عقــد البیع وشرائطه

القول بلزوم أداء أعلی القیم

کد : 150992 | تاریخ : 25/02/1394

القول بلزوم أداء أعلی القیم 

‏ ‏

وأمّا منشأ لزوم أداء أعلی القیم‏ من زمان الأخذ إلی زمان التلف : فهو أنّ العین‏‎ ‎‏بجمیع أوصافها الحاصلة تحت الید مضمونة علی الآخذ، ومن الأوصاف تفاوت‏‎ ‎‏القیمة السوقیّة.‏

‏وقد مرّ الجواب عن ذلک، وقلنا: إنّ تفاوت القیمة السوقیّة بمجرّده لیس من‏‎ ‎‏الأوصاف بنظر العقلاء؛ وإن کان منشؤه اختلاف الأوصاف بالدقّة العقلیّة، والمعیار‏‎ ‎‏فی أمثال المقام بناء العقلاء، لا الدقائق الفلسفیّة.‏

وأمّا منشأ لزوم أداء أعلی القیم‏ من زمان الأخذ إلی زمان الأداء فأُمور ثلاثة:‏

أحدها :‏ ثبوت العین فی العُهدة فی الضمانات.‏

ثانیها :‏ کون اختلاف القیمة السوقیّة مضموناً کسائر الأوصاف.‏

ثالثها :‏ کون اعتبار العین فی العهدة محقّقاً لاستیلاء الضامن علی ذلک، وإلاّ‏‎ ‎‏فلامعنی لضمان اختلاف القیمة الحاصل بعد تلف العین.‏

‏ولو سلّمنا الأمرین الأوّلین فلایمکن تسلیم الأخیر؛ لأنّ اعتبار العین فی‏‎ ‎‏العهدة غیر الاستیلاء والأخذ، بل یمکن أن یقال: إنّ العهدة مسلّطة علی الضامن، لا‏‎ ‎‏العکس، فإنّ المستفاد من کلمة «علی» ـ المفیدة للعُهدة ـ هذا المعنی.‏

وبالجملة :‏ نمنع صدق عنوان الاستیلاء علی العهدة حتّی تقع مضمونة بعد‏‎ ‎‏تلف العین، مع أ نّه یلزم من إثبات ضمان العُهدة بدلیل الید، ما قیل فی الأخبار مع‏‎ ‎‏الواسطة من استلزام ذلک کون دلیل الحکم محقّقاً لموضوع نفسه‏‎[1]‎‏، فإنّه بتحقّق الید‏‎ ‎‏تثبت العهدة، فیتحقّق الاستیلاء علی الفرض، فلو قلنا بتطبیق دلیل الید علی هذا‏‎ ‎


‎[[page 316]]‎‏الاستیلاء لزم المحذور.‏

‏ولایمکن الجواب عن ذلک بما اُجیب به فی الأخبار مع الواسطة: من کون‏‎ ‎‏الدلیل علی نحو القضیّة الحقیقیّة، أو منحلّة إلی قضایا متعدّدة‏‎[2]‎‏؛ لعدم مساعدة‏‎ ‎‏العرف والعقلاء هنا علی ذلک وإن قلنا بمساعدتهم علیه هناک، فإنّ العقلاء لایرون‏‎ ‎‏فرقاً بین الأخبار مع الواسطة وبدون الواسطة فی ترتیب الآثار، والواسطة مغفول‏‎ ‎‏عنها عندهم، بل یرون الأثر المخبر به أخیراً أثراً للخبر؛ من دون نظرهم إلی کونه‏‎ ‎‏مع الواسطة أو بدون الواسطة، بخلاف المقام؛ لأنّ المفروض أنّ کلّ استیلاء موضوع‏‎ ‎‏مستقلّ غیر مغفول عنه، وتطبیق دلیل واحد علی الموضوع الأوّل، وإثبات موضوع‏‎ ‎‏نفسه وتطبیقه ثانیاً علی هذا الموضوع، أمر منکر بنظرهم، مع أنّ الالتزام بجعل‏‎ ‎‏العهدة علی العهدة لایمکن، وإلاّ یلزم التسلسل‏‎[3]‎‏، مع أ نّه لو سلّمنا جمیع ذلک، وعدم‏‎ ‎‏ورود شیء من الإشکالات، لکن الدلیل منصرف عن الاستیلاء الحاصل من حکم‏‎ ‎‏الشارع بالضمان.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 317]]‎

  • )) کفایة الاُصول : 341 .
  • )) نهایة الأفکار (تقریرات المحقّق العراقی) البروجردی 3 : 124 .
  • )) الظاهر عدم ورود هذا الإشکال، ویظهر بالتأمّل. المقرّر دام عزّه.

انتهای پیام /*