الخاتمة فی الاجتهاد والتقلید

حال الفتوی المستندة إلی الأمارات الشرعیّة

کد : 150102 | تاریخ : 17/02/1394

حال الفتوی المستندة إلی الأمارات الشرعیّة

‏ ‏

‏الثالثة : ما لو کان المستند فی فتواه الاُولی أمارة شرعیّة تأسیسیّة من الشارع،‏‎ ‎‏ولسان الدلیل الدالّ علیها لسان الکاشفیّة والطریقیّة إلی الواقع، کما لو فرض أنّ‏‎ ‎‏حجّیّة خبر الواحد کذلک، ثمّ ظهر الخلاف بالقطع، فمقتضی القاعدة أیضاً عدم‏‎ ‎‏الإجزاء، فإنّ المفروض أنّ اعتبارها شرعاً إنّما هو لأجل أنّها طریق إلی الواقع، جعلها‏
‎[[page 691]]‎‏تسهیلاً علی المکلّفین؛ لأنّ إیجاب الاحتیاط موجب للعسر والحرج واختلال النظام،‏‎ ‎‏وهی لا تغیّر الواقع عمّا هو علیه، بل هو باقٍ بحاله، فمع حصول القطع بکذبها، یعلم‏‎ ‎‏بقاء المأمور به بحاله لم یتغیّر عمّا هو علیه فی الواقع، فوجبت الإعادة أو القضاء‏‎ ‎‏والإتیان بالمأمور به الواقعی، نعم هی عذر للمکلّف مالم یقطع بالخلاف، وأمّا مع‏‎ ‎‏انکشاف الخلاف فلا.‏

هذا،‏ ولکن استدلّ للإجزاء فی هاتین الصورتین بوجوه :‏

الوجه الأوّل :‏ أنّ إمضاء الشارع للأمارة العقلائیّة، أو جعله لها حجّة تأسیساً،‏‎ ‎‏یستلزم عدم مطلوبیّة الأحکام الواقعیّة علی کلّ حال للشارع، وعدم تعلّق إرادته‏‎ ‎‏الجدّیّة بها کذلک، وإلاّ لم یصحّ جعلها أو إمضاؤها، مع أنّها ربّما لا تصادف الواقع، بل‏‎ ‎‏یلزم إیجاب الاحتیاط حینئذٍ لحفظ الواقع؛ ولو أوجب العسر والحرج الشدیدین‏‎ ‎‏واختلال النظام، فجعل الشارع لأمارة، أو إمضاءه بناء العقلاء علی العمل بها، یستلزم‏‎ ‎‏رفع الید عن الأحکام الواقعیّة عند عدم إصابة الأمارة للواقع وعدم جزئیّة الجزء أو‏‎ ‎‏الشرط، مع قیام الأمارة علی عدمها، فصلّی کذلک، ثمّ انکشف الخلاف، وهو المراد من‏‎ ‎‏الإجزاء، بخلاف ما لو کان مستند الحکم الأوّل هو القطع؛ حیث إنّه لایتصرّف فیه‏‎ ‎‏الشارع، ولا یمکنه الردع عن الجری العملی علی طبقه.‏

