المطلب السادس الأمارات المعتبرة عقلاًوشرعاً

الفصل السادس فی مراتب الحکم

کد : 149756 | تاریخ : 13/02/1394

الفصل السادس فی مراتب الحکم

‏ ‏

‏ذکر المحقّق فی «الکفایة» ـ أیضاً ـ أنّ للتکلیف مراتب أربعاً:‏

الاُولیٰ :‏ مرتبة الاقتضاء؛ وهی مرتبة لحاظ المصالح والمفاسد.‏

الثانیة :‏ مرتبة الإنشاء؛ أی مرتبة الأمر والنهی.‏

الثالثة :‏ مرتبة الفعلیّة؛ وهی مرتبة إعلام المکلَّفین وإبلاغهم بالتکالیف‏‎ ‎‏المجعولة.‏

الرابعة :‏ مرتبة التنجّز، وتتحقّق بعد علم المکلَّف بها ومعرفته لها‏‎[1]‎‏.‏

‏لکن لا یخفیٰ ما فیه، فإنّ مرتبة الاقتضاء لیست من مراتب الحکم؛ لأنّه لیس‏‎ ‎‏فی هذه المرتبة حکم أصلاً، ولعلّ منشأ عدّ هذه من مراتب الحکم هو ما ذکره‏‎ ‎‏الفلاسفة من وجود المعلول فی مرتبة العلّة‏‎[2]‎‏، ولذا قال أرسطو‏‎[3]‎‏: إنّ العقل نفسٌ‏‎ ‎‏ساکن، والنفس عقل متحرّک، وإنّ العلّة حدّ تامّ للمعلول، والمعلول حدّ ناقص للعلّة،‏‎ ‎‏فالحکم المعلول للمصالح والمفاسد متحقّق فی مرتبتهما، ولکنّه لا یتمّ فیما نحن‏‎ ‎‏فیه، فإنّ المعلول إنّما یوجد فی مرتبة العلّة بنحو ما ذُکر فی العلّة الفاعلیّة، لا العلّة‏‎ ‎‏الغائیّة، والمصالح والمفاسد لیست علّة فاعلیّة یصدر عنها الحکم، بل الحکم إنّما‏‎ ‎‏یصدر عن الحاکم، والمصالح والمفاسد غایة لذلک.‏


‎[[page 19]]‎‏وأمّا مرتبة التنجّز فهی ـ أیضاً ـ لیست من مراتب الحکم، فإنّ علم المکلّف‏‎ ‎‏وجهله لا یوجبان تغیُّراً فی الحکم ومزید حالةٍ فیه؛ لتکون مرتبة اُخریٰ غیر المرتبة‏‎ ‎‏التی قبلها، بل العلم والجهل ممّا لهما دَخْل فی معذوریّة المکلّف وعدمها عند‏‎ ‎‏المخالفة، فلیس للحکم إلاّ مرتبتان:‏

مرتبة الإنشاء :‏ مثل ‏‏«‏أَوْفُوا بِالْعُقُودِ‏»‏‎[4]‎‏، و ‏‏«‏أَحَلَّ الله ُ الْبَیْعَ‏»‏‎[5]‎‏، ونحوهما‏‎ ‎‏ممّا له مُقیِّدات ومُخصِّصات تُذکر تدریجاً، واستُعمل اللفظ فی جمیع العقود بالإرادة‏‎ ‎‏الاستعمالیّة، لکنّه غیر مُراد بالإرادة الجدّیّة، ولیست هذه أحکاماً فعلیّة، وکما فی‏‎ ‎‏الأحکام الصادرة من الشارع المقدّس، لکن لم یأمر بإبلاغها لمصالح فیه، کنجاسة‏‎ ‎‏أهل الخلاف، کما ذکره صاحب الحدائق‏‎[6]‎‏، أو لمکانِ مفسدةٍ فی إبلاغها.‏

ومرتبة الفعلیّة :‏ کوجوب الصلاة ونحوها.‏

‎ ‎

‎[[page 20]]‎

  • )) کفایة الاُصول : 297، حاشیة فرائد الاُصول، المحقق الخراسانی : 36 سطر 4 .
  • )) الأسفار 2 : 212 و 394 .
  • )) اُنظر أثولوجیا أفلوطین عند العرب : 136، 196 .
  • )) المائدة (5) : 1 .
  • )) البقرة (2) : 275 .
  • )) الحدائق الناضرة 5 : 177 .

انتهای پیام /*