الفصل الثالث عشر فی اقتضاء الأمر بالشیء للنهی عن ضدّه

حول أمثلة الترتّب

کد : 149320 | تاریخ : 09/02/1394

حول أمثلة الترتّب :

‏ثمّ إنّه ‏‏قدس سره‏‏ استدلّ علیٰ ما ذهب إلیه فی المقام بوقوعه فی الأحکام الشرعیّة:‏

منها :‏ أنّه لو فرض أنّ الله تعالیٰ حرّم الإقامة من أوّل الفجر إلیٰ الزوال، ثمّ‏‎ ‎‏قال: «إن عصیت وأقمت وجب علیک الصوم».‏

ومنها :‏ أنّه لو فرض أنّه حرّم الإقامة من الزوال إلیٰ الغروب، ثمّ قال: «إن‏‎ ‎‏عصیت وأقمت وجب علیک إتمام الصلاة أربع رکعات».‏

ومنها :‏ ما لو فُرض أنّه کان مدیوناً فی السنین السابقة، وفرض أنّه ربح فی‏‎ ‎‏السنة التی هو فیها، فهو مأمور بأداء الدَّین، وأنّه إن عصیٰ ولم یؤد الدین وجب علیه‏
‎[[page 148]]‎‏خمس ربحه.‏

‏وغیر ذلک من الفروع التی رُتِّب فیها حکمٌ علیٰ عصیانِ حکمٍ آخر، ولا مفرّ‏‎ ‎‏عنها للفقیه إلاّ بالالتزام بالترتُّب، وأدلّ الدلیل علیٰ إمکان الشیء وقوعه.‏

‏والفرق بین تلک الأمثلة وبین ما نحن فیه : هو أنّ الجمع بین الحکمین فی مقام‏‎ ‎‏الامتثال فی الأمثلة ممکن، بخلاف ما نحن فیه، فإنّ المفروض فیه أنّ طلبهما مع قطع‏‎ ‎‏النظر عن الترتُّب طلب للجمع بین الضدّین، وقد عرفت أنّ هذا الفرق غیر فارق،‏‎ ‎‏وأنّ الترتُّب إن کان ممکناً فلا فرق فیه بین الموردین‏‎[1]‎‏.‏

أقول :‏ یرد علیه :‏

أوّلاً :‏ أنّ العصیان لیس متأخّراً عن الأمر فی الرتبة ـ کما عرفت، وسنشیر إلیه ـ‏‎ ‎‏والترتُّب إنّما هو فیما إذا کان الشرط متأخّراً عن المشروط فیها.‏

وثانیاً :‏ موضوع القصر والإتمام إنّما هو نفس الإقامة أو العزم علیها؛ لقوله‏‎ ‎‏تعالیٰ: ‏‏«‏فَمَنْ شَهِدَ مِنْکُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ وَمَنْ کَانَ مِنْکُمْ مَریضاً أَوْ عَلیٰ سَفرٍ‏»‏‎[2]‎‎ ‎‏الآیة، ولیس موضوعها عصیان الأمر بالإقامة، کما هو واضح.‏

‏وعلیٰ فرض أنّ عصیانَ کلِّ حکمٍ متأخّرٌ عنه فی الرتبة، ففیما نحن فیه موضوع‏‎ ‎‏الحکم هو الإقامة أو العزم علیها، ولیسا مُتأخّرَینِ عن النهی عن الإقامة فی الرتبة؛‏‎ ‎‏لعدم وجود ملاک التأخّر الرُّتبی فیه، والنقض موقوف علیٰ صحّة ما ینتقض به‏‎ ‎‏ومُسلَّمیَّته، وما ذکره لیس من الترتُّب فی شیء.‏

وتوهّم :‏ أنّ الإقامة وإن لم تکن متأخّرة عن النهی عنها بالذات، لکن العصیان‏‎ ‎‏منتزع عن الإقامة، والإقامة منشأ لانتزاع مفهوم العصیان، فالإقامة متأخّرة عن‏‎ ‎‏الحکم فی الرتبة بالعَرض.‏