أقول :‏ المرجع فی المقام هو نظر الموالی العرفیّة فی أوامرهم التأسیسیّة أو‏‎ ‎‏الإمضائیّة، ولاریب فی أنّ حجّیّة الأمارات عندهم، إنّما هی لضعف احتمال الخلاف‏‎ ‎‏فیها وإلغائه وعدم الالتفات إلیه، وأنّ مؤدّاها عندهم هو الواقع، فمع ظهور الخلاف‏‎ ‎‏وعدم موافقتها للواقع، لایُجزی المأتیّ به علی طبقها عن الواقع، ومسلک الشارع أیضاً‏‎ ‎‏هذا المسلک فی الأمارات التأسیسیّة والإمضائیّة، فإنّ الواقعیّات مطلوبة للشارع‏‎ ‎‏ومرادة له جدّاً، لکن حیث إنّه عارضت المصلحةَ الواقعیّة مفسدةُ إیجاب الاحتیاط،‏‎ ‎‏أوجب العمل بالأمارة لا الاحتیاط؛ لغلبة مطابقتها للواقع، فالحکم الواقعی باقٍ علی‏
‎[[page 692]]‎‏مطلوبیّته له فی صورة المخالفة أیضاً، لکن یلزم رفع الید عنها فی هذه الصورة؛ فی تلک‏‎ ‎‏الحال حیث إنّه لا سبیل له سوی ذلک، نظیر رفع الید عن وجوب إنقاذ أحد الغریقین،‏‎ ‎‏مع بقاء مطلوبیّته وبقاء مصلحته؛ حیث لا محیص عنه، ولذا لو تمکّن بعد ذلک من‏‎ ‎‏إنقاذه وجب، ومقتضی ذلک هو وجوب الإعادة أو القضاء؛ والإتیان بالتکلیف‏‎ ‎‏الواقعی عند انکشاف الخلاف.‏

الوجه الثانی :‏ أنّ الظاهر من الأدلّة الدالّة علی اعتبار الأمارات ـ تأسیساً أو‏‎ ‎‏إمضاءً ـ هو الإجزاء، فإنّ لسانها کلسان أدلّة الاُصول، فکما أنّ مفاد أدلّة الاُصول هو‏‎ ‎‏ترتیب آثار الطهارة والحلّیّة علی مؤدّاها، کذلک أدلّة اعتبار الأمارات، فإنّ إیجاب‏‎ ‎‏العمل بها وإن کان طریقیّاً، لکن مرجعه إلی إیجاب المعاملة معها معاملة الواقع، وأنّ‏‎ ‎‏کیفیة العمل بالعبادة هو ما أدّت إلیه الأمارة، فلو قامت الأمارة المعتبرة علی عدم‏‎ ‎‏مانعیّة لبس غیر المأکول لحمه، فمرجع إیجاب العمل بها عدم مانعیّة ذلک فی الصلاة‏‎ ‎‏واقعاً تعبّداً، وأنّ الصلاة معه مصداق تعبّدیّ لها.‏

أقول :‏ لو فرض ورود دلیل تعبّدیّ شرعیّ دالّ علی إیجاب العمل بأمارة ـ مثل‏‎ ‎‏خبر الثقة ـ مثلاً تأسیساً، فالمتبادر منه ـ فی المحیط الذی لایکون اعتباره فیه، إلاّ‏‎ ‎‏لأجل أنّه کاشف عن الواقع ولو کشفاً ناقصاً ـ هو أنّ اعتباره وإیجاب العمل به من‏‎ ‎‏الشارع، إنّما هو لجهة کشفه عن الواقع وحیثیّة طریقیّته إلیه، لأجل تحصیله، لا أنّه‏‎ ‎‏تصرّفٌ فی الواقع وتبدیل له عمّا هو علیه، أو لأنّه تعبّد محض، وحینئذٍ فمع کشف‏‎ ‎‏الخلاف فالواقع باقٍ علی ما هو علیه، ومقتضاه الإعادة أو القضاء ووجوب الإتیان به،‏‎ ‎‏وهو المراد من عدم الإجزاء فی المقام. هذا بحسب الفرض.‏

لکن تقدّم مراراً :‏ أنّه لیس فی الأدلّة الشرعیّة والأخبار، ما یدلّ علی حجّیّة‏‎ ‎‏مثل خبر الواحد تأسیساً، بل لیس مفادها إلاّ إمضاء طریقة العقلاء وبنائهم علی‏‎ ‎‏العمل به، وأنّ مثل قوله ‏‏علیهم السلام‏‏: «فلان ثقة» لایدلّ علی التأسیس، وآیة النبأ وأمثالها‏
‎[[page 693]]‎‏ردع عن العمل بخبر الفاسق، ولا تدلّ علی إیجاب العمل بخبر العادل.‏

