الإشکال فی جریان البراءة علی مذهب الآخوند
وأمّا الإشکال فی جریانها علی مذهب صاحب «الکفایة» من أنّها موضوعة لعنوان بسیط ملازم للناهی عن الفحشاء ونحوه، کنفس عنوان الناهی عن الفحشاء، ونحوه من العناوین البسیطة أو المرکّبة، غیر العنوان الذاتی المقولی :
حیث إنّه إن أراد أنّها موضوعة لما من شأنه النهی عن الفحشاء ولو بنحو الاقتضاء، لا النهی عن الفحشاء بالفعل فلا سبیل للصحیحی إلیه؛ لأنّ مرجعه إلی القول بالأعمّ؛ لأنّ المراد بالاقتضاء أنّ الصلاة لیست علّة تامّة للنهی عن الفحشاء، بل مقتضیة لذلک، وأنّها من المعدّات لذلک، فلا ینافیه اعتبار شیء آخر جزءً أو شرطاً فی التأثیر الفعلی، وهو ممّا لا ینکره الأعمّی، بل هو مدّعاه بعینه.
وإن أراد أنّها موضوعة للملازم للناهی عن الفحشاء بالفعل أو لنفسه کذلک، فلا مجال لجریان البراءة، سواءً قلنا : إنّ للصلاة مراتب متفاوتة مختلفة أم لا، وسواءً قلنا باتحاد العنوان المذکور مع الأجزاء أم لا؛ لأنّ مفهوم المأمور به عنوان معلوم مبیّن؛ أی عنوان الناهی عن الفحشاء أو الملازم له، فیجب تحصیل العلم بحصوله فی مقام الامتثال بالإتیان بکلّ ما احتمل اعتباره فیه؛ لأنّه من قبیل الشکّ فی المحصِّل، فعلی هذا القول لابدّ من الحکم بالاشتغال، مع أنّ مذهبه قدس سره هو البراءة ولا یندفع هذا الإشکال بالالتزام بأنّ للمأمور به مراتب متعدّدة متفاوتة، کما أشرنا إلیه.
هذا کلّه فی العبادات.
[[page 124]]