المرحلة الثالثة فی الاشتغال

حکم الترخیص فی بعض أطراف العلم الإجمالی

کد : 149922 | تاریخ : 16/02/1394

حکم الترخیص فی بعض أطراف العلم الإجمالی

‏یظهر من الشیخ الأعظم أعلی الله مقامه ـ ببالی أنّه قاله شیخنا العلامة ‏‎ ‎‏الحائری قدس سره أیضاً‏‎[1]‎‏ ـ ووافقه المحّق النائینی قدس سره‏‎[2]‎‏. ‏

‏ ‏‏أنّ الترخیص فی بعض أطراف العلم الإجمالی لا یمکن إلا مع جعل البدل ‏‎ ‎‏فی الطرف الآخر، فالترخیص فی بعض الأطراف یرجع إلی جعل الطرف الآخر ‏‎ ‎‏بدلاً عن الواقع‏‎[3]‎‏.‏

‏وفیه: أنّ جعل البدلیة لو لم یکن جزافیاً لابدّ وأن یکون لملاک، ولا ملاک ‏‎ ‎‏للبدلیة فی الطرف الآخر، فلو کان الطرف مباحاً فلیس فی ترکه ملاک البدلیة ‏‎ ‎‏حتّی یکون بدلاً عنه، وأسوء منه لو کان الطرف مستحبّاً فی الشبهة التحریمیة، أو ‏‎ ‎‏مکروهاً فی الشبهة الوجوبیة ولیس لترخیص الشارع سببیّة لحصول الملاک ‏‎ ‎‏لاسیّما بالنسبة إلی الطرف الآخر. ‏

‏فلو فرض دلیل علی الترخیص فلابدّ وأن یکون لمصلحة أقوی کالتسهیل، أو ‏‎ ‎‏مفسدة التضییق من غیر أن تمسّ کرامة الواقع وتغییره، فهو راجع إلی رفع الید ‏‎ ‎‏والغمض عن التکلیف الواقعی علی بعض الفروض لغرض أهمّ، کما هو الحال ‏‎ ‎‏فی العمل بالظواهر والطرق والأمارات وهو الشأن فی قاعدة الفراغ والتجاوز ‏‎ ‎‏والشکّ بعد المحلّ. ‏

‏ولا مانع من رفع الید عن تکلیف لمصالح أقوی من دون أن یکون لمتعلّق ‏‎ ‎
‎[[page 178]]‎‏الشیء مصلحة؛ لأنّ المصلحة أو المفسدة تارة یکون فی المتعلّق واُخری ‏‎ ‎‏لمصلحة أو مفسدة خارجیة؛ لأنّ نجاسة الکفّار لعلّها لیست لقذارة فی أنفسهم، ‏‎ ‎‏بل لمصالح خارجیة ومقاصد دینیة. ‏

‏وبالجملة: وزان الترخیص فی أطراف المعلوم بالإجمال ـ لو فرض ـ یکون ‏‎ ‎‏وزان العمل بالطرق والأمارات لمصالح اُخر أهمّ من حفظ الواقع فی هذا الحال، ‏‎ ‎‏والذی یسهّل الخطب عدم شاهد للبدلیة فی الأخبار.‏

‎ ‎

‎[[page 179]]‎

  • . درر الفوائد، المحقق الحائری: 457.
  • . فوائد الاُصول 4: 35.
  • . فرائد الاُصول، ضمن تراث الشیخ الأعظم 25: 204.

انتهای پیام /*