‏نعم قد وقع فی الشریعة المقدّسة بعض التحدیدات فی بنائهم، مثل اعتبار التعدّد‏‎ ‎‏فی الموضوعات، لکنّه أمر آخر.‏

الوجه الثالث :‏ ما أفاده شیخنا الاُستاذ الحائری ‏‏قدس سره‏‏، وحاصله : أنّ الأحکام‏‎ ‎‏الشرعیّة علی ثلاثة أقسام:‏

الأوّل :‏ ما یکون تحقّقه بالإنشاء بالأمر أو النهی.‏

الثانی :‏ الأحکام الواقعیّة التی کشف عنها الشارع، کالطهارة والنجاسة.‏

الثالث :‏ الأحکام العقلائیّة التی أمضاها الشارع، کالبیع والصلح ونحوهما.‏

‏فلو تبدّل رأی المجتهد فی أحد الأوّلین بقیام أمارة علیه، ثمّ انکشف الخلاف،‏‎ ‎‏فمقتضی القاعدة عدم الإجزاء؛ حیث إنّ للحکم الشرعی واقعاً محفوظاً ـ وإن کانت‏‎ ‎‏واقعیّته بنفس الإنشاء ـ وهو باقٍ لم یأتِ به بعد، فلا وجه للإجزاء حینئذٍ.‏

‏وأمّا القسم الثالث : فهو أیضاً علی قسمین : قسم له واقع محفوظ أیضاً، کما لو‏‎ ‎‏قلنا: إنّ للبیع والنکاح واقعاً محفوظاً لایتغیّر، فهو کذلک ومقتضی القاعدة فیه عدم‏‎ ‎‏الإجزاء.‏

وأمّا لو قلنا :‏ إنّ الأسباب العقلائیّة غیر مستقلّة فی التأثیر، بل هی جزء‏‎ ‎‏السبب، والجزء الآخر المتمّم للسبب هو إمضاء الشارع لها، نظیر إجازة المالک فی البیع‏‎ ‎‏الفضولی، فمقتضی القاعدة فیه هو الإجزاء؛ وذلک لأنّ المفروض صحّة اجتهاده علی ‏‎ ‎‏طبق الموازین الشرعیّة، ولم یتبیّن خطأه فیه بعد، لکن بعد الظفر بأمارة علی الخلاف‏‎ ‎‏ـ من باب الاتّفاق فی غیر مظانّها مثلاً ـ تبدّل الموضوع إلی موضوع آخر، والحکم‏‎ ‎‏الظاهری وإن کان طریقاً محضاً إلی الواقع بتنزیل مؤدّی الأمارة منزلة الواقع، لکن‏‎ ‎‏تنزیل الشارع مؤدّاها منزلة الواقع حقیقیّ واقعیّ، مع عدم کون مؤدّی الأمارة حقیقیّاً.‏

وبالجملة :‏ هنا أمران :‏


‎[[page 694]]‎أحدهما :‏ قول زرارة ـ مثلاً ـ الذی هو مؤدّی الأمارة.‏

ثانیهما :‏ قول الشارع بتنزیل الشارع له منزلة الواقع.‏

‏والثانی حکم حقیقیّ، والأوّل تنزیلیّ، والذی تبیّن خطأُه هو الأوّل لا الثانی،‏‎ ‎‏وبالثانی نقول بالإجزاء ونفوذ المعاملة؛ لأنّ نفوذها غیر مقیّد بزمان خاصّ، ولا‏‎ ‎‏یحتاج فی بقائها إلی سبب آخر، بل یکفی السبب الأوّل، نظیر حصول الطهارة بوضوء‏‎ ‎‏الجبیرة؛ حیث إنّها لیست مقیّدة بزمان وما دام العذر.‏

