المطلب الثالث المنطوق والمفهوم وفیه فصول

الأمر الأوّل

کد : 149252 | تاریخ : 09/02/1394

الأمر الأوّل :

‏أنّ محطّ البحث فی مفهوم الوصف أعمّ من المعتمِد علی الموصوف ـ مثل: «أکرم‏‎ ‎‏الإنسان العالم» ـ وغیره؛ بأن یذکر الوصف والموصوف بلفظ واحد؛ مثل: «أکرم‏‎ ‎‏العالم».‏

وتوهّم :‏ أنّ محطّ البحث هو القسم الأوّل فقط، وأنّه لو کان الغیرُ المعتمِد‏‎ ‎‏ـ أیضاً ـ محلَّ البحث، وأنّ لقولنا : «أکرم العالم» ـ أیضاً ـ مفهوم، للزم أن یکون مفهوم‏‎ ‎‏اللقب ـ أیضاً ـ محلّ الکلام، ولَزِم ثبوت المفهوم له ـ أیضاً ـ وأنّ مفهوم «أکرم‏‎ ‎‏الإنسان» هو عدم وجوب إکرام الحیوان، مع أنّه کما تریٰ‏‎[1]‎‏.‏

مدفوع :‏ بأنّه إن اُرید أنّ القسم الثانی لیس محلَّ الکلام ومحطَّ بحث الاُصولیّین‏
‎[[page 307]]‎‏ونزاعهم، فهو واضح الفساد؛ ضرورة وقوع البحث بینهم فیه، وصرّح الشیخ ‏‏قدس سره‏‏ فی‏‎ ‎‏التقریرات‏‎[2]‎‏ وصاحب الفصول‏‎[3]‎‏ بذلک.‏

‏مضافاً إلی أنّ منشأ وقوع النزاع هو من هذا القبیل حیث فَهِم أبو عبیدة‏‎[4]‎‏ من‏‎ ‎‏قوله ‏‏علیه السلام‏‏: (‏لَیُّ الواجِدِ یُحلّ عرضه وعقوبته)‎[5]‎‏ و (‏مَطْل الغنیّ ظلم)‎[6]‎‏ أنّ لَیّ غیر‏‎ ‎‏الواجد لا یُحِلّ عقوبته، ومطْل غیر الغنیّ لیس بظلم، مع أنّ الواجد والغنیّ وصفان غیر‏‎ ‎‏معتمدین علیٰ الموصوف فی الروایة.‏

‏وإن اُرید أنّه لا ینبغی البحث فیه فله وجه.‏

‏وأمّا قوله : وإلاّ یلزم أن یقع مفهوم اللقب ـ أیضاً ـ مورداً للبحث، ففیه: أنّ‏‎ ‎‏مفهوم اللقب ـ أیضاً ـ محلّ للبحث، غایة الأمر أنّه بحث ضعیف.‏

وبالجملة :‏ لا إشکال فی أنّ البحث یعمّ القسمین.‏

‎ ‎

‎[[page 308]]‎

  • )) فوائد الاُصول 2 : 501 .
  • )) مطارح الأنظار : 182 سطر 11 .
  • )) الفصول الغرویة : 151 سطر 35 .
  • )) ذکره فی القوانین 1 فی ضمن حجّة المثبتین : 178 سطر 12، ونسب هذا القول فی شرح العضدی إلی أبی عبید: 311.
  • )) مسند أحمد بن حنبل : 222، سنن ابن ماجة 2 : 811 ح2427، سنن النسائی 7: 316.
  • )) سنن النسائی 7 : 317، صحیح مسلم 3 : 383 ح33 .

انتهای پیام /*