خاتمة :
اشتهر بین الاُدباء أنّ الحروف لا یُخبر عنها ولا بها مُستدلّین بأنّها مغفول عنها للمتکلّم عند التکلّم.
فإن أرادوا أنّها تُتعقّل استقلالاً، فهو صحیح؛ لأنّ المعانی الحرفیّة کلّها کذلک، لکنّ الإخبار عنها وبها لا یتوقّف علی تعقّلها کذلک، بل یصحّ الإخبار عنها وبها بتعقّلها تبعاً للغیر، کما أنّها فی وجودها الخارجی کذلک، بل المخبر به أو عنه فی جمیع القضایا هی النسب الجزئیّة، فالمرادُ من قولنا : «زید له القیام» هو الإخبارُ عن وقوع النسبة بینهما، ومن مثل «ضرب زید» الإخبارُ عن وقوع النسبة الخبریّة، لا الإخبار عن زید ولا بالضرب. نعم لا تقع الحروف مبتدأً، ولا یبتدأ بها فی الکلام لاعتبار الاستقلال فی المبتدأ.
[[page 61]]