ردّ مناقشتی العَلَمین لکلام الشیخ
ولکن لایرد علیه شیء من ذلک، فإنّه قد مرّ سابقاً: أ نّه لایعقل فی مقام استعمال اللفظ إلاّ لحاظ نفس معناه، والمعانی المرکّبة إنّما تفهم من تعدّد الدالّ والمدلول، ففی إضافة «غلام» إلی «زید» لایلحظ «زید» حال استعمال «غلام»، بل إنّما یلحظ معناه فقط، ولا یلحظ «غلام» حال استعمال «زید»، بل إنّما یلحظ معناه فقط، وباستعمال هذه الهیئة الخاصّة لایلحظ إلاّ نفس معناه، وهو المعنی الربطی، غایة الأمر أنّ اللحاظین الأوّلین استقلالیّان، وهذا اللحاظ آلیّ.
[[page 320]]ولو اُرید من الإضافة لحاظ المضاف حال لحاظ المضاف إلیه وإضافته إلیه فی هذا الحال، فهذا غیر ممکن؛ لأنّ حال لحاظ «غلام» والتلفّظ به لم یتلفّظ بـ «زید» ولم یلحظ بعدُ، وحال لحاظ «زید» والتلفّظ به انعدم التلفّظ بـ «غلام» ولحاظه، فلا مورد لاجتماعهما معاً.
فعلی ذلک ظهر دفع جمیع ما ذکر من الإشکالات المتقدّمة، فإنّ حال استعمال «القیمة» لم یلحظ إلاّ معناها، کما أنّ حال استعمال «البغل» و «الیوم» أیضاً کذلک، وإضافة «القیمة» إلی «البغل» وإضافتها إلی «القیمة» تفهمان من الهیئتین، هیئة إضافتها إلی الأوّل وهیئة إضافتها إلی الثانی.
والحاصل : أنّ قبل استعمال الألفاظ یتصوّر المتکلّم مایرید إفهامه، وبعد ذلک یُبرزه باللفظ، ویفهمه المخاطب بتعدّد الدالّ والمدلول، ولایلزم شیء من اجتماع اللحاظین المتنافیین ـ أو الآلیّ والاستقلالیّ ـ لا قبل الاستعمال ولا حاله، وهذا ظاهر.
أتری أ نّه لو قال: «غلام زید وعمرو» لزم منه محذور؟! فمع قطع النظر عن الإشکال اللغوی والعرفی، لم یکن إشکال فی مثل إضافة «غلام زیدٍ عمروٍ» أیضاً.
[[page 321]]