عقــد البیع وشرائطه

أدلّة القول بالفرق بینهما

کد : 150771 | تاریخ : 25/02/1394

أدلّة القول بالفرق بینهما 

‏ ‏

‏قد یقال بالفرق، واستدلّ علیه بوجوه :‏

الأوّل :‏ انصراف أدلّة نفوذ العقود إلی العقدی منها‏‎[1]‎‏.‏

‏وهذا الاستدلال قد تقدّم فی بحث المعاطاة، وقلنا : إنّه لو تمّ الانصراف‏‎ ‎‏فلابدِّمن الانصراف إلی المعاطاتی منها، فإنّها المتعارف فی العقود، ولکنّ‏‎ ‎‏الانصراف ممنوع‏‎[2]‎‏.‏

الثانی :‏ انصراف أدلّة نفوذ الفضولی إلی العقدی منه‏‎[3]‎‏.‏

‏وفیه مضافاً إلی ما سبق فی الوجه الأوّل: أنّ الفضولی علی وفق القاعدة،‏‎ ‎‏فلانحتاج فی نفوذه إلی التمسّک بالأدلّة الخاصّة؛ حتّی یدّعی الانصراف فیها.‏

الثالث :‏ ماذکره الشیخ ‏‏رحمه الله‏‏ وأجاب عنه : وهو أنّ التعاطی فی الفضولی محرّم،‏‎ ‎‏وهذا منافٍ لنفوذه‏‎[4]‎‏.‏

‏وقد مرّ هذا الإشکال فی مطلق الفضولی، وأجبنا عنه بالمنع صغری‏‎ ‎‏وکبری‏‎[5]‎‏، ولکن منع الصغری لایأتی هنا فإنّ القبض والإقباض تصرّف کما‏‎ ‎‏لایخفی، لکن ما ذکرنا فی منع الکبری، وهو عدم دلالة النهی علی الفساد، وأنّ‏
‎[[page 476]]‎‏متعلّق النهی التصرّف ومتعلّق النفوذ العقد، فیدخل فی مسألة الاجتماع، وأنّ متعلّق‏‎ ‎‏النهی ـ قبل الوجود والنفوذ ـ راجع إلی ما بعد الوجود، یأتی هنا، کما هو ظاهر.‏

‏ولکن لایخفی ما فی جواب الشیخ ‏‏رحمه الله‏‏ أخیراً: من أنّ النهی یقتضی عدم‏‎ ‎‏النفوذ مستقلاًّ، وأمّا بنحو جزء المؤثّر فلا‏‎[6]‎‏.‏

الرابع :‏ ما ذکره المحقّق النائینی ‏‏رحمه الله‏‏ : وهو أنّه أمّا علی الإباحة فلأنّ الإباحة‏‎ ‎‏المؤثّرة هی التسلیط المالکی، لا تسلیط غیره، وأجازةُ المالک تسلیطَ الغیر هی‏‎ ‎‏بنفسها مؤثّرة، لا لکونها إجازة لإباحة الغیر؛ لأنّ العقود الإذنیّة والاُمور المتقوّمة‏‎ ‎‏برضا المالک، لا تتوقّف علی سبب خاصّ، فإجازة الإباحة هی بنفسها إباحة، ومحلّ‏‎ ‎‏النزاع فی الفضولی هو ما کانت الإجازة قابلة للنزاع فی الکشف والنقل فیها.‏

‏وأمّا بناء علی الملک فلأنّ الفعل الواقع من الفضولی ، لایعنون إلاّ بعنوان‏‎ ‎‏الإعطاء والتبدیل المکانی، وأمّا تبدیل طرف الإضافة، فمصداقه: إمّا إیجاد المادّة‏‎ ‎‏بالهیئة، وإمّا فعل المالک، فإنّه حیث یقع فی مقام البیع أو الشراء، یعنون بالعنوان‏‎ ‎‏الثانوی بتبدیل طرف الإضافة، والفرق بینه وبین القول: هو أنّه یمکن انفکاک حاصل‏‎ ‎‏المصدر من المصدر فی الإنشاء القولی، فإذا أجاز المالک وأسنده إلی نفسه وقع له،‏‎ ‎‏وأمّا الفعل فاسم المصدر منه لاینفکّ عن مصدره؛ بمعنی أنّه لیس للإعطاء اسم‏‎ ‎‏مصدر غیر العطاء، وهذا لاینفکّ عنه، وبإجازة المالک لاینقلب عمّا وقع علیه‏‎[7]‎‏.‏‎ ‎‏انتهی موضع الحاجة من کلامه.‏

‏ ‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 477]]‎

  • )) اُنظر منیة الطالب 1 : 64 ـ 65 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 32 .
  • )) اُنظر حاشیة المکاسب، السیّد الیزدی 1 : 147 / سطر 11.
  • )) المکاسب : 131 / سطر 20 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 442 ـ 444 .
  • )) المکاسب : 131 / سطر 22 .
  • )) منیة الطالب 1 : 233 / سطر 13 .

انتهای پیام /*