تنبیهات الاستصحاب

التنبیه الثامن فی استصحاب حکم المخصّص

کد : 152485 | تاریخ : 06/03/1394

التنبیه الثامن فی استصحاب حکم المخصّص

‏ ‏

‏إذا قال المولی‏‏  ‏‏: «أکرم العلماء کلّ یوم» فلا إشکال فی أنّ العموم الأزمانی‏‎ ‎‏متأخّر عن العموم الأفرادی وهو بمنزلة الموضوع له‏‏  ‏‏، فلو فرض خروج زید من‏‎ ‎‏الأوّل بأن قال‏‏  ‏‏: «لا تکرم زیداً» فهو تصرّف فی الأوّل دون الثانی‏‏  ‏‏، إذ قوله‏‏  ‏‏: «کلّ‏‎ ‎‏یوم» إنّما جیء به لاستیعاب ما اُرید من الأوّل وتخصیص الأوّل تخصّص‏‎ ‎‏وورود بالنسبة إلی الثانی‏‏  ‏‏، ونظیره ما إذا تصرّف تکویناً فی بعض أفراد العالم‏‎ ‎‏فصیّره جاهلاً‏‏  .‏

‏ولو تصرّف فی الثانی بأن قال‏‏  ‏‏: «لا تکرم زیداً یوم الجمعة» فهو لیس تصرّفاً‏‎ ‎‏فی الأوّل أصلاً کما لا یخفی‏‏  ‏‏. هذا إذا صرّح بالعموم الأزمانی‏‏  .‏

‏ومثله ما إذا عبّر بلفظ «دائماً» فلیس التصرّف فی الأوّل تصرّفاً فی الثانی ولا‏‎ ‎‏التصرّف فی الثانی تصرّفاً فی الأوّل‏‏  ‏‏. ومثل ذلک ما إذا استفید السریان الزمانی‏‎ ‎‏بلإطلاق وبمعونة مقدّمات الحکمة‏‏  ‏‏، فإذا قال‏‏  ‏‏: ‏‏«‏أَوْفُوا بِالْعُقُودِ‏»‏‎[1]‎‏ واستفدنا‏‎ ‎


‎[[page 128]]‎‏بمعونة مقدّمات الحکمة وجوب الوفاء دائماً فللمولی أن یتصرّف فی العموم‏‎ ‎‏الأفرادی بأن یقول‏‏  ‏‏: «إلاّ عقد العاریة» مثلاً‏‏  ‏‏، فلیس هذا إلاّ تخصیصاً للعموم‏‎ ‎‏ولیس تقیـیداً للإطلاق أصلاً‏‏  ‏‏، وإنّما هو تضیـیق لموضوعه وله أیضاً أن یتصرّف‏‎ ‎‏فی الإطلاق من دون أن یکون ذلک تصرّفاً فی العموم بأن یقول‏‏  ‏‏: «إلاّ البیع حین‏‎ ‎‏الاطّلاع علی تحقّق الغبن فیه» فذلک تصرّف فی الإطلاق دون العموم‏‏  ‏‏، وکما أنّ‏‎ ‎‏تخصیص العامّ بالنسبة إلی بعض الأفراد لا یوجب سقوطه عن الحجّیة‏‏  ‏‏، فکذلک‏‎ ‎‏تقیـید المطلق یقتصر فیه علی القدر المتیقّن‏‏  .‏

‏وبما ذکرنا‏‏  ‏‏: ظهر فساد کلام الشیخ ‏‏قدس سره‏‎[2]‎‏ حیث زعم أنّ خروج بعض أفراد‏‎ ‎‏العقد فی زمان یکون من التخصیص للعامِّ، فإنّه لیس من باب التخصیص‏‏  ‏‏، بل هو‏‎ ‎‏من قبیل التقیـید للإطلاق المتأخّر عن العموم فی المقام لکون العامّ بمنزلة‏‎ ‎‏الموضوع له‏‏  .‏

‏ولا فرق فیما ذکرنا بین أن یکون إخراج بعض الأزمنة من الأوّل أو من‏‎ ‎‏الوسط کما فی شرط الخیار فی زمان منفصل عن العقد‏‏  .‏

‏وقد تلخّص ممّا ذکرنا‏‏  ‏‏: أنّه لا مجال لاستصحاب حکم المخصّص أصلاً ولو‏‎ ‎‏لم یصرّح بالعموم الأزمانی‏‏  ‏‏، بل اللازم مطلقاً هو العمل بالعموم الأزمانی أو‏‎ ‎‏الإطلاق الدالّ علی السریان الزمانی بعد خروج القدر المتیقّن‏‏  .‏

 

[[page 129]]

  • - المائدة (5) : 1 .
  • - فرائد الاُصول ، ضمن تراث الشیخ الأعظم 26 : 274 ـ 275 ؛ المکاسب ، ضمن تراث الشیخ الأعظم 18 : 207 .

انتهای پیام /*