تنبیهات الاستصحاب

نقلٌ ونقدٌ

کد : 152449 | تاریخ : 06/03/1394

نقلٌ ونقدٌ

‏ ‏

‏وبما ذکرنا‏‏  ‏‏: یظهر وجود تهافت ما فی کلام المحقّق النائینی ‏‏قدس سره‏‎[1]‎‏ فإنّه حکم‏‎ ‎‏أوّلاً فی المقام بعدم تمشّی الترجیح فی باب الاستصحاب الذی هو من الاُصول‏‎ ‎‏المحرزة عنده‏‏  ‏‏، ثمّ حکم بُعید ذلک بأنّ جریان الاستصحاب فی طرفی العلم‏‎ ‎‏الإجمالی یوجب التناقض‏‏  .‏

‏بتقریب‏‏  ‏‏: أنّ الاستصحاب من الاُصول المحرزة فمفاد ‏«لا تنقض»‏ حرمة‏‎ ‎


‎[[page 181]]‎‏النقض ووجوب البناء علی أنّ مؤدّاه هو الواقع والحکم بهذا المعنی فی الطرفین‏‎ ‎‏یناقض العلم بتحقّق الانتقاض فی أحدهما‏‏  .‏

‏ویرد علیـه‏‏  ‏‏، أوّلاً‏‏  ‏‏: أنّ الأصل المحرز بالمعنی الذی ذکره بأن یکون مفاد‏‎ ‎‏الدلیل وجوب البناء علی کون المؤدّی هو الواقع ممّا لا أساس له‏‏  ‏‏، إذ لیس مفاد‏‎ ‎«لا تنقض»‏ مثلاً إلاّ حرمة النقض عملاً فهو یتصدّی لجعل الوظیفة العملیة لا‏‎ ‎‏غیر‏‏  ‏‏، وما ذکره من وجوب البناء علی أنّه الواقع ممّا لا یستشمّ من واحد من‏‎ ‎‏الأدلّة فهو مجرّد فرض لا دلیل علیه فی مقام الإثبات‏‏  .‏

‏وثانیاً‏‏  ‏‏: أنّ کون الأصل محرزاً إن کان موجباً لتجافیه عن مرتبة الأصلیة‏‎ ‎‏وترقّیه إلی مرتبة الحاکی عن الواقع‏‏  ‏‏، فکلامه الثانی صحیح‏‏  ‏‏، حیث حکم بأنّ‏‎ ‎‏جریان الأصل المحرز فی الطرفین یوجب التناقض للمعلوم إجمالاً‏‏  ‏‏، وأمّا کلامه‏‎ ‎‏الأوّل ففاسد‏‏  ‏‏، إذ مقتضی ذلک ترجّح الاستصحاب أیضاً بالأمارة الغیر المعتبرة‏‎ ‎‏وصیرورتها مرجّحة له‏‏  ‏‏، فلا وجه لمنعه ذلک وإن لم یوجب ذلک تجافیه عن‏‎ ‎‏مرتبة الأصلیة التی هی مرتبة سترة الواقع‏‏  ‏‏، وقطع النظر عنه‏‏  ‏‏، فکلامه الأوّل‏‎ ‎‏صحیح دون الثانی‏‏  ‏‏، إذ الأصل لا یتعرّض إلاّ لبیان الوظیفة العملیة فی رتبة الشکّ‏‎ ‎‏فلا یناقضه ما یتعرّض للواقع‏‏  .‏

‏ولا یخفی‏‏  ‏‏: أنّ المتعیّن هو الوجه الثانی فلا مجال لتوهّم المناقضة بین‏‎ ‎‏الحاکی عن الواقع وبین مؤدّی الأصل العملی وإن کان محرزاً‏‏  ‏‏. وعلی هذا‏‏  ‏‏، فإذا‏‎ ‎‏سلّمنا شمول الأدلّة لصورة التعارض أیضاً لزم الأخذ بالاستصحابین فیما إذا لم‏‎ ‎‏یلزم مخالفة عملیة ولم یقم إجماع أیضاً علی عدم جواز الجمع بینهما‏‏  ‏‏، کما فی‏‎ ‎‏مسألة الماء النجس المتمّم کرّاً بطاهر‏‏  ‏‏، حیث قام الإجماع علی أنّ الماء‏‎ ‎


‎[[page 182]]‎‏الواحد محکوم بحکم واحد ولو فی الظاهر‏‏  .‏

‏ثمّ إنّه إذا تمشّی الترجیح فی باب الاُصول فیدور الأمر بین التساقط‏‎ ‎‏والتخیـیر‏‏  ‏‏، وغایة ما یوجّـه به الأوّل أنّ اندراج کلّ منهما معیّناً فی قولـه‏‏  ‏‏:‏‎ ‎«لا تنقض»‏ یستلزم الترخیص فی المعصیة‏‏  ‏‏، کما فی القسم الأوّل أو مخالفة‏‎ ‎‏الإجماع کما فی القسم الثانی واندراج أحدهما معیّناً دون الآخر ترجیح بلا‏‎ ‎‏مرجّح وأحدهما الغیر المعیّن لیس إلاّ مفهوماً انتزاعیاً ولیس من أفراد العامِّ، ولا‏‎ ‎‏دلیل بالخصوص یدلّ علی ثبوت الحکم له حتّی یستلزم التخیـیر بینهما‏‎ ‎‏فیتساقط الأصلان ویخرجان عن تحت العامِّ.‏

 

[[page 183]]

  • - فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 692 ـ 693 .

انتهای پیام /*