الأمر الأوّل :
أنّ محطّ البحث فی مفهوم الوصف أعمّ من المعتمِد علی الموصوف ـ مثل: «أکرم الإنسان العالم» ـ وغیره؛ بأن یذکر الوصف والموصوف بلفظ واحد؛ مثل: «أکرم العالم».
وتوهّم : أنّ محطّ البحث هو القسم الأوّل فقط، وأنّه لو کان الغیرُ المعتمِد ـ أیضاً ـ محلَّ البحث، وأنّ لقولنا : «أکرم العالم» ـ أیضاً ـ مفهوم، للزم أن یکون مفهوم اللقب ـ أیضاً ـ محلّ الکلام، ولَزِم ثبوت المفهوم له ـ أیضاً ـ وأنّ مفهوم «أکرم الإنسان» هو عدم وجوب إکرام الحیوان، مع أنّه کما تریٰ.
مدفوع : بأنّه إن اُرید أنّ القسم الثانی لیس محلَّ الکلام ومحطَّ بحث الاُصولیّین
[[page 307]]ونزاعهم، فهو واضح الفساد؛ ضرورة وقوع البحث بینهم فیه، وصرّح الشیخ قدس سره فی التقریرات وصاحب الفصول بذلک.
مضافاً إلی أنّ منشأ وقوع النزاع هو من هذا القبیل حیث فَهِم أبو عبیدة من قوله علیه السلام: (لَیُّ الواجِدِ یُحلّ عرضه وعقوبته) و (مَطْل الغنیّ ظلم) أنّ لَیّ غیر الواجد لا یُحِلّ عقوبته، ومطْل غیر الغنیّ لیس بظلم، مع أنّ الواجد والغنیّ وصفان غیر معتمدین علیٰ الموصوف فی الروایة.
وإن اُرید أنّه لا ینبغی البحث فیه فله وجه.
وأمّا قوله : وإلاّ یلزم أن یقع مفهوم اللقب ـ أیضاً ـ مورداً للبحث، ففیه: أنّ مفهوم اللقب ـ أیضاً ـ محلّ للبحث، غایة الأمر أنّه بحث ضعیف.
وبالجملة : لا إشکال فی أنّ البحث یعمّ القسمین.
[[page 308]]