‎[[page 149]]‎فاسد؛‏ لأنّ العصیان وإن کان مُنتزَعاً عن الإقامة، لکن لا من حیث إنّها إقامة،‏‎ ‎‏بل من حیث إنّها مخالَفة للتکلیف بدون عذر، وإلاّ یلزم أن یکون المقیم مطلقاً ـ سواء‏‎ ‎‏کانت الإقامة محرّکة أم لا، وسواء کان ملتفتاً إلیٰ التکلیف أم لا، وسواء خالفَ بلا‏‎ ‎‏عذر أو مع العذر ـ قد ارتکب محرّماً ومعصیة، وهو کما تریٰ.‏

‏وما یقال : کلّ ما بالعَرض لابدّ وأن ینتهی إلیٰ ما بالذات، فالعصیان أمر‏‎ ‎‏عرضیّ لابدّ وأن ینتهی ویرجع إلیٰ ذاتیّ، وهو الإقامة، فهو صحیح، لکن ما بالعرض‏‎ ‎‏فیما نحن فیه یرجع إلیٰ حیثیّة المخالفة للحکم، لا إلیٰ ذات الإقامة.‏

وبالجملة :‏ ما ذکره من الأمثلة لیس من الترتُّب أصلاً.‏

وثالثاً :‏ لو فُرض أنّ الموضوع لوجوب الصوم هو العصیان، وفُرض تسلیم‏‎ ‎‏تأخُّر العصیان عن الأمر، فإمّا أن تکون الإقامة من الفجر إلیٰ الزوال، أو من الزوال‏‎ ‎‏إلیٰ الغروب، أو من ابتداء العشرة إلیٰ انتهائها، عصیاناً واحداً؛ بحیث یتوقّف تحقُّقه‏‎ ‎‏علیٰ مُضیّ تمام المدّة، وأنّه لو بقی من المدّة أقلّ قلیل لم یتحقّق العصیان، أو لا، بل‏‎ ‎‏الإقامة فیها فی کلّ آنٍ مفروضٍ معصیة واحدة :‏

‏فعلیٰ الأوّل : یلزم وجوب الصوم من الزوال إلیٰ الغروب فی المثال الأوّل، وبعد‏‎ ‎‏الغروب فی المثال الثانی، وبعد انقضاء العشرة فی الثالث، والکلّ کما تریٰ غیر واقع فی‏‎ ‎‏الشریعة، وذلک کلّه واضح؛ لأنّ الحکم إنّما یتحقّق ویصیر فعلیّاً إذا تحقّق الشرط‏‎ ‎‏والموضوع ـ أی العصیان، والمفروض أنّ تحقّقه یحتاج إلیٰ مُضیّ المدّة المذکورة.‏

‏وعلیٰ الثانی : فالموضوع والشرط : إمّا هو معصیة واحدة منها‏‎[3]‎‏، أو جمیع‏‎ ‎‏المعاصی فی المدّة الواقعة من الفجر إلیٰ الزوال، أو من الزوال إلی الغروب، أو إلیٰ‏‎ ‎‏انقضاء العشرة :‏

‏فعلیٰ الثانی الکلام فیه هو الکلام فی الأوّل طابق النعل بالنعل.‏


‎[[page 150]]‎‏وعلیٰ الأوّل : فالعصیان ـ کما عرفت ـ یحتاج فی تحقُّقه إلی مُضیّ مقدار من‏‎ ‎‏الوقت، فالمعصیة فی الآن الأوّل تتوقّف علیٰ مُضیّ ذلک الآن، فیلزم وجوب الصوم بعد‏‎ ‎‏ذلک الآن من الفجر، وهو ـ أیضاً ـ کما تریٰ.‏

ورابعاً :‏ قد عرفت أنّ الترتُّب إنّما هو فیما لو کان الأمران فی زمان واحد، وعلیٰ‏‎ ‎‏فرض کون الشرط هو العصیان یسقط الأمر بالأهمّ عند فعلیّة الأمر بالمهمّ.‏

‏مضافاً إلیٰ أنّ الأمثلة المذکورة ممّا یمکن الجمع فیها بین الحکمین فیها، والترتُّب‏‎ ‎‏لیس کذلک.‏

