المقدمة وتشتمل علی اُمور

فی تصویر الجامع عند الصحیحی

کد : 149124 | تاریخ : 09/02/1394

فی تصویر الجامع عند الصحیحی

قال فی «الکفایة» ما حاصله : ‏إنّه لا إشکال فی وجوده بین الأفراد الصحیحة‏‎ ‎‏وبالاشتراک فی الأثر الواحد یستکشف أنّه واحد؛ إذ لا یصدر الواحد إلاّ من‏‎ ‎‏الواحد‏‎[1]‎‏ وهذا نظیر أن یقال : «کلّ واحد من أفراد الإنسان قابل للصنعة والکتابة»،‏‎ ‎‏وباشتراکها فی هذا اللاّزم الواحد یستکشف أنّ هنا ماهیّة وحقیقة واحدة مستلزمة‏‎ ‎‏لهذا الأثر، وکذا فی کلّ واحد من أفراد النار مثلاً.‏

ولکن یرد علیه : ‏ـ مُضافاً إلی ما أشرنا إلیه من اختصاص قاعدة «صدور‏‎ ‎‏الواحد من الواحد» بالواحد البسیط من جمیع الجهات، ولا تعمّ مثل المقام ـ :‏

أوّلاً : ‏أنّه یمکن أن یُعکس الأمر؛ إذ لیس المراد من الناهی مفهومه الکلّی، بل‏‎ ‎‏أفراده ومصادیقه فالصلاة ناهیة عن الکذب والغیبة والسرقة والزنا وغیرها، وکذلک‏‎ ‎‏کونها ‏(قربان کلّ تقی)‎[2]‎‏ و‏ (معراج المؤمن)‎[3]‎‏ مضافاً إلی أنّ النهی عن الفحشاء‏‎[4]‎‎ ‎
‎[[page 104]]‎‏أثرٌ، وقربانَ کلّ تقی أثرٌ آخر، ومعراجَ المؤمن أثرٌ ثالث، فللصلاة آثار عدیدة کثیرة،‏‎ ‎‏وقضیّة القاعدة هو خلاف ما هو ‏‏قدس سره‏‏ بصدده؛ إذ بتعدّد هذه الآثار یستکشف تعدّد‏‎ ‎‏المؤثّر علی ما زعمه ‏‏قدس سره‏‏، مع أنّ هذه الآثار إنّما هی للوجود لا للماهیّة، مضافاً إلی أنّه‏‎ ‎‏یلزم ممّا ذکره أن یکون لجمیع العبادات ـ کالصلاة والصوم والحجّ وغیرها ـ ماهیّة‏‎ ‎‏واحدة؛ لاشتراکها فی المُقرِّبیّة إلیه تعالی.‏

وثانیاً : ‏إن أراد بالجامع الجامع المقولی المنتزع من ذات الأجزاء، فمن المعلوم أنّ‏‎ ‎‏الصلاة مرکّبة من مقولات مختلفة؛ فإنّ الرکعات من مقولة الکم، والجهر والإخفات‏‎ ‎‏من مقولة الکیف، والرکوع والسجود من مقولة الوضع إن اُرید بهما هیئتهما، ومن‏‎ ‎‏مقولة الفعل إن اُرید بهما المعنی المصدری، ویستحیل انتزاع مقولة واحدة من ذوات‏‎ ‎‏هذه المقولات المختلفة.‏

‏وإن أراد به الجامع العرضی ـ کمفهوم الناهی عن الفحشاء والمنکر فی الصلاة ـ‏‎ ‎‏فمن المعلوم أنّ لفظ الصلاة لیست موضوعة لذلک.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 105]]‎

  • )) کفایة الاُصول : 39.
  • )) تقدم تخریجها .
  • )) الاعتقادات للمجلسی : 39.
  • )) إشارة إلی سورة العنکبوت (29) : 45.

انتهای پیام /*