سورة الفاتحة

تنبیه

اللغة والصرف / الموقف الثانی حول قوله تعالیٰ : «رَبِّ الْعَالَمِینَ» / الناحیة الثالثة : حول «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ» والکلام فی ذلک یقع فی موقفین / المبحث الثالث : حول ما یتعلّق بالکلمات والجمل الناقصة وهنا یقع الکلام فی نواحٍ شتّیٰ :

کد : 151729 | تاریخ : 01/03/1395

تنبیه

‏ ‏

قال ابن حیّان :‏ الـعالَم لا مفرد لـه کالأنام، واشتقاقـه من الـعلم أو‏
‎[[page 343]]‎‏الـعلامـة، ومدلولـه کلّ ذی روح، قالـه ابن عبّاس، أو الـناس قالـه الـبجلی،‏‎ ‎‏أو الإنس والـجنّ والـملائکـة، قالـه أیضاً ابن عبّاس، أو الإنس والـجنّ‏‎ ‎‏والـملائکـة والـشیاطین، قالـه أبو عبیدة والـفرّاء، أو الـثَّقَلان قالـه ابن‏‎ ‎‏عطیّـة، أو بنو آدم قالـه أبو معاذ، أو أهل الـجنّـة والـنار، قالـه الـصادق علیـه‏‎ ‎‏الـصلاة والـسلام، أو الـمرتزقون قالـه عبد الـرحمٰن بن زید، أو کلّ مصنوع‏‎ ‎‏قالـه الـحسن وقتادة، أو الـروحانیّون قالـه بعضهم‏‎[1]‎‏. انتهیٰ موضع الـحاجـة.‏

أقول: أوّلاً :‏ لا معنیٰ للمفرد لـه؛ لأنّـه موضوع للعامّ الـمجموعیّ، لا‏‎ ‎‏الاستغراقیّ حتّیٰ یعتبر لـه الـمفرد.‏

وثانیاً :‏ قد مرّ إنکار اشتقاقـه الـفعلی فی الاستعمال؛ وإن کان من‏‎ ‎‏الـمشتقّات فرضاً، مع أنّـه لیس وزن الـفاعل من الأوزان الـصرفیّـة‏‎ ‎‏الـمضبوطـة فی الـصرف للآلـة.‏

وثالثاً :‏ لاینبغی الـخلط بین معناه الـموضوع لـه والـمراد من‏‎ ‎‏«الـعالَمین» فی الآیـة، وما استقصاه کلّـه راجع إلـیٰ مفاد الآیـة الـکریمـة‏‎ ‎‏الـشریفـة.‏

رابعاً :‏ معناه بالـضرورة لیس أحد الـمذکورات؛ حسب الـتبادر‏‎ ‎‏ونصوص أهل الـلغـة، کما عرفت.‏

‏وما روی عن الـصادق ‏‏علیه السلام‏‏: تارة بأنّ «الـعالَمین» هو الـناس فقط‏‎[2]‎‏،‏‎ ‎
‎[[page 344]]‎‏واُخریٰ أهل الـجنّـة والـنار‏‎[3]‎‏، متعارضان لأعمّیّـة الـثانی من الأوّل؛ لاشتمال‏‎ ‎‏الـجنّ، أو تکون الـنسبـة عموماً من وجـه؛ بناءً علیٰ کون جماعـة من الـناس‏‎ ‎‏فی موقف ثالـث خارج عن الـجنّـة والـنار، وسیأتی تحقیق الـمراد فی مقام‏‎ ‎‏آخر إن شاء اللّٰه تعالـیٰ.‏

‏ثمّ إنّ «الـعالـمین» جمع الـعالـم فلابدّ وأن یعتبر لـه أقلّ الـجمع، وهی‏‎ ‎‏الـثلاثـة، فتفسیرها بطائفتین غیر جائز ، وباعتبار الآحاد یحتاج إلـیٰ‏‎ ‎‏الـمؤونـة الـزائدة، وحیث هو الـجمع الـمحلّیٰ بالـلام فیشمل جمیع الـعوالـم‏‎ ‎‏الـمناسبـة للربوبیّـة، کما سیظهر تحقیقـه.‏

‎ ‎

‎[[page 345]]‎

  • )) البحر المحیط 1 : 18 .
  • )) تفسیر القمی 1 : 28، تاج العروس 8 : 407 .
  • )) البحر المحیط 1 : 18 .

انتهای پیام /*