‏هذا إذا جعل العصیان الخارجیّ شرطاً للأمر بالمهمّ.‏

‏وأمّا إذا جعل الشرط هو العنوان المنتزع ـ کما إذا نهیٰ عن الإقامة، وقال: «إن‏‎ ‎‏کنت ممّن یعصی هذا الحکم، أو ممّن یقیم فی المدّة، وجب علیک الصوم» ـ فیرد علیه‏‎ ‎‏أنّ تلک الأمثلة دلیل علیٰ نقیض مطلوبه وعدم صحّة الترتُّب وعدم إمکانه؛ لأنّه لو‏‎ ‎‏کان ذلک ترتُّباً لزم إمّا أن لا تقع الإقامة مبغوضة، وإمّا أن لا یقع الصوم مطلوباً، کما‏‎ ‎‏صرّح ‏‏قدس سره‏‏ فی الأمرین المترتّبین : أنّهما بحیث لو أتیٰ بهما المکلّف علیٰ فرض المحال، لم‏‎ ‎‏یقعا علیٰ صفة المطلوبیّة‏‎[4]‎‏، وفی المثال حیث إنّ الأهمّ حکم تحریمیّ، والمهمّ المترتّب‏‎ ‎‏علیه حکم إیجابیّ، فبناء علیٰ ما ذکره لو أقام وصام لزم إمّا أن لا تقع الإقامة علیٰ‏‎ ‎‏صفة المبغوضیّة، ولم تکن محرّمة، أو لا یقع الصوم علیٰ صفة المطلوبیّة، ولا یکون‏‎ ‎‏واجباً، مع أنّه لا إشکال فی أنّ الإقامة وقعت فی الأمثلة مبغوضة، والصوم محبوباً،‏‎ ‎‏وهو دلیل علیٰ أنّ الأمثلة لیست من الترتُّب فی شیء.‏

‏وأمّا مسألة الخُمس فهی لیست من الترتُّب أصلاً؛ لأنّ موضوع الخُمس هو‏‎ ‎‏الغنیمة؛ لقوله تعالیٰ: ‏‏«‏وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ‏»‏‎[5]‎‏ الآیة، فکلّما‏‎ ‎
‎[[page 151]]‎‏تحقّقت الغنیمة یتحقّق وجوب الخمس فی آخر تلک السنة بشرائطه، غایة الأمر أنّه لو‏‎ ‎‏کان علیه دَیْن وأدّاه فی السنة، لا یجب خمسه؛ لانتفاء موضوعه ـ أی الغنیمة ـ ولیس‏‎ ‎‏وجوب الخمس فی الشریعة مترتّباً علیٰ عصیان الأمر بالأداء کما لایخفیٰ.‏

وقال المحقّق العراقی ‏قدس سره‏‏ فی المقام ما حاصله :‏‏ ما ذکره الاُصولیّون من‏‎ ‎‏الترتُّب ـ لتصحیح الأمرین المتعلّقین بالضدّین ـ فی غایة المتانة، ولا إشکال فیه،‏‎ ‎‏ولکن لا حاجة إلیه فی المقام؛ وذلک لأنّه لو فرض أنّ الأمرین متساویان فی الأهمیّة‏‎ ‎‏فلا یصحّ أن یقال: إنّ کلاًّ منهما مشروط بعصیان الآخر لأدائه إلیٰ الاستحالة، وهو‏‎ ‎‏تقدّم الشیء علیٰ نفسه؛ حیث إنّ العصیان متأخّر عن الأمر، والمشروط بالمتأخّر ـ‏‎ ‎‏أیضاً ـ متأخّر، فإذا فُرض أنّ کلّ واحد منهما مشروط بعصیان الآخر، لزم تقدّم کلٍّ‏‎ ‎‏منهما علیٰ الآخر وتأخّره عنه، ولیس کلّ واحد منهما مشروطاً بعدم الآخر أیضاً، لا‏‎ ‎‏لأجل ما ذُکر؛ فإنّ الاستحالة غیر لازمة له، ولا لأجل محذور آخر، وهو لزوم طلب‏‎ ‎‏الجمع بین الضدّین إذا ترکهما المکلّف کلیهما؛ حیث إنّ شرط کلٍّ منهما متحقّق؛ لأنّه لو‏‎ ‎‏أوجد أحدهما ینهدم موضوع الآخر وشرطه، فلا یلزم الاستحالة وطلب الجمع، بل‏‎ ‎‏عدم مشروطیّة کلٍّ منهما بعدم الآخر لعدم الداعی والباعث لجعل المطلق مشروطاً،‏‎ ‎‏مع إمکان إبقاء الطلبین علیٰ إطلاقهما، کما هو المفروض فیما نحن فیه، غایة الأمر أنّ‏‎ ‎‏العقل حاکم بتخییر المکلّف بینهما. هذا فی المهمّین.‏

