تنبیهات البراءة

الجهة الخامسة: هل یکون لأخبار الباب إطلاق؟

کد : 149967 | تاریخ : 16/02/1394

الجهة الخامسة: هل یکون لأخبار الباب إطلاق؟

‏أنّه هل یکون لأخبار الباب إطلاق یشمل مطلق البلوغ أو السماع وإن لم یکن ‏‎ ‎‏بطریق عقلائی، حتّی یعمّ مطلق الخبر وإن کان مکتوباً علی ظهر ورقة مطروحة ‏‎ ‎‏فی البیت أو المکتبة، أو خصوص ما وصل بطریق متعارف عقلائی؟‏

‏أقول: إنّ العنوان المأخوذ فی أخبار الباب کما أشرنا علی نحوین:‏

‏أحدهما: عنوان البلوغ، کما هو عنوان الأکثر منها.‏

‏والثانی: عنوان السماع کما فی روایة هشام بن سالم، وبینهما فرق من جهة أنّ ‏‎ ‎‏عنوان البلوغ إنّما یصدق إذا وصل بطریق متعارف، وذلک فیما إذا اطمئنّ أو ‏‎ ‎‏اعتقد أنّه قاله رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فإذا أخبر وهب بن وهب أکذب البریّة ومن یحذو ‏‎ ‎‏حذوه بخبر، فخبره وإن کان محتمل الصدق، إلا أنّه لا یصدق علیه أنّه وصل ‏‎ ‎‏إلیه من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.‏

‏وبالجملة: الظاهر من عنوان البلوغ هو البلوغ والوصول علی النحو المتعارف، ‏‎ ‎‏فیشکل شمول أخبار من بلغ للخبر الضعیف، بل لابدّ وأن یکون واجداً لشرائط ‏‎ ‎‏الحجّیة والاعتبار عند العقلاء.‏


‎[[page 54]]‎‏فعلی هذا فغایة ما تقتضیه أخبار الباب هی أنّه عند قیام الخبر المعتبر علی ‏‎ ‎‏الثواب یثاب علیه وإن لم یطابق الخبر للواقع.‏

‏وأمّا عنوان السماع فهو وإن لم یشمل ما إذا شوهد خبر لا واقع له، ولابدّ من ‏‎ ‎‏أخذ مصاحبه بقراءة ذلک الخبر علیه حتّی یستمع ویتحقّق عنوان السماع، إلا أنّ ‏‎ ‎‏نطاق دائرته أوسع من نطاق دائرة البلوغ؛ لأنّ البلوغ کما أشرنا یشعر بالواقع ‏‎ ‎‏الواصل بأن کان هناک شیء واقع وصل إلیه دون السماع. فیکون لعنوان السماع ‏‎ ‎‏إطلاق یشمل إخبار کلّ أحد لم یعلم کذبه، فیشمل ضعاف الأخبار أیضاً.‏

‏وقد أشرنا أنّ عنوان السماع مأخوذ فی صحیحة هشام بن سالم، فیکفی ‏‎ ‎‏ویصحّ الاستناد إلیها فی إدخال الخبر الضعیف فی أخبار الباب.‏

‏وإیّاک أن تفهم منها أنّه لابدّ فی ذلک من قراءة شخص خبراً وسماع الآخر ‏‎ ‎‏إیّاه لیصدق عنوان السماع؛ لعدم خصوصیة لذلک، بل یفهم من ذلک ولو بإلغاء ‏‎ ‎‏الخصوصیة، أنّ المراد نقله عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم ولو بصورة الکتابة، والتعبیر بالسماع ‏‎ ‎‏لأجل تعارفه فی ذلک الزمان.‏

‎ ‎

‎[[page 55]]‎

انتهای پیام /*