الخاتمة فی الاجتهاد والتقلید

هل ترجیح قول الأفضل لزومیّ أم لا ؟

کد : 150124 | تاریخ : 17/02/1394

هل ترجیح قول الأفضل لزومیّ أم لا ؟

‏ ‏

‏نعم، یبقی فی المقام أمر؛ وهوأنّه هل تقدّم فتوی الأفضل بنحو الإلزام؛ بأن یُقال:‏‎ ‎‏إنّ نظر الأفضل وفتواه کاشف عن خطأ الآخر فی فتواه و علی عدم أماریّتها، دون‏
‎[[page 628]]‎‏العکس، أو أنّه بنحو الاستحسان لا الحتم؟‏

‏الظاهر هو الثانی، کما یظهر ذلک من التصفّح والتأمّل فی مبانی العقلاء فی موارد‏‎ ‎‏رجوعهم إلی أرباب الصناعات، فإنّ الرجوع إلی الأعلم ـ مع الإمکان وعدم العسر‏‎ ‎‏والحرج ـ أمر مستحسن عندهم لا حتمیّ، وأمّا مع تعذّر الرجوع إلی الأعلم وإن لم‏‎ ‎‏یکن من الأعذار العقلائیّة، فلاریب فی رجوعهم إلی غیر الأفضل، فالرجوع إلی‏‎ ‎‏الأفضل من باب الاحتیاط ومستحسن عندهم، لا أنّه متعیّن ومتحتّم، لکنّه إنّما هو فیما‏‎ ‎‏إذا لم یحتمل مخالفتهما فی الرأی احتمالاً معتدّاً به؛ لإلغاء احتمال الخلاف فی فتوی کلّ‏‎ ‎‏واحد من الأعلم وغیر الأعلم حینئذٍ، وأمّا مع الاحتمال العقلائی فی مخالفة فتواه لفتوی‏‎ ‎‏الأعلم أو العلم الإجمالی بذلک، فالرجوع إلی الأعلم متعیّن عندهم؛ لأنّه لایجتمع إلغاءُ‏‎ ‎‏احتمال الخلاف بالفعل فی فتواهما مع العلم الإجمالی بالمخالفة بین قولیهما، بل ومع‏‎ ‎‏الاحتمال أیضاً إذا کان عقلائیّاً، ففی الموارد التی یتراءی منها من رجوعهم إلی غیر‏‎ ‎‏الأعلم ؛ مع التمکّن من الرجوع إلی الأعلم ، لابدّ أن یکون لأجل عدم حصول‏‎ ‎‏الاحتمال العقلائی بمخالفتهما فی الفتوی ، فضلاً عن العلم الإجمالی بها.‏

‏نعم العلم الإجمالی بذلک فی فتاوی غیر محصورة، لایمنع من الرجوع إلی غیر‏‎ ‎‏الأعلم.‏

فالحاصل :‏ أنّ مقتضی القواعد هو تعیّن الرجوع إلی الأعلم مع العلم بالمخالفة‏‎ ‎‏بین فتواهما ولو إجمالاً، بل ومع احتمالها إذا کان له منشأ عقلائی. هذا کلّه بحسب‏‎ ‎‏الأصل الأوّلی.‏

‎ ‎

‎[[page 629]]‎

انتهای پیام /*