‏وهکذا الکلام فیما إذا کان أحدهما أهمّ من الآخر، فإنّ عدم استلزام الطلبین‏‎ ‎‏اللّذین أحدهما أهمّ من الآخر للجمع بین طلب الضدّین إنّما هو لأجل أنّ اقتضاء‏‎ ‎‏الأمر بالمهمّ اقتضاء ناقص، واقتضاء الأمر بالأهمّ اقتضاء تامّ، وذلک فإنّ الأمر قد‏‎ ‎‏یقتضی سدّ باب جمیع الأعدام المتصوّرة المتوجّهة إلیٰ المأمور به، کالعدم من جهة‏‎ ‎‏الشرط أو وجود المانع أو وجود المُزاحم، وحینئذٍ فاقتضاؤه تامّ، وقد لا یقتضی سدّ‏‎ ‎‏جمیع الأعدام المتصوّرة بل بعضها، کالأمر بالمهمّ؛ حیث إنّه لا یقتضی سدّ العدم‏
‎[[page 152]]‎‏المتوجّه إلیه من ناحیة وجود المزاحم، وهو المأمور به بالأمر بالأهمّ، وحینئذٍ‏‎ ‎‏فالأمران کلاهما باقیان علیٰ إطلاقهما، ومع ذلک لا یلزم طلب الجمع بدون الاحتیاج‏‎ ‎‏إلیٰ جعل الأمر بالمهمّ مشروطاً بعصیان أمر الأهمّ‏‎[6]‎‏.‏

‏ثم استشکل علیٰ نفسه بما أورده صاحب الکفایة ‏‏قدس سره‏‏ـ کما أنّ المیرزا النائینی ‏‏قدس سره‏‎ ‎‏أیضاً أورد هذا الإشکال علیٰ نفسه، وهو أنّه وإن لا یلزم الجمع بین الطلبین فی مرتبة‏‎ ‎‏الأهمّ، ولا مطاردة بینهما فی هذه المرتبة، إلاّ أنّ المطاردة بینهما باقیة فی مرتبة الأمر‏‎ ‎‏بالمهمّ؛ بداهة فعلیّة الأمر بالمهمّ والأهمّ کلیهما فی تلک المرتبة، ولیس ذلک إلاّ طلباً‏‎ ‎‏للجمع بین الضدّین، وهو مُستحیل‏‎[7]‎‏ـ .‏

‏وأجاب عنه بما ذکره : من أنّ اقتضاء الأمر بالمهمّ اقتضاء ناقص لا یسدّ باب‏‎ ‎‏جمیع الأعدام المتوجّهة إلیه، فمع الأمر بالمهمّ لیس طلباً للجمع بینهما‏‎[8]‎‏.‏

وأجاب المیرزا النائینی ‏قدس سره‏‏ عن الإشکال :‏‏ بأنّ الأمر بالمهمّ مشروط بعصیان‏‎ ‎‏الأهم، فلیس طلباً للجمع بینهما‏‎[9]‎‏.‏

أقول :‏ جمیع ما ذکره ‏‏قدس سره‏‏ صحیح إلاّ ما ذکره فی مقام الجواب عن الإشکال،‏‎ ‎‏فإنّه إن أراد أنّ اقتضاء الأمر بالمهمّ ناقص مادام لم یسقط الأمر بالأهمّ بالعصیان، فإذا‏‎ ‎‏عصاه سقط أمره، وصار أمر المهمّ تامّاً، فهو خارج عن الترتُّب؛ لما عرفت من أنّ‏‎ ‎‏الأمرین فی الترتّب لابدّ أن یکونا فی زمان واحد، ودفع غائلة اجتماع الطلبین بالتقدّم‏‎ ‎‏والتأخّر الرتبیین، وما نحن فیه لیس کذلک.‏

