المقصد السادس فی الأمارات المعتبرة عقلاً أو شرعاً

الأوّل: فی جواز العمل بالأمارة أو الأصل مع التمکّن من العلم

کد : 149498 | تاریخ : 11/02/1394

‏ثمّ إنّه بقی أمران:‏

الأوّل: فی جواز العمل بالأمارة أو الأصل مع التمکّن من العلم 

‏لا یخفی: أنّه علی القول بتقدّم رتبة الامتثال التفصیلی علی الامتثال ‏‎ ‎‏الإجمالی، یقع الکلام فی جواز الامتثال والعمل علی طبق الأمارة أو الأصل مع ‏‎ ‎‏التمکّن والقدرة علی تحصیل العلم التفصیلی الوجدانی، ومعلوم أنّ الجواز وعدمه ‏‎ ‎‏یدور مدار دلیل اعتبار الأمارة أو الأصل؛ فإن کان مفاد دلیل اعتبار الأمارة ‏‎ ‎‏تنزیلها منزلة العلم الوجدانی، أو کان لها إطلاق یقتضی العمل بها ولو أمکن ‏‎ ‎‏تحصیل العلم الوجدانی، فیصحّ قیامها مقام العلم الوجدانی، وحیث تقدّم ویأتی ‏‎ ‎‏أنّه لم یکن للشارع أمارة تأسیسیة، بل إقرار وإمضاء للطریقة المألوفة بین ‏‎ ‎‏العقلاء فی نظامهم العائلی والاجتماعی، فهو المتبع سعة وضیقاً، ومعلوم أنّ ‏‎ ‎‏بناءهم استقرّ علی العمل بخبر الواحد، والظاهر، والید، وغیرها من الأمارات، ‏‎ ‎‏وترتیب الآثار علیها مع قدرتهم علی تحصیل العلم، فتراهم یعتنون بإخبار من ‏‎ ‎‏یکون ثقة فی النقل، ویرتّبون علیه ماله من الأثر مع إمکان العلم الوجدانی، بل ‏‎ ‎
‎[[page 115]]‎‏یعتنون بظاهر مکتوب مع إمکان العلم بالمراد، وهکذا.‏

‏نعم، فی مهامّ الاُمور ربما لا یعتنون بالأمارة مهما أمکن، بل یحتاطون فیها، ‏‎ ‎‏ولکنّه خارج عن محطّ البحث.‏

‏فإذن یکون العمل بالأمارة والامتثال الظنّی، فی عَرْض الامتثال العلمی ‏‎ ‎‏الوجدانی، ومقدّماً علی الامتثال الإجمالی.‏

وأمّا الأصل، ‏فظاهر أدلّة اعتبار الاستصحاب، أنّه مجعول فی مورد یمکن ‏‎ ‎‏تحصیل العلم الوجدانی فیه؛ حیث اعتنی فی صورة عروض الخفقة والخفقتین‏‎ ‎‏ـ مع سبق الطهارة ـ بالطهارة السابقة المتیقّنة، مع إمکان تحصیلها علماً بتجدید ‏‎ ‎‏الوضوء.‏

وکذا‏ دلیل اعتبار قاعدتی الفراغ والتجاوز؛ وهو ‏‏«‏کلّ ما شککت فیه ممّا قد ‎ ‎مضی فأمضه کما هو‏»‏‎[1]‎‏، فحکم بالمضیّ مع إمکان تحصیل العلم الوجدانی ‏‎ ‎‏بالوضوء والطهارة.‏

‏وهکذا غیرها من الاُصول.‏

‏وبالجملة: جعل الاستصحاب والفراغ والتجاوز وغیرها من الاُصول، فی ‏‎ ‎‏موارد یمکن تحصیل العلم الوجدانی فیها، فیکون اعتبار الاُصول ـ کاعتبار ‏‎ ‎‏الأمارات ـ فی عَرْض العلم الوجدانی، ومکافئاً له.‏

‎ ‎

‎[[page 116]]‎

  • . تقدّم فی الصفحة 89، الهامش 1.

انتهای پیام /*