سورة الفاتحة

الفائدة الرابعة : حول المصدر واسم المصدر

الموقف الأوّل حول قوله تعالیٰ : «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ» / الناحیة الثالثة : حول «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ» والکلام فی ذلک یقع فی موقفین / المبحث الثالث : حول ما یتعلّق بالکلمات والجمل الناقصة وهنا یقع الکلام فی نواحٍ شتّیٰ :

کد : 152152 | تاریخ : 03/03/1395

الفائدة الرابعة

‏ ‏

حول المصدر واسم المصدر

‏ ‏

‏إنّ الأصل فی الـمصدر أن لایُجمع، وقد جمع «حَمْد» علی «أحمُد»،‏‎ ‎‏حکاه ابن الأعرابی. وکأنّ جامعـه لاحظ أنواعـه، أو یکون الـجمع بلحاظ‏‎ ‎‏کونـه بمعنیٰ مایُحمد علیـه، قال الـشاعر:‏

‏ ‏

‏وأبلَجَ محمودَ الثناء خصصتُه‏

‎ ‎‏بأفضلِ أقوالی وأفضلِ أَحمُدی‏‎[1]‎

‏ ‏

ومن الممکن دعویٰ :‏ أنّ بناء الـعرب فی باب اسم الـمصدر علیٰ إرادتـه‏‎ ‎‏من الـمصدر؛ لعدم لفظ خاصّ موضوع لـه إلاّ فی بعض الـموادّ، ولذلک اشتهر:‏‎ ‎‏أنّـه لایکون لاسم الـمصدر ـ فی علم الـصرف الـمتکفّل ببناء الـهیئات ـ‏‎ ‎‏هیئـة خاصّـة، فلابُدّ من دعویٰ: أنّ الـمصدر تارة یُطلق ویراد منـه معناه‏
‎[[page 274]]‎‏الـواقعی، واُخریٰ یُطلق ویُراد منـه معناه الـحاصل من الـمصدر الـخالـی عن‏‎ ‎‏شوب الـذات، فإنّ الـمصدر فیـه شوب الـذات، ولذلک إذا قلنا: الـضرب لزید،‏‎ ‎‏یکون معناه أنّ صدوره منـه لـه، وإذا اُرید منـه الـمعنیٰ الـحاصل منـه، یکون‏‎ ‎‏معناه أعمّ من صدوره منه أو وقوعه علیه، فالمعنیٰ الـخاصّ یُستفاد من القرینة.‏

‏فعلیـه یمکن دعویٰ: أنّ الـحمد للّٰه معناه أن الاسم الـمصدر لـه تعالـیٰ،‏‎ ‎‏ولکنّـه للقرینـة الـعقلیّـة الـقطعیّـة یثبت صدوره من الـغیر بالـنسبـة إلـیـه،‏‎ ‎‏أو صدوره من نفسـه بالـنسبـة إلـیـه، دون صدور منـه بالـنسبـة إلـیٰ غیره.‏

‎[[page 275]]‎

  • )) البیت لابن الأعرابی .

انتهای پیام /*