المقصد السادس فی الأمارات المعتبرة عقلاً أو شرعاً

المحذور الثالث: اجتماع الإرادة الوجوبیة والتحریمیة

کد : 149483 | تاریخ : 11/02/1394

المحذور الثالث: اجتماع الإرادة الوجوبیة والتحریمیة

‏ثمّ إنّه لا یخفی: أنّه قد أشرنا خلال ذکر المحذور الثانی ـ وهو لزوم اجتماع ‏‎ ‎‏الضدّین أو المثلین من التعبّد بالأمارة ـ إلی اجتماع الإرادة والکراهة، أو اجتماع ‏‎ ‎‏الحبّ والبغض، ونحو ذلک فی التعبّد بالأمارة الظنّیة، کما أشرنا إلی دفعها، فلا ‏‎ ‎‏یهمّنا التعرّض لها مستقلاً، فلاحظ المحذور الثانی ودفعه بدقّة وإمعان حتّی تظهر ‏‎ ‎‏لک حقیقة الحال.‏

فقد ظهر ‏وتحقّق ممّا ذکرنا: أنّه لا یکاد یصحّ الجمع بین الحکم الظاهری ‏‎ ‎‏والحکم الواقعی بما ذکره الأعلام والأساطین، رضوان الله‌ تعالی علیهم، وأنّ غایة ‏‎ ‎‏ما یمکن أن یجمع بینهما هو الذی اخترناه؛ من رفع الید عن الحکم الواقعی فی ‏‎ ‎‏الجملة، وهو فیما إذا قامت الأمارة علی خلافه، وبذلک یندفع ما قیل أو یمکن ‏‎ ‎‏أن یقال من المحاذیر المتقدّمة فی التعبّد بالأمارة الظنّیة، فیکون التعبّد بالأمارة ‏‎ ‎‏ممّا لم یرد دلیل علی امتناعه، فیکون التعبّد بها ممکناً بالإمکان العقلی ‏‎ ‎‏الاحتمالی، فحینئذٍ إن ورد ما ظاهره جواز التعبّد بخبر الثقة أو الظاهر مثلاً، ‏‎ ‎‏یجوز ـ بل یجب ـ الاتّکال علیه، ولا یقبل ولا یصحّ التقاعس عن ذلک عند ‏‎ ‎‏العرف والعقلاء بمجرّد احتمال امتناع التعبّد. هذا تمام الکلام فی المبحث الأوّل.‏

‎ ‎

‎[[page 167]]‎

‎ ‎

‎[[page 168]]‎

انتهای پیام /*