المطلب السادس الأمارات المعتبرة عقلاًوشرعاً

آیة النبأ

کد : 149714 | تاریخ : 13/02/1394

آیة النبأ

‏ ‏

فمن الکتاب :‏ قوله تعالیٰ فی سورة الحجرات : ‏‏«‏إنْ جَاءَکُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ‎ ‎
‎[[page 159]]‎فَتَبَیَّنُوا‏»‏‎[1]‎‏ واستدلّ بها بوجوه :‏

الأوّل :‏ بمفهوم الشرط : فإنّ تعلیق وجوب التبیُّن فیها علیٰ مجیء الفاسق‏‎ ‎‏بالنبأ، یقتضی انتفاء الوجوب عند عدم مجیء الفاسق بالنبأ، فلو جاء عادل بنبأ فإمّا‏‎ ‎‏أن یجب ردّه بدون التبیّن وهو باطل؛ لأنّه یلزم أن یکون العادل أسوأ حالاً من‏‎ ‎‏الفاسق، وإمّا أن یُقبل منه بدون التبیُّن، وهو المطلوب‏‎[2]‎‏.‏

الثانی :‏ من جهة مفهوم الوصف : بأن یقال: ظاهر الآیة أنّ العلّة لوجوب‏‎ ‎‏التبیُّن هو وصف الفسق للمخبِر، لا وصف أنّه خبر واحد، وإلاّ کان الأولیٰ أن یُعلّل‏‎ ‎‏وجوب التبیُّن به؛ لأنّه ذاتیّ، وأسبق رتبةً من وصف الفسق‏‎[3]‎‏.‏

الثالث :‏ أنّ الظاهر من الآیة أنّ العلّة لوجوب التبیُّن هو وصف فسق الجائی‏‎ ‎‏بالنبأ للمناسبة العرفیّة بینهما، بخلاف خبر الواحد فإنّه لا تناسب بینه وبین وجوب‏‎ ‎‏التبیّن‏‎[4]‎‏.‏

‏هذه خلاصة الوجوه التی استدلّوا بهذا علیٰ حجّیّة خبر العادل.‏

أقول :‏ لابدّ أوّلاً من ملاحظة معنی الآیة وما یستفاد منها ؛ لیظهر الحال فی‏‎ ‎‏صحّة الاستدلال بها وسُقمه ، فنقول :‏

‏الظاهر بل المتبادر أن قوله تعالیٰ : ‏‏«‏فَتَبَیَّنُوا‏»‏‏ لیس هو جواب الشرط؛ لأنّ‏‎ ‎‏معناه: فتثبّتوا وتفحّصوا، واستظهِروا الواقع عند مجیء الفاسق بالنبأ، واتّبعوا علمکم،‏‎ ‎‏ولا تتّکلوا علیٰ خبر الفاسق، وحینئذٍ فالعمل بالعلم لا بالخبر، فهو کنایة عن‏‎ ‎‏الجواب، والجواب الحقیقی هو النهی عن الاعتناء بنبأ الفاسق، فکنّیٰ عنه بقوله:‏
‎[[page 160]]‎‏«‏فَتَبَیَّنُوا‏»‏‏وحینئذٍ فعلیٰ فرض ثبوت المفهوم لها لا تدلّ علیٰ جواز التعبّد بخبر‏‎ ‎‏الواحد مستقلاًّ، وحینئذٍ فیمکن أن یعتبر فی جواز العمل بخبر الواحد شروط اُخر؛‏‎ ‎‏وأنّ خبر العادل جزء الموضوع للتعبُّد به.‏

والحاصل :‏ أنّ الآیةَ الشریفة ـ علیٰ فرض ثبوت المفهوم للجملة الشرطیّة أو‏‎ ‎‏الوصفیّة ـ ساکتةٌ عن جواز العمل بخبر الواحد العادل مستقلاًّ؛ وأنّ خبر العادل تمام‏‎ ‎‏الموضوع لجواز التعبّد به.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 161]]‎

  • )) الحجرات (49) : 6 .
  • )) اُنظر معالم الدین : 190 سطر 7، الوافیة : 162 ـ 163 .
  • )) اُنظر المحصول 2 : 179، فرائد الاُصول : 71 ، فوائد الاُصول 3: 165 ـ 166.
  • )) المحصول 2 : 179 .

انتهای پیام /*