فإن قلت :‏ إنّ تلک الإجازة مقرونة بالردّ؛ لأنّ المفروض أنّ الأمارة الثانیة‏‎ ‎‏أقوی من الاُولی ، فهی ردع عن بناء العقلاء، والإجازة المقرونة بالردّ غیر مؤثّرة.‏

قلت :‏ لانسلّم الردع عنها، فإنّه لو أفتی المجتهد أوّلاً بجواز العقد بالفارسیّة؛‏‎ ‎‏بالاجتهاد الصحیح علی طبق الموازین الشرعیّة؛ لأمارة قائمة علیه، ثمّ تبدّل رأیه إلی‏‎ ‎‏اعتبار العربیّة لأمارة اُخری دالّة علیه، ظفر بها فی غیر مظانّها، راجحة علی الاُولی‏‎ ‎‏بحسب القواعد الاجتهادیّة، فلا تنافی بین الأمارتین؛ حیث إنّ مفادَ هذه اعتبارُ العربیّة‏‎ ‎‏فی ذات العقد مع قطع النظر عن الطوارئ، لا بطلان العقد بالفارسیّة مطلقاً، ومفاد‏‎ ‎‏الأمارة الاُولی عدم اعتبار العربیّة فیه مع الطوارئ ، وهی فی صورة الشکّ فی‏‎ ‎‏الاعتبار، ولا تنافی بینهما، وحینئذٍ ففی الشرع عقدان: حقیقیّ، وهو الذی اعتبرت فیه‏‎ ‎‏العربیّة بحسب الحکم الواقعی الأوّلی، وعقد لایعتبر فیه ذلک بحسب الحکم الظاهری،‏‎ ‎‏وکلّ واحد منهما مؤثّر فی النقل والانتقال.‏

فإن قلت :‏ هذا نظیر العقد الفضولی لو أمضاه غیر مالکه بتخیّل أنّه المالک، ثمّ‏‎ ‎‏بان أنّه غیره، فکما أنّه لایمکن أن یقال بتأثیر هذا الإمضاء، کذلک العقد بالفارسیّة‏‎ ‎‏بالاجتهاد الأوّل الذی تبیّن خطأُه.‏

قلت :‏ هذا خروج عن موضوع البحث؛ لأنّ المفروض أنّ الاجتهاد الأوّل کان‏‎ ‎‏صحیحاً تامّاً علی طبق الموازین الاجتهادیّة، ولم یتبیّن خطاؤه فیه، بل تبدّل‏
‎[[page 695]]‎‏الموضوع إلی موضوع آخر بعد ظفره بالدلیل علی الخلاف، فالاجتهاد الأوّل أیضاً‏‎ ‎‏صواب‏‎[1]‎‏. انتهی.‏

أقول :‏ وقع الخلط فی کلامه ‏‏قدس سره‏‏ بین المعذوریّة وعدمها وبین الخطأ والصواب،‏‎ ‎‏فإنّ المفروض أنّه تبیّن خطأُه فی الاجتهاد الأوّل، بعد الظفر علی الدلیل علی الخلاف‏‎ ‎‏وإن کان معذوراً فیه؛ لأنّ المفروض أنّه جدَّ واجتهد واستفرغ وسعه، وأنّ الظفر‏‎ ‎‏بالدلیل علی خلاف العادة، ولم یکن مقصّراً فی الاجتهاد الأوّل، وهذا لاینافی‏‎ ‎‏معذوریّته فی خطأه فی الواقع، وحینئذٍ نقول: إنّ المفروض صحّة اجتهاده السابق علی ‏‎ ‎‏طبق الموازین الاجتهادیّة، لکن حجّیّته إنّما هی لأجل بناء العقلاء، وإمضاء الشارع له‏‎ ‎‏أیضاً إنّما هو لأجل أنّه کاشف عن الواقع وطریق إلیه، فالأمر بالعمل به حقیقیّ، لکنّه‏‎ ‎‏طریقیّ، لا أنّه مطلوب نفسیّ، وبعدما کشف الخلاف ـ وعدم الأمر به واقعاً، بل تخیّل‏‎ ‎‏أنّه مأمور به ـ فلا أمر حتّی یُبحث عن اقتضائه الإجزاء وعدمه، فلا الاجتهاد السابق‏‎ ‎‏موافق للواقع، ولا الأمر بالأخذ بمؤدّاه.‏