‏وإن أراد أنّ اقتضاء الأمر بالمُهمّ یصیر تامّاً قبل سقوط الأمر بالأهمّ ولو‏
‎[[page 153]]‎‏آناً ما، فیلزم طلب الجمع بین الضدّین فی ذلک الآن بدون أن یترتّب أحدهما علیٰ‏‎ ‎‏الآخر، وهو محال.‏

‏ومن ذلک یظهر الجواب عمّا ذکره المحقّق النائینی ‏‏قدس سره‏‏ أیضاً.‏

ویظهر ـ أیضاً ـ فساد تقریب آخر ذکروه للترتُّب،‏ وحاصله : أنّ اقتضاء کلّ‏‎ ‎‏أمر إنّما هو فی مرتبة ذاته، لا فی مرتبة تأثیره ومعلوله، کما أنّ اقتضاء العلّة للمعلول‏‎ ‎‏إنّما هو فی مرتبة ذاتها، لا فی مرتبة المعلول، فاقتضاء الأمر بالأهمّ فی مرتبة ذاته لا فی‏‎ ‎‏مرتبة تأثیره، وکذلک اقتضاء الأمر بالمهمّ ـ أیضاً ـ فی مرتبة ذاته، وهی مرتبة تأثیر‏‎ ‎‏الأمر بالأهمّ، لا فی مرتبة ذات الأمر بالأهمّ، وحینئذٍ ففی مرتبة اقتضاء الأمر بالمهمّ‏‎ ‎‏لیس للأمر بالأهمّ اقتضاء، فیندفع غائلة طلب الضدّین.‏

وجوابه یظهر ممّا ذکرناه، وحاصله :‏ أنّه لا یخلو إمّا أن یبقیٰ الأمر بالأهمّ‏‎ ‎‏واقتضاؤه لأثره فی مرتبة اقتضاء الأمر بالمهمّ وحین فعلیّته، أو لا، بل یسقط الأمر‏‎ ‎‏بالأهمّ قبل اقتضاء الأمر بالمهمّ:‏

‏فعلیٰ الأوّل فهو لیس إلاّ طلباً للجمع بین الضدّین بدون التقدُّم والتأخُّر‏‎ ‎‏الرُّتبیّین، وهو محال.‏

‏وعلیٰ الثانی یخرج الفرض عن محطّ البحث؛ فإنّک قد عرفت غیر مرّة أنّ محطّه‏‎ ‎‏إنّما هو فیما إذا کان هناک أمران متعلّقان بالضدّین فی زمان واحد، وکان المهمّ منهما‏‎ ‎‏متأخّراً عن الآخر فی الرتبة، وإنّ ما ذکره لیس کذلک.‏

‏فانقدح من جمیع ما ذکرناه أنّ الإشکال الذی ذکره الشیخ البهائی فی المقام لا‏‎ ‎‏یندفع بالترتُّب فإن أمکن دفعه بما ذکرناه سابقاً فهو، وإلاّ فالإشکال باقٍ بحاله، فیلزم‏‎ ‎‏فساد الضدّ العبادیّ لو لم نقل بکفایة وجود الملاک فی صحّة العبادة وعدم احتیاجها‏‎ ‎‏إلی الأمر.‏

‎ ‎

‎[[page 154]]‎

  • )) اُنظر فوائد الاُصول 1 : 357 ـ 359 .
  • )) البقرة : 185 .
  • )) أی من المعاصی المفروضة فی کل آنٍ من آنات الإقامة.
  • )) اُنظر فوائد الاصول 1 : 363 .
  • )) الأنفال : 41 .
  • )) نهایة الأفکار 1 : 373، ومقالات الاُصول : 119 سطر 20 .
  • )) کفایة الاُصول : 166 ـ 167 .
  • )) اُنظر مقالات الاُصول 1 : 120 سطر 11، ونهایة الأفکار 1 : 375.
  • )) فوائد الاُصول 1 : 375 .

انتهای پیام /*