المقدمة وتشتمل علی اُمور

وجه آخر للاستدلال بالتبادر وصحّة السلب

کد : 149095 | تاریخ : 06/02/1394

وجه آخر للاستدلال بالتبادر وصحّة السلب

هذا : ‏ولکن هنا کلام یمکن تصحیح الاستدلال بالتبادر وصحّة السلب به ثبوتاً‏‎ ‎‏لا إثباتاً ووقوعاً، وهو أنّک قد عرفت سابقاً : أنّ أوضاع الألفاظ ممّا وقعت تدریجاً‏‎ ‎‏بمرور الأیّام والأعوام حسب ما اقتضته الحاجة وعدم اختصاصه بشخص خاصّ،‏‎ ‎‏ویشهد له ما نراه ونجده بالعیان أنّ بعض الأشیاء المخترعة فی هذه الأعصار،‏‎ ‎‏کالطیّارات والسیّارات وسائر الآلات الجدیدة العجیبة، ولم تکن موجودة فی الأعصار‏‎ ‎‏السابقة، ولم تکن شیئاً مذکوراً لا لفظها ولا معانیها، وکذلک کلّ جزء من أجزائها‏‎ ‎‏ولوازمها وآلاتها ووضعوا لها ألفاظاً وأسماءً لا لخصوص فرد منها، بل لکلّیّها‏
‎[[page 115]]‎‏وطبیعیّها، مع عدم تبیّن تلک الطبیعة للواضع مفصَّلاً جنساً وفصلاً، بل کانوا ینتقلون‏‎ ‎‏من الفرد إلی الکلّی وجامعة الارتکازی من دون افتقار إلی معرفة کنهه وحقیقته، فإنّه‏‎ ‎‏لا یتیسّر ذلک إلاّ للخواصّ من الحکماء، وحینئذٍ فمن الممکن أنّ الواضع لمّا رأی فرداً‏‎ ‎‏من الصلاة یصلّیها مسلم التفت إلی أنّ لها صورة نوعیّة إجمالاً وطبیعة جامعة لشتات‏‎ ‎‏أفرادها المختلفة کمّاً وکیفاً، فوضع لفظ الصلاة لتلک الصورة النوعیّة المعلومة إجمالاً‏‎ ‎‏لا تفصیلاً جنساً وفصلاً، ولا یضرّ فی ذلک اختلاف أفرادها کمّاً وکیفاً، کما لا یضرّ ذلک‏‎ ‎‏فی مثل الطیّارة والسیّارة والبطّیخ ونحوها، فللمستدلّ أن یدّعی تبادر هذا المعنی‏‎ ‎‏الإجمالی الارتکازی فی أذهان العرف والعقلاء وصحّة السلب عن الفاقدة لبعض‏‎ ‎‏الأجزاء، ولا یتوجّه علیه الإشکالات المتقدّمة.‏

‏لکن هذا مجرّد تصوّر، وأنّه ممکن، ولیس بممتنع، لکن الواقع خلافه؛ إذ لاشبهة‏‎ ‎‏فی أنّ المتبادر من لفظ الصلاة هو الأعمّ؛ أی الطبیعة لا بشرط الصحّة والفساد، کما أنّ‏‎ ‎‏المُتبادر من لفظ البطّیخ ونحوه أیضاً ذلک.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 116]]‎

انتهای پیام /*