة‏ ‏، الحرکة من الانتصاب إلی الانحناء‏ ‏،‏‎ ‎‏وقد نفی ‏‏قدس سره‏‏ کون المراد بالحرکة المعنی الثالث‏ ‏، مع أنّه لیس فی الخارج إلاّ تلک‏‎ ‎‏الحرکة لیس إلاّ‏ ‏، وهل تسمح لنفسک بأن تتفوّه بأنّ فی الخارج حرکة غیر ما نعهده‏‎ ‎‏ونحسّه؟! ولعلّ وجدان هذا المحقّق أیضاً غیر مذعن بهذا المقال‏ ‏، والتزامه بما یخالف‏‎ ‎‏الوجدان لازم المبنی‏ ‏؛ أی کون الحرکة فی کلّ مقولة تابعة لها وعینها‏ ‏، وأنّ الصلاة‏‎ ‎‏والغصب مقولتان‏ ‏. وقد أشرنا وعرفت أنّهما من الاُمور الاعتباریة‏ ‏؛ لا واقعیة لهما فی‏‎ ‎
‎[[page 58]]‎‏الخارج حتّی تنسلک فی عداد المقولات‏ ‏، ولیس فی الخارج إلاّ حرکة واحدة‏ ‏، وهی‏‎ ‎‏رفع الید ووضعها‏ ‏، فتدبّر‏ .

وسابعاً :‏ أنّ ما ذکره أخیراً بعنوان التأکید من عجائب القول‏ ‏؛ بداهة أنّ ذات‏‎ ‎‏زید فی الدار لم تکن من الأعمال حتّی تکون تصرّفاً کما نری‏ ‏، أو غصباً کما‏‎ ‎‏یزعمه ‏‏قدس سره‏‏ بل هو غیر متصرّف وغاصب‏ ‏. نعم کونه فیها حیث إنّه من الأفعال‏ ‏،‏‎ ‎‏تصرّف محرّم‏ ‏، أو غصب‏ ‏، والصلاة فیها ـ باعتبار کونها من الأعمال ـ عین التصرّف‏‎ ‎‏فی الدار‏ ‏، أو الغصب‏ .

‏فظهر أنّ بین زید والصلاة بوناً بعیداً‏ ‏، وقیاس أحدهما بالآخر قیاس مع‏‎ ‎‏الفارق‏ ‏، کما هو أوضح من أن یخفی‏ ‏، فتدبّر وکن من الشاکرین‏ .

‏ثمّ إنّ ما ذکره من أنّ الترکیب فی المقام انضمامی‏ ‏، غیر مستقیم‏ ‏؛ لما سیجیء من‏‎ ‎‏أنّه لا ملازمة بین القول بالترکیب الانضمامی أو القول بالترکیب الاتحادی‏ ‏، وبین‏‎ ‎‏جواز الاجتماع وعدمه‏ ‏، ولذا فنحن نری أنّ الترکیب بینها اتحادی‏ ‏، ومع ذلک اخترنا‏‎ ‎‏جواز الاجتماع‏ ‏، وسیوافیک بیانه‏ ‏، فارتقب حتّی حین‏ .

‎ ‎

‎[[page 59]]‎

  • )) أجود التقریرات 1 : 355 .
  • )) جواهر الکلام 10 : 81 .
  • )) فوائد الاُصول 1 : 426 .
  • )) فوائد الاُصول 1 : 424 ـ 428 .
  • )) فوائد الاُصول 1 : 426 ، أجود التقریرات 1 : 354 .

انتهای پیام /*