‏فالظاهر أنّ ما أفاده ‏‏قدس سره‏‏ ناشٍ عن الخلط بین المعذوریّة والصواب.‏

الوجه الرابع :‏ تفصیل آخر نسب إلی السیّد الجلیل صاحب العروة الوثقی ،‏‎ ‎‏وربّما یظهر من «الفصول» المیل إلیه‏‎[2]‎‏، وهو التفصیل بین ما لو کان الاجتهاد الأوّل‏‎ ‎‏ظنّیّاً مستنداً إلی الأمارات، ثمّ تبدّل رأیه بالاجتهاد الظنّی، وبین ما لو تبدّل بالقطع‏‎ ‎‏بالخلاف؛ بعدم الإجزاء فی الثانی والإجزاء فی الأوّل:‏

‏أمّا عدم الإجزاء فی الثانی فلتبیّن خطأُه وبقاء الواقع عمّا هو علیه فوجب‏‎ ‎‏امتثاله.‏

‏وأمّا الإجزاء فی الأوّل فلعدم الترجیح بین الاجتهادین؛ حیث إنّ کلّ واحد‏
‎[[page 696]]‎‏منهما ظنّیّ، ولأنّه لا تأثیر للاجتهاد الثانی فیما قبله من الأعمال، بل المؤثّر فیها هو‏‎ ‎‏الاجتهاد الأوّل‏‎[3]‎‏.‏

‏وأورد علیه ‏‏قدس سره‏‏ أکثر من تأخّر عنه ممّن تعرّض لما ذکره، والإیراد علیه فی محلّه؛‏‎ ‎‏لأنّ المفروض ظهور خطأه فی الاجتهاد الأوّل؛ وتبیّن عدم موافقته للواقع بحسب‏‎ ‎‏الاجتهاد الثانی، فلو کان رأیه السابق جواز الصلاة فی وَبَر ما لا یؤکل لحمه، وصلّی‏‎ ‎‏فیه، ورأیه اللاّحق عدمه، مع فرض ظهور خطأه فی الاجتهاد الأوّل؛ لظفره بأمارة‏‎ ‎‏معتبرة علیه، فمفاد هذه الروایة ومقتضاها فساد الصلاة المذکورة بنحو الإطلاق؛ من‏‎ ‎‏دون اختصاصه بزمان دون زمان، فهو معذور فی اجتهاده الأوّل؛ لأنّ المفروض أنّه‏‎ ‎‏بذل تمام جهده فیه، لکن تبیّن خطأُه فیه من الأوّل، فلولا ترجیح لأحد الاجتهادین‏‎ ‎‏علی الآخر للزم جواز العمل علی طبق اجتهاده الأوّل فی الأعمال اللاّحقة أیضاً،‏‎ ‎‏وهو ‏‏قدس سره‏‏ لایلتزم به، فالحکم بتعیّن العمل علی وفق الاجتهاد الثانی، إنّما هو لأجل‏‎ ‎‏بطلان اجتهاده الأوّل وفساده.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 697]]‎

  • )) البیع ، الشیخ الأراکی 2 : 433 ـ 435 .
  • )) الفصول الغرویّة : 409 سطر 10 .
  • )) حاشیة المکاسب ، السیّد الیزدی : 93 سطر 5 ـ 9 ، مبحث الإیجاب والقبول .

انتهای پیام /*