سورة الفاتحة

المسألة الثانیة : فی وجوب الشکر والحمد

الموقف الأوّل حول قوله تعالیٰ : «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ» / الناحیة الثالثة : حول «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ» والکلام فی ذلک یقع فی موقفین / المبحث الثالث : حول ما یتعلّق بالکلمات والجمل الناقصة وهنا یقع الکلام فی نواحٍ شتّیٰ :

کد : 151839 | تاریخ : 01/03/1395

المسألة الثانیة

‏ ‏

فی وجوب الشکر والحمد

‏ ‏

‏وجوب الـشکر والـحمد مورد الاتّفاق فی الـکتب الـکلامیّـة، وفی‏
‎[[page 310]]‎‏مباحث الـتقلید من الـکتب الـفقهیّـة، وهو عندنا محلّ الـکلام؛ وذلک لأنّـه إن‏‎ ‎‏اُرید من الـوجوبِ الـوجوبُ الـنفسیُّ الـمستلزم للعقاب، فهو غیر صحیح؛‏‎ ‎‏لأنّ الـعقل لایتمکّن من إدراک ما یستـتبع الـعقاب.‏

‏وإن اُرید منـه الـوجوب الـشرطیّ ـ أی أنّ الـوصول إلـی مدارج‏‎ ‎‏الـکمالات والـتعیّن بالـصفات والـملکات الـحسنـة ـ متوقّف علیٰ ذلک، فهو‏‎ ‎‏فی محلّـه؛ لما نجد بالـوجدان أنّ الاستکمالات لاتمکن إلاّ بمثلـه.‏

‏ثمَّ إنّ الـشکر والـحمد : تارة اُرید منـه الـتحمید بالـلسان فهو ما‏‎ ‎‏عرفت حکمـه.‏

واُخریٰ: ‏اُرید منـه الـقیام بالـوظائف الإلهیّـة ـ من إتیان الـواجبات‏‎ ‎‏وترک الـمحرّمات ـ فهو أیضاً من الـواجبات الـشرطیّـة؛ أی أنّ الـمکلّف إذا‏‎ ‎‏کان یرید الـنجاة من تبعات أعمالـه من الـعقاب، ویرید استجلاب الـثواب،‏‎ ‎‏فعلیـه بهذا الـفعل وذاک الـترک. ولقد فصّلنا الـبحث حول هذه الـمسألـة فی‏‎ ‎‏تقاریرنا الـفقهیّـة‏‎[1]‎‏.‏

‏وما اشتهر من وجوب الـتقلید فهو أیضاً یرجع إلـیٰ ذلک؛ أی أنّ وجوبـه‏‎ ‎‏شرطیّ وتعلیقیّ؛ أی أنّ الـعقل یُدرک الـملازمـة بین الـنجاة من الـنار والـفوز‏‎ ‎‏بالـجنّـة وبین الـقیام بالـوظائف الـشرعیّـة، أمّا إلـزام الـعبد بذلک فهو لیس‏‎ ‎‏من شأنـه.‏

‏کما أنّ درک لزوم دفع الـضرر ولابدّیّـة ذلک فهو ـ أیضاً ـ ممّا لا أساس‏‎ ‎‏لـه. نعم ربّما تکون الـفطرة قائمـة علیٰ الـفرار ممّا لا یلائم الـطبع، وهذا غیر‏
‎[[page 311]]‎‏إدراک الـعقل لزوم ذلک، کما أنّ تشخیص ما لا یلائم وما یلائم خارج عن حدود‏‎ ‎‏وظیفتـه، إلاّ فی الاُمور الـمتعارفـة الـواضحـة والـوجدانیّـة فی هذه الـنشأة.‏

فبالجملة :‏ أصل الـوجوب الأعمّ من الـشرطیّ والـنفسیّ ممّا لاشبهـة‏‎ ‎‏فیـه عندنا، ولا سبیل للعقل إلـیٰ ذلک.‏

‎[[page 312]]‎

  • )) مباحث الاجتهاد والتقلید من التحریرات فی الفقه للمصنّف قدس سره مفقودة .

انتهای پیام /*