عقــد البیع وشرائطه

فی ضمان الغارم العینَ بعد ارتفاع التعذّر

کد : 150951 | تاریخ : 25/02/1394

فی ضمان الغارم العینَ بعد ارتفاع التعذّر 

‏ ‏

‏وأمّا مسألة ضمان الغارِم العینَ بعد ارتفاع التعذّر قبل الردّ، فما یمکن أن یقال‏‎ ‎‏فیه وجوه:‏

الأوّل :‏ عدم الضمان، فإنّه بعد أداء الغرامة یسقط الضمان، وحصوله ثانیاً‏‎ ‎‏یحتاج إلی دلیل‏‎[1]‎‏.‏

الثانی :‏ أن یکون الضمان ضماناً سابقاً ، فإنّ الید اقتضت ضمان العین مطلقاً؛‏‎ ‎‏سقط الضمان بأداء الغرامة مادام التعذّر، فإذا ارتفع التعذّر تؤثّر الید السابقة فی‏‎ ‎‏الضمان حینئذٍ‏‎[2]‎‏.‏

الثالث :‏ أن یکون الضمان ضماناً جدیداً، فإنّه بعد أداء الغرامة یسقط الضمان،‏‎ ‎‏ولایعقل عودالضمان بعد سقوطه، وإلاّ لزم کون الغرامة لاغرامة، فمع القول بالضمان‏‎ ‎‏بعد التمکّن یکون الضمان ضماناً جدیداً؛ سواء کان أثره الید السابقة أو غیرها‏‎[3]‎‏.‏

فنقول :‏ إنّه لو قلنا بأنّه فی باب التعذّر والتلف العرفی تخرج العین بأداء‏‎ ‎‏الغرامة عن ملک مالکها، وتدخل الغرامة فی ملکه، فلابدّ من الحکم بعدم الضمان‏‎ ‎‏بعد التمکّن، أو القول بالضمان الجدید، فإنّ المفروض أداء غرامة العین وبدلها‏‎ ‎‏وخروج الغارم عن ضمانها، ولایُعقل عود الضمان بعد سقوطه کما مرّ.‏

‏وأیضاً لو قلنا بأنّ العین باقیة فی ملکه، لکنّ الغرامة تدخل فی ملکه، فالأمر‏‎ ‎‏کذلک لأداء بدل العین.‏

‏ولو قلنا بعدم خروج العین عن ملک المالک وعدم دخول الغرامة فی ملکه،‏‎ ‎


‎[[page 353]]‎‏بل الغرامة بمقدار الخسارة من جهة تدارک السلطنة الفائتة بمقدارها، فإنّه لایمکن‏‎ ‎‏الالتزام بعدم خروج الغارم عن ضمان العین بأداء الغرامة علی هذا المبنی أیضاً.‏

‏أتری أ نّه لو تلفت العین بعد أدائه الغرامة لزمته غرامة اُخری غیر ما أدّاه، بل‏‎ ‎‏معنی الخروج عن الضمان هو تدارک ما فات المالک من الانتفاعات، وأمّا کونه مالکاً‏‎ ‎‏أو لا، فلایعتنی به العقلاء، فمع تدارک الضامن السلطنة الفائتة؛ بحیث یقدر المالک‏‎ ‎‏علی جمیع التصرّفات فی الغرامة علی نحو تصرّفه فی العین، یحکم العقلاء بخروجه‏‎ ‎‏عن الضمان وإن لم یکن المالک مالکاً للغرامة.‏

فتحصّل :‏ أ نّه لا فرق بین هذه الأقسام؛ من أ نّه علی تقدیر الضمان بعد التمکّن‏‎ ‎‏یکون الضمان جدیداً، فإنّ الغارم قد خرج عن الضمان السابق بأداء الغرامة، ولا‏‎ ‎‏یعقل خروج الغرامة عن کونها غرامة، نعم، یمکن کون موضوع الضمان الجدید هو‏‎ ‎‏الید السابقة. والصحیح هو الضمان، فإنّ الغرامة إنّما کانت مادام التعذّر، فمع ارتفاع‏‎ ‎‏موضوعها تسقط عن کونها غرامة، فلا شیء موجباً لسقوط أثر الید السابقة بعد‏‎ ‎‏سقوط الغرامة عن کونها غرامة‏‎[4]‎‏.‏

ذکر الشیخ ‏رحمه الله‏‏ :‏‏ وممّا ذکرنا یظهر : أ نّه لیس للغاصب حبس العین إلی أن یدفع‏‎ ‎‏المالک القیمة‏‎[5]‎‏... إلی آخره .‏

‏والصحیح أ نّه لو قلنا بسقوط أثر الغرامة بعد التمکّن من أداء العین، فحینئذٍ‏‎ ‎‏یکون ملک الغارم عند مالک العین، والعین عند الغارم، فیجوز للغارم حبس العین‏‎ ‎‏حتّی یدفع المالک القیمة، والحاکم علی ذلک بناء العقلاء، ولا اختصاص لجواز‏‎ ‎‏الحبس بباب المعاوضات أو فسخها، کما یظهر من الشیخ ‏‏رحمه الله‏‎[6]‎‏، وکما هو صریح‏‎ ‎


‎[[page 354]]‎‏کلام المحقّق النائینی ‏‏رحمه الله‏‎[7]‎‏، کما أ نّه لیس مدرک جواز الحبس فی الأول الشرط‏‎ ‎‏الضمنی وفی الثانی الإجماع، کما ذکره المحقّق النائینی ‏‏رحمه الله‏‎[8]‎‏، بل الدلیل ما ذکرناه،‏‎ ‎‏وهو حکم العقل والعقلاء فی هذه المقامات کما لایخفی.‏

‏ولو قلنا بعدم سقوط أثر الغرامة بعد التمکّن، وأنّ المسقط هو أداء العین،‏‎ ‎‏فلا دلیل علی وجوب الردّ حینئذٍ وتحصیل المسقط لأثر الغرامة.‏

‏ولا فرق فی القولین بین ما لو بنینا علی حصول المعاوضة بین الغرامة والعین‏‎ ‎‏بأداء الغرامة، أو الجمع بینهما فی ملک صاحب العین، أو عدم حصول الملک؛‏‎ ‎‏لا بالنسبة إلی الغرامة ولا العین، بل العین باقیة علی ملک صاحبها، والغرامة قد‏‎ ‎‏اُبیحت له تدارکاً لسلطنته الفائتة، فإنّ المیزان هو سقوط أثر الغرامة؛ بلا فرق بین‏‎ ‎‏الملک أو الإباحة وعدمه، وقد مرّ أنّ الحقّ عدم سقوط أثر الغرامة للاستصحاب،‏‎ ‎‏فلایجب الردّ مالم یدفع المالک الغرامة، نظیر المعاوضات‏‎[9]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 355]]‎

  • )) المکاسب : 113 / سطر 24 ، حاشیة المکاسب ، الإیروانی 1 : 105 / سطر 21 .
  • )) اُنظر منیة الطالب 1 : 162 / سطر 11، جواهر الکلام 37 : 130 ـ 132 .
  • )) نقله الشیخ فی المکاسب : 213 / 22 .
  • )) لکنّه یجری استصحاب عدم تجدّد الضمان علی التقریب المتقدّم فی کلامه ـ دام ظلّه ـ . المقرّر دامت برکاته .
  • )) المکاسب : 113 / سطر 31 .
  • )) المکاسب : 113 / سطر 33 .
  • )) منیة الطالب 1 : 163 / سطر 6 .
  • )) منیة الطالب 1 : 163 / سطر 7 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 352 .

انتهای پیام /*