استدراک
استدرک سیّدنا الاُستاذ فی هذه الدورة أنّ ما ذکره شیخنا العلامة الأنصاریفی کون ظهر الإناء خارجاً عن محلّ الابتلاء وإن کان غیر وجیه لما أشرنا من أنّ الإناء الذی بین یدی الرجل لم یکن خارجاً عن محلّ ابتلائه، ومجرّد عدم استعمال ظهره لا یوجب خروجه عن محلّ الابتلاء.
إلا أنّه یمکن أن یقال: إنّ ظهر الإناء کبطن الإناء، وإن کان محلّ ابتلاء
[[page 206]]الشخص؛ ضرورة أنّ الإناء بطرفیه یکون بمرأی منه ومنظر له إلا أنّ بناء المشرّعة علی عدم الاحتراز عن مثل ذلک؛ فإنّه لو علم بوقوع نجس إمّا فی ثوبه أو فی ثوب رجل آخر لا یجب الاجتناب عن ثوبه، وکذا لو شکّ فی إصابة النجس فی هذا الإناء أو علی الأرض لا یجتنبون عن الإناء مع أنّ الأرض لو کانت نجسة لا یصحّ السجود علیه.
وبالجملة: فرق بین کون الطرف محلاً الابتلائه فعلاً کالإنائین الذین بین یدیه وبین أن یکون الطرف الآخر غیر مبتلی به فعلاً وإن کان ربما یبتلی به أحیاناً کالأرض.
وإن شئت قلت ـ کما اُفید ـ: إنّه لابدّ فی کون الشیء ممّا یبتلی به المکلّف دخوله إمّا فی مأکوله أو ملبوسه أو فی أحد تقلّباته الاُخری الواجبة أو المستحبّة علیه، کالتوضّئ والاغتسال والتطهیر ونحوها. ومن الواضح أنّ خارج الإناء لیس داخلاً فی واحد منها. نعم قد یبتلی المکلّف بملاقیه أحیاناً.
وبالجملة: عند عدم الابتلاء بأحد الطرفین فعلاً وإن لم یکن الخطاب بالاجتناب مستهجناً إلا أنّ بناء المتشرّعة علی عدم الاجتناب عن مثل ذلک، فتدبّر.
[[page 207]]