الثانی: فی بطلان العمل بالریاء المحرّم
وقد یتوهّم: أنّ الـریاء الـمحرّم یورث الـبطلان؛ لأجل منافاتـه للـعبودیّـة، کالضمائم الـمحرّمـة حین الـصلاة، علیٰ ما عرفت منّا تقریره.
وفیه: أنّ مقتضیٰ أخباره صحّـة الأعمال الـریائیّـة، ومنها یعلم تناسبـه مع الـعبودیّـة واجتماعـه معها.
هذا مع أنّ ما ذکرنا من الـضمائم الـمحرّمـة الـمنافیـة لصدق «الـعبادة» هو فیما کانت کثیرة مجتمعـة، دون الاشتغال بواحدة منها، وهذا ممّا لا بأس بالالتزام بـه مع الـریاء أیضاً؛ فإنّ الـشاغل بجوارحـه وحواسّـه وقلبـه بالمعصیـة حال الـعبادة، ربّما لایعدّ عابد اللّٰـه تعالیٰ، وعملـه عبادةً ومقرّباً عرفاً، وإن أمکن ذلک عقلاً.
[[page 119]]